"اليوم لشعرنا بالأمان".. سوريون يعبرون عن ارتياحهم بعد توقف القصف

تقارير | 21 12 2024

نور الدين الإسماعيل

"لم أعد أصدق أني لن أسمع صوت طائرة قادمة لتقصفنا"، هكذا عبرت أمل، السيدة الأربعينية التي تعيش في مدينة إدلب، عن شعورها الجديد بالأمان.

مع سقوط النظام السوري السابق وهروب بشار الأسد فجر الثامن من كانون الأول الجاري، توقفت عمليات القصف الجوي والمدفعي التي دمرت مناطق شمال غربي سوريا لسنوات طويلة. كما عادت الحياة إلى طبيعتها في المدن والقرى التي كانت ساحات معارك دامية.

خلال المعارك التي دارت بين قوات "ردع العدوان" وقوات "النظام السوري" السابق، منذ انطلاقها في 27 تشرين الثاني الماضي، وحتى الخامس من كانون الأول الجاري، شهدت مناطق شمالي غربي سوريا غارات جوية مكثفة، تركز معظمها على مدينة إدلب.

13 عامًا من الخوف

تقول أمل لـ"روزنة": "لم نكن نرسل أبناءنا إلى المدارس إلا ونحن نخشى على حياتهم. كان الخوف يرافقنا دائماً، سواء بسبب غارات الطيران أو القصف المفاجئ".

اقرأ أيضاً: بعد 14 عاماً من الثورة.. السوريون في الساحات احتفالاً بـ"النصر"

وأضافت: "الحياة في إدلب خلال السنوات الماضية كانت قاسية للغاية. حملات القصف المتكررة لم تترك لنا فرصة لنعيش حياة طبيعية. اليوم، نشعر بالأمان لأول مرة منذ 13 عاماً".

بحسب تقرير صادر عن "منسقو استجابة سوريا"، دُمرت أكثر من 870 مدرسة، منها 227 منشأة تعليمية في شمال غربي سوريا، بسبب قصف الطيران السوري والروسي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

"نعطي الدروس بثقة"

المعلم أحمد العبد الله كان سعيداً. "أنا متفائل جداً"، قالها ببساطة. بعد سقوط النظام السوري، توقف القصف. لا طائرات، لا صواريخ، لا مدافع.

"لم يتوقف القصف الجوي أبدًا، خاصة في السنوات الأخيرة. كنا نحاول تدريس الطلاب بينما القذائف تسقط بالخارج. لم يكن هناك استقرار. لم يكن هناك أمان. الطلاب كانوا خائفين، ونحن كذلك."يقول أحمد.

قد يهمّك: إدلب: قتلى وجرحى بقصف جوي للنظام السوري.. وتقدم للمعارضة

الآن الأمور مختلفة. "أعطي دروسي دون خوف. انتهى كل شيء. القصف، الرعب، الفوضى. لكنه ترك ذكريات، ذكريات مؤلمة لن تُنسى".

في ثلاث سنوات فقط، قُتل أكثر من خمسين معلماً. كثيرون هربوا، وتركوا خلفهم مدارس فارغة وطلاباً بحاجة إلى الأمل حسب تقرير "منسقو الاستجابة" الصادر في كانون الثاني من العام الجاري.

أسواق مزدحمة

تضج أسواق محافظة إدلب بالحركة. في المدينة، وسرمدا، والدانا، يشهد التجار والمارة ازدحاماً لم تعرفه المنطقة منذ سنوات. السبب؟ عودة السوريين الذين كانوا قد هجّروا خلال "سيطرة النظام" السابق.

حسن الحسن، تاجر ألبسة في الدانا، قال لـ"روزنة": "لم نعد نخاف من كساد البضاعة أو القصف. الحركة في السوق عادت. نرى وجوهاً جديدة من محافظات مختلفة جاءت للتسوق". وأضاف بابتسامة: "اليوم، تبدو الحياة كما كانت قبل 2011، ولكن بدون بشار الأسد".

رغم المخاطر التي تركتها الحرب—الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة—يصف سكان شمال غربي سوريا حياتهم بأنها "عادت طبيعية".

صهيب، مزارع من قرية آفس شرقي إدلب، يعمل في حقله الذي كان يوماً ما خط تماس مع قوات النظام المتمركزة في سراقب.

قال لـ"روزنة": "كنا نخاف من الطائرات المسيرة والانتحارية. كنا نزرع، ونستمع باستمرار إلى المراصد العسكرية التي تحذرنا من قصف محتمل. الآن، انتهى كل هذا. النظام انسحب، والطائرات اختفت".

وأضاف صهيب: "اليوم، نعمل بحرية. لم يعد هناك صوت للقذائف أو الصواريخ. لكن، ما زالت بعض المخلفات تهدد أمننا، الألغام والأجسام غير المنفجرة تذكرنا بما مضى".

وأوضح أن بعض المخاطر مازالت تهدد أمن سكان المنطقة، نتيجة انتشار ألغام أرضية ومخلفات ذخائر غير منفجرة.

مع انتهاء القصف، يبدأ سكان شمال غربي سوريا في بناء حياة جديدة مليئة بالأمل، على الرغم من الذكريات الثقيلة والمخاطر المستمرة. وبينما تستعيد المدن والقرى نبضها تدريجياً، يبقى السؤال: هل سيكون المستقبل قادراً على محو آثار الماضي؟

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض