تقارير | 28 12 2024

روزنة

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن ما وصفته مخاوف الإدارة الأمريكية من تكرار سيناريو أفغانستان في سوريا، بالرغم من تصريح قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام)، أن سوريا ليست أفغانستان.

ووفق تقرير للصحيفة، أمس الجمعة، فقد كان الهدف من لقاء ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين قبل أسبوع في العاصمة السورية دمشق مع قادة "هيئة تحرير الشام"، إقناع الجماعة المسلحة بحكم البلاد بيد شاملة ومعتدلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن هذا هو الأمل الأفضل لمنع سوريا من الانزلاق إلى العنف والفوضى الجديدة التي قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتمكين الجماعات الإرهابية المناهضة لأمريكا.

اقرأ أيضاً: حظوظ الجولاني الدولية.. قبول أو رفض

ونقلت عن المسؤولين الأمريكيين اعتقادهم أن القيادة العسكرية الجديدة التي أطاحت بحكم بشار الأسد "يقولون الأمور الصحيحة".

وصرحت باربرا ليف، المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، في وقت سابق، أن أحمد الشرع "بدا عملياً" في الاجتماع الذي عقد في دمشق.

وأضافت أن الشرع قدم "تصريحات معتدلة" بشأن مجموعة من المسائل، بما في ذلك حقوق المرأة والأقليات، وقدم ضمانات بأن الجماعات الإرهابية لن تعمل داخل سوريا.

وأوضح معد تقرير الـ"نيويورك تايمز" أنه رغم ذلك، يظل المسؤولون الأمريكيون حذرين من الشرع.

وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يخشون أن يكون الشرع يخدعهم "لكسب الدعم الدولي في إطار مخططاته لتعزيز سلطته وربما فرض حكم إسلامي صارم، تماما كما فعل زعماء طالبان في عام 2021 في أفغانستان".

وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الأسبوع الماضي، خلال ظهوره في مجلس العلاقات الخارجية في مدينة نيويورك "تحرير الشام" من تكرار سيناريو أفغانستان في سوريا.

وقال بلينكن: "هناك درس هنا، لقد أظهرت حركة طالبان وجهاً أكثر اعتدالاً، أو على الأقل حاولت ذلك، عندما سيطرت على أفغانستان، ثم ظهرت ألوانها الحقيقية، والنتيجة هي أنها لا تزال معزولة بشكل رهيب في مختلف أنحاء العالم".

ونقلت الصحيفة عن بيل روجيو، وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي ورئيس تحرير مجلة "ذا لونج وور جورنال"، وهي مطبوعة إلكترونية تركز على مكافحة الإرهاب قوله: "نعتقد أن هيئة تحرير الشام تسعى إلى اكتساب الشرعية، وأنها على استعداد للاعتدال من أجل اكتساب هذه الشرعية، ولا نأخذ في الاعتبار أنهم قد يلعبون بنا بالفعل، ويخبروننا بما نريد سماعه".

وشكك روجيو في أن الشرع قد تخلى عن رؤية "تنظيم القاعدة العالمية التي كان يؤيدها علناً في وقت ما".

واعتبر معد التقرير في "نيويورك تايمز" أن أحد الاختبارات الحاسمة هو ما إذا كانت حكومة الشرع الجديدة "تمنع الإرهابيين من استخدام سوريا كقاعدة لهم. وتضم صفوف هيئة تحرير الشام آلاف المقاتلين الأجانب المتطرفين الذين قد يرغبون في استخدام سوريا ما بعد الأسد كقاعدة لملاحقة أهداف أخرى".

وفي تصريحات سابقة قال قائد "هيئة تحرير الشام": "سوريا ليست أفغانستان ولن تكون وأؤمن بتعليم النساء"، إضافة إلى تصريحات أخرى أطلقها منذ الإطاحة برئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، لطمأنة الغرب والمجتمع الدولي".