تقارير وتحقيقات | 26 12 2024

لا تزال الاشتباكات مستمرة منذ أيام بين "مجلس منبج العسكري" المتحالف مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة في ريف منبج شرقي حلب، وشمالي سد تشرين، وسط قصف تركي مكثّف على المنطقة في محاولة للسيطرة على مناطق جديدة تحت سيطرة "قسد".
وتأتي هذه المعارك بين "قسد" و "الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة في محاولة للأخير للسيطرة على سد تشرين و جسر قره قوزاق و التوجه بعد ذلك الى السيطرة على عين العرب "كوباني"، وفق مراسل روزنة، وذلك بعد سيطرته على مدينة منبج في الثامن من الشهر الجاري.
من يسيطر على سد تشرين؟
وأوضح مراسل روزنة، أنّ قصفاً مدفعياً مكثّفاً، استهدف اليوم الخميس، سد تشرين وجسر قره قوزاق وأطراف مدينة صرين في عين العرب "كوباني" بـ250 قذيفة مدفعية لدعم فصائل "الجيش الوطني".
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، أن منبج وسد تشرين لا يزالان تحت سيطرة "الجيش الوطني السوري"، ووصفت مزاعم "قسد" بشأن تحقيقها تقدماً في هذه المناطق بأنها غير صحيحة، وفق وكالة "الأناضول"
ونفى سيامند علي، مدير المركز الإعلامي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، ما جاءت به وزارة الدفاع التركية، وقال لروزنة: إن "قواتهم لا تزال تسيطر على سد تشرين وجسر قره قوزاق، وتدافع عن المنطقة".
وأوضح سيامند، أنّه منذ 16 يوماً وفصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا عبر الدبابات والطائرات والمدفعية، تشن عمليات هجومية على نهر الفرات وبخاصة نقطتي سد تشرين وجسر قره قوزاق، في المقابل تدافع "قوات مجلس منبج العسكري" المتحالفة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن خطوط سد تشرين.
وأشار إلى أنّه ومنذ يومين شنت قواتهم حملة باسم "الشهيد عزيز عرب" تمكنت من السيطرة على التلال وبعض القرى المجاورة الاستراتيجية لسد تشرين، التي كانت تسيطر عليها فصائل "الجيش الوطني" ومن خلالها كانت تسيطر نارياً على سد تشرين.
وتخوف المتحدث من حدوث مشكلات تقنية وانهيارات داخل سد تشرين جراء القصف المكثّف للمدفعية التركية.
اقرأ أيضاً: متعهداً بالسيطرة عليها.. "مجلس منبج العسكري" يدعو مسلحي المدينة لإلقاء السلاح
"قسد": مقتل 14 عنصراً للجيش الوطني
وأعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مساء أمس الأربعاء، مقتل 14 عنصراً من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة خلال اشتباكات دارت مع "قوات مجلس منبج العسكري" المتحالف مع "قسد".
وقالت "قسد" في بيانها، إنّ اشتباكات دارت بين "قوات مجلس منبج العسكري" وبين من وصفتهم بـ"مرتزقة الاحتلال التركي" في محيط بلدة أبو قلقل جنوب شرقي منبج والريف الشمالي لسد تشرين، ما أسفر عن مقتل 14 عنصراً لـ"الجيش الوطني" وإصابة العشرات.
كذلك أسفرت الاشتباكات عن تدمير آليتين مدرعتين وسيارتين محملتين بسلاح الدوشكا إضافة إلى تدمير دراجتين ناريتين، تزامناً مع قصف مدفعي وجوي لتركيا على قرى جنوب مدينة منبج وشرقها.
مراسل روزنة، قال إن الاشتباكات لا تزال مستمرة منذ أمس وحتى اليوم في مناطق: قرية "قبر إيمو" شرقي منبج، وفي منطقة جسر قره قوزاق. وفي محور سد تشرين، في قريتي "محشية الطواحين، خربة تويني" التابعتين لناحية أبو "قلقل"، وريف عين العرب "كوباني".
"المرصد السوري لحقوق الإنسان" قال في تقرير اليوم الخميس، إنّه قتل 12 عنصراً من "الجيش الوطني السوري" وأصيب 3 عناصر من "قسد" إثر تصدي الأخيرة و"مجلس منبج العسكري" لعملية تسلل حاولت الفصائل تنفيذها على محور سد تشرين شرقي حلب.
وأشار المرصد إلى مقتل مدني جراء سقوط قذيفة أطلقتها "قسد" على منزله في قرية حبوبة صغير في ريف منبج، وإصابة مدنيين جراء استهداف "قسد" لمزرعة قرب قرية رسم عبود المحاذية لمحطة معالجة مياه الشرب "الخفسة".
وتبرّر "قسد" معاركها مع "الجيش الوطني" بأنها لمنع استمرار السيطرة عليها والتقدم في إطار "حق الدفاع عن النفس"
وكان "مجلس منبج العسكري" المتحالف مع "قوات سوريا الديمقراطية" دعا حاملي السلاح من أهالي مدينة منبج المتحالفين مع "الجيش الوطني السوري" لإلقاء سلاحهم خلال 48 ساعة، متعهداً بالسيطرة على المدينة، وذلك بعد سيطرة الأخير عليها في الثامن من شهر كانون الأول الجاري.
وقبل نحو أربعة أيام تقدمت "قوات سوريا الديمقراطية" على محور "سد تشرين" في منطقة منبج، حسب "المرصد السوري"، مشيراً إلى اقترابها من مدينة منبج بمسافة تصل لنحو 12 كم، بعد تقدمها إلى مسافة قريبة من قرية أبو قلقل.
واندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون، مساء الاثنين الفائت، بين "قوات سوريا الديمقراطية" ومجلس منبج العسكري من جهة، وفصائل "الجيش الوطني" من جهة أخرى قرب قرية قبر إيمو شرق جسر قره قوزاق بـ 5 كيلومتر.
وتأتي التطورات العسكرية الأخيرة، في ظل مخاوف مدنيين وناشطين محليين من تجدد المعارك في مناطق سيطرة "الوطني" و"قسد"، دون التوصل إلى حوار وتفاوض بين "إدارة العمليات العسكرية" في دمشق و"الإدارة الذاتية"، حول مستقبل مناطق سيطرة الأخيرة.
وفي حديث لصحيفة "التايمز" البريطانية، الثلاثاء، أكد قائد "قسد" مظلوم عبدي، استعداد قواته التي تضم 100 ألف عنصر للاندماج في "جيش سوريا الجديد" بشرط ضمان حقوق الأكراد والأقليات. وشدد على أن قواته لا تشكل أي تهديد لتركيا، مؤكداً أن ما يهمهم هو خفض التصعيد وحماية مناطقهم.
وتخوض "قسد" معارك مع "الجيش الوطني" في ريف منبج الشرقي ومحيط سد تشرين، منذ إطلاق الأخيرة معركة "فجر الحرية" ضدها مطلع الشهر الجاري، والتي تهدف إلى إفشال مخططات "قسد" لإنشاء ممر بين مدينة تل رفعت وشمال شرقي سوريا، وفق وكالة "الأناضول".