تقارير وتحقيقات | 8 01 2025
إيمان حمراويأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي توغّلت مؤخّراً في قرية الحميدية بريف القنيطرة، على اعتقال صحفي فرنسي وناشط حقوقي، وحاولت اعتقال الصحفي السوري يوسف غريبي، بعد أن صادرت معداته الصحفية.
وفور سقوط النظام السوري السابق بدأت القوات الإسرائيلية بالتوغل داخل الأراضي السورية في ريف القنيطرة، وتبرّر ذلك بالبحث عن عناصر من المجموعات المسلحة السابقة التابعة لإيران في سوريا، إضافة إلى سحب السلاح المتوسط والثقيل من المنطقة.
وسبق توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة، إعلان إسرائيل أنه بسقوط النظام تم إلغاء اتفاق فك الارتباط بين البلدين الموقع عام 1974، والذي كان مراقب من قبل قوات أممية (الأندوف).
ماذا حدث في الحميدية؟
الصحفي السوري يوسف غريبي، قال لروزنة، إنّه توجّه صباح اليوم الأربعاء، إلى قرية الحميدية برفقة الصحفي الفرنسي سيلفان ميركاديه، والناشط الحقوقي ابن مدينة البعث، محمد فياض، إلى قرية الحميدية بهدف تغطية التوغل الإسرائيلي في المنطقة.
"كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتش منازل المدنيين عندما دخلنا القرية، بينما كانت الدبابات والمدرعات تنتشر على الطرقات"، يقول غريبي.
وقبيل منتصف الشهر الفائت توغلت القوات الإسرائيلي إلى قرية الحميدية مع قرى أخرى مجاورة، ورافق ذلك فرض حصار ومنع السكان من التحرك إلا قليلاً جداً للحصول على الطعام.
ويضيف غريبي: "كنا نحن الثلاثة قريبين من أحد منازل المدنيين، حاول الصحفي الفرنسي الاقتراب من قوات الاحتلال للحديث معهم، لكنهم رفضوا ذلك، وعادوا معه إلى موقعنا الأول وفتشوا الكاميرا العائدة لي".
اقرأ أيضاً: بعد هروب الأسد: تحركات الجيش الاسرائيلي"مؤقتة" أم احتلال جديد!
طالبت القوات الإسرائيلية من الصحفيَين غريبي والفرنسي ميركاديه والحقوقي فياض بالصعود إلى السيارة، وبدؤوا بتفتيشها بكل ما فيها.
يشرح غريبي: "صادروا من سيارتي معدات التصوير والحاسوب المحمول، وخلال تفتيش السيارة حاولت المرور من داخل تجمع مدني واختفيت عن الأنظار، وبدؤوا بالسؤال عني لاعتقالي".
وأثناء ذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية فياض بعد أن وضعوا الأصفاد على يديه ووجهه، حاول الصحفي الفرنسي الدفاع عنه، لتعتدي عليه القوات وتقوم بضربه ومن ثم اعتقاله أيضاً.
ويعمل الصحفي الفرنسي مع شركة "سينم" للإنتاج التلفزيوني والسينمائي الألمانية المتخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية والاستقصائية والسينمائية.
يقول غريبي: "أخذت القوات الإسرائيلية ميركاديه وفياض إلى مبنى المحافظة في القنيطرة التي توغلوا إليها مؤخراً، بعدما حققوا معهما لمدة نصف ساعة خلال تواجدهم في السيارة.
يوضح غريبي نقلاً عن فياض قبيل اعتقاله، أنّ القوات الإسرائيلية توغّلت في نحو 14 قرية منذ شهر حتى الآن بعد سقوط النظام السوري.
وقبل أسبوع اعتدت القوات الإسرائيلية المتوغلة في محافظة القنيطرة، على طاقم قناة الغد، وذلك بمنعها المراسل سلام كيالي من الاستمرار في أداء عمله، وصادرت كاميرته، مطالبة إياهم بالتراجع، وفق موقع "الغد".
وتسعى إسرائيل للسيطرة على مواقع سورية استراتيجية في جبل الشيخ في المناطق القريبة من الحدود المشتركة وسط مخاوف من تحول تلك السيطرة إلى حالة دائمة في ظل انشغال حكومة تصريف الأعمال السورية بدمشق بترتيب الداخل السوري.