تقارير وتحقيقات | 19 12 2024
روزنة
قال أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني قائد هيئة تحرير الشام" إنه لا يريد تحويل سوريا إلى نسخة من أفغانستان، وعبر عن إيمانه بتعليم النساء. وذلك بعد عشرة أيام على سقوط النظام السوري السابق وسيطرة "إدارة العمليات العسكرية" على دمشق.
وأضاف الشرع خلال مقابلة مع "bbc" أنّ البلدين مختلفين للغاية ولديهما تقاليد مختلفة، باعتبار أفغانستان مجتمع قبلي، مشيراً إلى أنه يؤمن بتعليم النساء.
وجاء ذلك بعد أن دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، "هيئة تحرير الشام" إلى "الوفاء بوعودها بالاعتدال" إذا كانت تريد تجنب عزلة مثل العزلة المفروضة على حركة طالبان الأفغانية.
وقال بلينكن، أمام مركز "كاونسل أون فورين ريليشنز" للبحوث في نيويورك، إن حركة طالبان أظهرت وجهاً أكثر اعتدالاً عندما سيطرت على أفغانستان، ومن ثم "ظهر وجهها الحقيقي" وكانت النتيجة أنها بقيت معزولة إلى حد كبير على الصعيد الدولي، وفق قوله.
وشدد بلينكن أنه إذا لم ترد "تحرير الشام" مثل "هذه العزلة" يجب عليها القيام بأمور لدفع "البلاد إلى الأمام"، داعياً إياها إلى تشكيل حكومة سورية "غير طائفية" تحمي الأقليات وتعالج المخاوف الأمنية، بما في ذلك إزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية المتبقية ومواصلة القتال ضد "تنظيم الدولة الإسلامية".
وخلال الأسبوع الجاري التقى الشرع مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، حيث زارت وفود من فرنسا وألمانيا وبريطانيا دمشق والتقت معه لبحث الانتقال السياسي، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن.
وكانت حركة طالبان عادت إلى السلطة في أفغانستان عام 2021 بعد وقت قصير من انسحاب القوات الأميركية من البلد، ولم تعترف أي دولة بطالبان كحكومة شرعية، ما أدى إلى عزلة دولية خانقة، أحد أسبابها "انتهاكات حقوق الإنسان" جراء سياسات طالبان التمييزية وخاصة تجاه النساء، مثل منعهنّ من التعليم والعمل في معظم القطاعات، إضافة إلى قمع الحريات بما في ذلك حرية التعبير وحرية الصحافة.
وتتكون حكومة طالبان بشكل أساسي من أعضاء الحركة في "تغييب للتمثيل الشامل"، دون إشراك الأطياف السياسية أو العرقية الأخرى في أفغانستان.
وانتشرت تقارير إعلامية وشكاوى من سوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تعرّض بعض النساء لانتهاكات حول حرياتهنّ الشخصية، ومحاولة لفصل الرجال عن النساء في عدة أماكن مختلفة وغيرها من التصرّفات التي عملت "تحرير الشام" على تنفيذها في الشمال السوري خلال سنوات لقمع الحريات الشخصية.
ونشرت روزنة قبل أيام تقريراً تحدثت خلاله عن تعرض عدة سيدات لحوادث وصفت بأنها تعدٍ على حرياتهنّ الشخصية، من قبل عناصر يتبعون لـ"إدارة العمليات العسكرية" طلبوا منهنّ التستر أو وضع الحجاب في المرات القادمة، أو وجهوا لهنّ ملاحظات لتعديل سلوك ما، مما أثار مخاوف من انتهاك الحريات الشخصية.
اقرأ أيضاً: اقرأ أيضاً: فرنسا وألمانيا تفتحان قنوات الاتصال مع "الحكومة السورية الانتقالية"
وأكد الشرع أنّ "هيئة تحرير الشام" ليست جماعة إرهابية، داعياً إلى رفع العقوبات عن سوريا وشطب "الهيئة" من قائمة المنظمات الإرهابية، وفق تصنيف الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وأشار إلى أنّهم لم يستهدفوا المدنيين أو المناطق المدنية، بل يعتبرون أنفسهم ضحايا لجرائم النظام السابق، مؤكداً أنّ "الضحايا لا ينبغي أن يعاملوا بنفس طريقة التعامل مع الظالمين".
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، دعا إلى تنظيم "انتخابات حرة وعادلة" بعد الفترة الانتقالية للحكومة السورية برئاسة محمد البشير التي تنتهي في شهر آذار المقبل.
من جهته دعا رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، هادي البحرة، أمس الأربعاء، إلى تشكيل حكومة انتقالية لكل مكونات الشعب، وأن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف أو تقوم على أساس طائفي.
وفي الثامن من كانون الأول الجاري سيطرت "إدارة العمليات العسكرية" بقيادة "أبو محمد الجولاني" على العاصمة دمشق، إثر انسحاب قوات النظام السوري السابق وهروب بشار الأسد إلى روسيا، وأمر الجولاني بتشكيل حكومة سورية انتقالية بقيادة محمد البشير حتى شهر آذار المقبل.
