تقارير وتحقيقات | 18 12 2024
إيمان حمراويدعا أعضاء مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الثلاثاء، الحكومة السورية الانتقالية بقيادة محمد البشير، المكلّف من قبل "أحمد الشرع" المعروف بـ"أبو محمد الجولاني، إلى تنفيذ "عملية سياسية جامعة" بقيادة سورية، لتمكين السوريين من "تحديد مستقبلهم" وذلك بعد عشرة أيام على سقوط النظام السوري السابق.
وفي ختام الجلسة، التي حضرها الموفد الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، صدر بيان تبناه أعضاء مجلس الأمن الـ 15 بما فيهم روسيا، دعا إلى تنفيذ عملية سياسية بناء على المبادئ المنصوص عليها في قرار المجلس رقم 2254، بتيسير من الأمم المتحدة.
وجرى التأكيد على أنّ العملية السياسية يجب أن تلبي تطلعات جميع السوريين وتوفر لهم الأمان والحماية وتمكنهم من تقرير مستقبلهم بسلام واستقلال وديمقراطية.
وكان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الصادر عام 2015، وضع جدولاً زمنياً للانتقال السياسي في سوريا، وحدّد عملية وضع الدستور الجديد، ودعا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتتوقع الأمم المتحدة عودة نحو مليون شخص إلى سوريا في النصف الأول من عام 2025 بعد سقوط النظام السوري السابق.
ما مخرجات الاجتماع؟
حضر الاجتماع مسؤولون أمميون وممثلون عن هيئة التفاوض والمجتمع السوري (دون ذكر أسمائهم)، وفق "الأمم المتحدة"، وأعربوا عن دعمهم لجهود غير بيدرسن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، للمساعدة في تيسير العملية السياسية بقيادة سورية.
وشدد أعضاء المجلس على الحاجة لأن تمتنع سوريا وجيرانها بشكل متبادل عن أي عمل أو تدخل قد يقوض أمن كل منها، كذلك شددوا على أهمية محاربة "الإرهاب" في سوريا.
وأكدوا على أهمية منع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و غيره من الجماعات الإرهابية من إعادة تأسيس قدراتهم، وحرمانهم من الملاذ الآمن في سوريا.
وأكد الأعضاء "التزامهم القوي بسيادة واستقلال ووحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ودعوا جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ".
وقال البيان، إنّه على سوريا أن تمتثل لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة فيما يتعلق بالأسلحة غير التقليدية، ودعا إلى التعاون مع الجهود الدولية.
وصرّح أحمد الشرع، قائد "إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت عملية "ردع العدوان"، أمس الثلاثاء، أنه سيجري العمل على حل الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع، وسيخضع الجميع للقانون.
كذلك دعا مجلس الأمن إلى احترام اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974، وشددوا على التزام جميع الأطراف بالامتثال الكامل لبنوده والحفاظ على الهدوء وتخفيف التوترات.
اقرأ أيضاً: فرنسا وألمانيا تفتحان قنوات الاتصال مع "الحكومة السورية الانتقالية"
مبعوث الأمم المتحدة: الصراع في سوريا لم ينته بعد
وحذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، خلال الجلسة، من أن الصراع الطويل الأمد في سوريا "لم ينته بعد"، وفق وكالة "فرانس برس".
و قال بيدرسن: "كانت هناك أعمال عدائية كبيرة في الأسبوعين الماضيين، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وأشار المبعوث الأممي إلى القتال بين "قوات سوريا الديمقراطية" وفصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من أنقرة، الذي استولى على عدة مناطق خاضع لـ"قسد" مؤخراَ، بما في ذلك منبج: "أنا قلق للغاية بشأن التقارير التي تتحدث عن تصعيد عسكري. مثل هذا التصعيد قد يكون كارثيا".
وفي الثامن من كانون الأول الجاري سيطرت "إدارة العمليات العسكرية" بقيادة "أبو محمد الجولاني" على العاصمة دمشق، إثر انسحاب قوات النظام السوري السابق وهروب بشار الأسد إلى روسيا، وأمر الجولاني بتشكيل حكومة سورية انتقالية بقيادة محمد البشير حتى شهر آذار المقبل.