تقارير وتحقيقات | 26 11 2024

استهدف الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة وبشكل متكرّر بنى تحتية في سوريا، شملت جسوراً وطرقات قرب الحدود السورية اللبنانية، وبخاصة في منطقة القصير بريف حمص، وبرّر ذلك أنه بهدف منع تسليح "حزب الله" اللبناني.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مراراً أن تلك الغارات مرتبطة بوجود "حزب الله" اللبناني في سوريا.
وتتمحور هذه الغارات، وفق أدرعي، في "إحباط قدرات الوحدة 4400 التابعة لحزب الله والمسؤولة عن نقل الأسلحة المستخدمة في شن هجمات ضد إسرائيل"، فماذا نعرف عن هذه الوحدة وما علاقتها بالنظام السوري؟
وفي الأول من تشرين الأول الفائت، أعلنت إسرائيل اغتيال محمد جعفر قصير، وهو ذو منصب رفيع المستوى في "حزب الله" كان يقود الوحدة ( 4400 ) التابعة للحزب المسؤولة عن نقل الأسلحة من إيران ووكلائها إلى "حزب الله" في لبنان.
ما هي الوحدة 4400 التابعة لـ"حزب الله"؟
بحسب مؤسسة البحث الأميركية "FDD" تعرف الوحدة (4400) باسم الوحدة (108) داخل "حزب الله" أيضاً، أو يعتقد أنها وحدة فرعية من الوحدة (108) التي تعمل في سوريا.
بعد اغتيال رئيس أركان "حزب الله" عماد مغنية في دمشق عام 2008، تولى "حزب الله" مهمة إنشاء وتأمين طرق نقل الأسلحة من إيران إلى داخل لبنان، وقد دفع هذا الجهد "حزب الله" إلى إنشاء شبكة من المكاتب والوحدات داخل سوريا لتسهيل هذه العملية.
في السنوات الثلاث التي سبقت الحرب السورية وخلال السنوات الأولى تولت ثلاث وحدات داخل "حزب الله" هذه المهمة وهي: الوحدة 100، والوحدة 108/4400، والوحدة 112. وكانت الوحدة 108/4400 هي الأكثر أهمية وتأثيراً بينها.
كان مقر الوحدة 108/4400 في دمشق، وتولت المهمة الأساسية المتمثلة في نقل الأسلحة بين البلدان التي كان "حزب الله" بقيادة إيران مؤثراً فيها (أي إيران والعراق وسوريا) إلى الحدود اللبنانية.
بعد ذلك تستقبل الوحدة 112 هذه الأسلحة وتوزعها على مستودعات أسلحة "حزب الله" داخل لبنان، بينما كُلفت الوحدة 100 بنقل مقاتلي "حزب الله" وقادته، إضافة إلى المستشارين الإيرانيين بين لبنان وسوريا وإيران.
أدى تورط "حزب الله" في الحرب السورية إلى توسيع مهام الوحدة 108/4400. بدأت الوحدة في تخزين الأسلحة في مستودعات داخل سوريا وطورت وجوداً واسع النطاق في جميع أنحاء ذلك سوريا، وخاصة في حلب.
بدأت إسرائيل في تحديد أنشطة الوحدة علناً في عام 2018، مشيرة إليها باسم "الوحدة 4400".
بدأت الوحدة 4400 في التخصص في اقتناء وتهريب "أسلحة حساسة"، بما في ذلك الأسلحة المتطورة والصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار الحديثة والذخائر المتسكعة، إلى مستودعات أسلحة "حزب الله" في لبنان.
كان عملاء الوحدة 4400 يسافرون من بين أماكن أخرى، إلى ميناء اللاذقية في سوريا ومنطقة البوكمال على الحدود السورية العراقية لجمع الأسلحة التي يتم شحنها عن طريق البحر أو البر من إيران والموجهة إلى "حزب الله".
تشير التقارير إلى أنه بمجرد وصول هذه الأسلحة المهربة إلى لبنان، غالباً ما يقوم أعضاء الوحدة 4400 بتخزينها مؤقتاً قبل توزيعها على أقسام مختلفة من "حزب الله".
كان لدى الوحدة 4400 مهمة إضافية، وهي نقل وتحويل الأموال، سواء من خلال الدعم المالي الذي تقدمه إيران، أو من تجارة النفط في سوريا، أو الناتجة عن استثمارات حزب الله الخاصة.
ووفق "المركز العربي لدراسات التطرف" كان محمد براء قاطرجي، المعروف أيضاً باسم الحاج براء والذي قتل بغارة جوية إسرائيلية هذا العام، مسؤولاً عن تهريب النفط السوري بالتنسيق مع الوحدة 4400.
وترتبط شركة الحاج براء، مجموعة قاطرجي الدولية، بـ"فيلق القدس" التابع لـ"لحرس الثوري" الإيراني، ونقلت النفط الإيراني إلى سوريا في مناسبات متعددة.
وأشار تقرير صدر عام 2019 إلى أن قاطرجي والوحدة 4400 كان لديهما نزاعات مالية بسبب فشل قاطرجي في تسوية ديونه لإيران لنقص السيولة في البنك المركزي السوري.
اقرأ أيضاً: بعد المصنع.. معبر جوسيه بين سوريا ولبنان خارج الخدمة بسبب القصف
حملة غارات جوية
ووفق موقع البحوث الأميركي، استهدفت إسرائيل بشكل مكثف الوحدة 4400 التابعة لـ"حزب الله" منذ بدء حرب غزة في تشرين الأول عام 2023 وحتى اليوم.
-وفي الـ 30 من أيلول وبعد بدء حرب لبنان، استهدفت غارات إسرائيلية مطار الديماس العسكري في ريف دمشق الغربي، وفي تشرين الأول أدت أربع غارات جوية على المزة في دمشق إلى مقتل العديد من قادة الوحدة 4400.
-وفي الثالث من تشرين الأول الماضي استهدفت غارة إسرائيلية مستودعاً قرب قاعدة حميميم الجوية التي تسيطر عليها روسيا، تم تحويل المنشأة إلى موقع لتخزين صواريخ لـ"حزب الله" وورد أنه كانت تحت سيطرة الوحدة 4400.
-وتقول إسرائيل إنها استهدفت أيضاً في الثالث من الشهر الجاري، البنية التحتية تحت الأرض للوحدة 4400 في شمال شرق لبنان، وهو نفق يبلغ طوله نحو ثلاثة كيلومترات، يسمح بتهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان.
مدخل النفق على الجانب السوري يقع في منطقة جبلية تبعد نحو 15 كيلومتراً غرب القصير ومطار الضبعة جنوب غرب مدينة حمص. وفتحة النفق على الجانب اللبناني تقع في منطقة معرة الزكبة، على بعد نحو 12 كيلومتراً شمال الهرمل في شمال شرق البقاع. وعلى الجانب السوري وعلى الجانب اللبناني من النفق توجد مبانٍ استخدمت على ما يبدو لتخزين مؤقت للأسلحة التي مرت عبره.
قد يهمك: إصابة مدنيَين بغارات على القصير وإسرائيل: "لإحباط تسليح حزب الله"
-وفي الرابع من تشرين الأول قصفت إسرائيل ودمرت نفقاً بطول 3.5 كيلو متراً يمتد من سوريا إلى لبنان، وكانت الوحدة 4400 تستخدمه لتهريب الأسلحة من إيران، ويبدو أن النفق كان قرب معبر المصنع الحدودي، وهو المعبر المركزي بين لبنان وسوريا.
-وفي السادس من تشرين الأول الماضي استهدفت غارة جوية مستودعات أسلحة، يُزعم أنها تخزن صواريخ، في حمص وحماة، وبحسب ما ورد كانت المستودعات تحت إشراف الوحدة 4400.
-وفي الثامن من تشرين الأول ضربت غارة إسرائيلية المبنى 14 في حي المزة بدمشق، وأسفرت عن مقتل "الحاج سامر"، أحد قادة الوحدة 4400، على الأرجح حسن جعفر قصير، صهر نصر الله وعضو آخر مجهول الهوية في حزب الله، رغم أنّ إسرائيل أعلنت مطلع تشرين الأول الماضي
-وفي الـ 25 من تشرين الأول الماضي، ضربت طائرات إسرائيلية البنية التحتية لحزب الله على معبر جوسية الحدودي الخاضع لسيطرة النظام السوري ، والذي كانت الوحدة 4400 تستخدمه لتهريب الأسلحة إلى لبنان.
-في الـ 31 من تشرين الأول الماضي قصفت طائرات إسرائيلية مستودعات أسلحة تابعة لـ"حزب الله" تستخدمها قوة الرضوان في القصير بسوريا. كانت هذه المستودعات تحت إشراف الوحدة 4400. وزعم بيان جيش الدفاع الإسرائيلي أنها "وسعت مؤخراً أنشطتها في سوريا إلى القصير، قرب من الحدود السورية اللبنانية".
-في الخامس من تشرين الثاني الجاري، ادعت إسرائيل أنها شنت ضربة على مستودعات أسلحة الوحدة 4400 في منطقة القصير بسوريا.