تقارير | 8 12 2024
نور الدين الإسماعيلكشفت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأحد، أن رئيس "النظام السوري" السابق بشار الأسد ترك منصب الرئاسة وغادر خارج سوريا، دون توضيح الوجهة التي سلكها، بالتزامن مع سيطرة قوات المعارضة السورية على مدينة دمشق وإعلان سقوط "النظام السوري".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه: "نتابع الأحداث المأساوية التي تشهدها سوريا بقلق بالغ. ونتيجة للمفاوضات بين بشار الأسد، وعدد من المشاركين في النزاع المسلح على أراضي الجمهورية العربية السورية، قرر ترك منصبه الرئاسي وغادر البلاد، مع إعطاء التعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلمياً".
وأضاف البيان: "ندعو إلى احترام آراء جميع القوى العرقية والطائفية في المجتمع السوري، وندعم الجهود الرامية إلى إنشاء عملية سياسية شاملة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي تم اعتماده بالإجماع".
وبحسب بيان الخارجية فإن "القواعد العسكرية الروسية في سوريا، في حالة تأهب قصوى. وفي الوقت الحالي لا يوجد تهديد جدي لأمنها".
فرنسا ترحب
رحبت باريس بسقوط "النظام السوري" متمثلاً بهروب بشار الأسد على يد الفصائل العسكرية المعارضة.
ونقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن الخارجية الفرنسية بياناً صحفياً، جاء فيه: "في هذا اليوم التاريخي لسوريا والشعب السوري، ترحب فرنسا بسقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بعد أكثر من 13 عاماً من القمع العنيف للغاية ضد شعبها ".
وأضاف البيان: "لقد عانى السوريون كثيراً. يترك بشار الأسد بلداً بلا دماء، مُفرغاً من جزء كبير من سكانه الذين، إن لم يتم نفيهم، لتعرضوا للذبح والتعذيب والقصف بالأسلحة الكيميائية على يد النظام وحلفائه. وفرنسا تشيد بجميع ضحاياها".
ودعت فرنسا إلى "صمت السلاح، والحفاظ على مؤسسات الدولة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وانتقال سياسي سلمي يحترم تنوع الشعب السوري".
تركيا: الأسد خارج سوريا
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في منتدى الدوحة، اليوم الأحد، إن رئيس "النظام السوري" السابق بشار الأسد موجود على الأرجح خارج سوريا.
وبحسب فيدان فإن "النظام السوري" انهار مع دخول مقاتلي المعارضة إلى دمشق، وطرد الرئيس بشار الأسد وإنهاء حكم حزب البعث المستمر منذ خمسة عقود.
قد يهمك: بين الهرب والبسطرمة والاغتصاب، نهايات صادمة للرؤساء العرب
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن "نظام الأسد انهار وانتقلت (السلطة) في البلاد"، مضيفاً أنه يمكن لملايين اللاجئين السوريين "العودة إلى أراضيهم".
ارتياح وتحذير ألماني
أعربت برلين عن "ارتياحها" نتيجة سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، محذرة من وصول من وصفتهم بـ"المتطرفين" إلى الحكم.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الأحد: "إن نهاية الأسد تمثل أول ارتياح كبير لملايين الأشخاص في سوريا".
وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية: "يجب ألا تقع البلاد الآن في أيدي المتطرفين الآخرين، مهما كان شكلهم". مضيفةً: "لذلك ندعو الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه جميع السوريين".
الأردن يتابع الأوضاع في سوريا
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن بلاده تتابع الأوضاع في سوريا، وأنها على استعداد لتقديم المساعدة للسوريين.
وأوضح الصفدي في بيان نشره على حسابه الشخصي في منصة "X": " نتابع تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة باهتمام وحرص شديدين على أمن سوريا وسلامتها ووحدتها وتماسكها وسيادتها وأمن شعبها الشقيق".
وأضاف الصفدي: "سيقدم الأردن كل إسناد ممكن للشعب السوري الشقيق في جهوده إعادة بناء وطنه ومؤسساته ونظامه السياسي، وبما يضمن أمن سوريا وسيادتها وحريتها والعيش الحر الكريم لكل مواطنيها".
وأشار إلى أن بلاده ستدعم "أي عملية سياسية يطلقها الشعب السوري لبناء نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ حقوقه، ويضع سوريا على طريق بناء المستقبل الآمن المنجز الذي يستحقه شعبها الشقيق".
دعوة صينية للاستقرار
أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن أملها في أن تعود سوريا إلى الاستقرار في أقرب وقت ممكن، بعد فصائل المعارضة السورية على دمشق، وفرار بشار الأسد.
ونشرت وزارة الخارجية بياناً أن بكين "تراقب عن كثب التطورات في سوريا وتأمل أن تعود سوريا إلى الاستقرار في أقرب وقت ممكن".
مصر تدعم سيادة سوريا
أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تتابع باهتمام كبير التغيُّر الذي شهدته سوريا، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.
قد يهمك: البراغماتية الأميركية والجولاني: هل ما زال تصنيف الإرهاب مجدياً؟
ودعت الخارجية المصرية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلي صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.
وأكد البيان استمرار مصر "في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق".
آمال حذرة
دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، اليوم الأحد، إلى الحفاظ على "آمال حذرة" بعد سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على دمشق، والتي وصفها بأنها "لحظة حاسمة" تنهي نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
وقال بيدرسن في بيان إن ما يقرب من 14 عاماً من الحرب في سوريا كانت "فصلاً مظلماً ترك ندوباً". "اليوم، ننظر إلى المستقبل بآمال حذرة بالانفتاح (...) والسلام والمصالحة والكرامة لجميع السوريين".