تقارير وتحقيقات | 21 11 2024

قال فريق "منسقو استجابة سوريا" إن مناطق شمال غربي سوريا باتت تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في ظاهرة تسوّل الأطفال، محذّراً أن ذلك يشكّل خطراً مباشراً على مستقبل الأطفال وعلى المجتمع، في ظل غياب تطبيق القوانين ووجود مجموعات منظمة تدير عمليات التسوّل.
وفي بيان مفصّل حول أسباب ارتفاع ظاهرة التسوّل ونسبتها بين أطفال الشمال السوري، أوضح الفريق اليوم الخميس، أن 8,5 بالمئة من الأطفال في الشمال يشاركون بشكل منتظم أو غير منتظم في التسوّل.
و75 بالمئة من العائلات التي تعتمد على أطفالها في التسوّل تعيش تحت خط الفقر، ويواجه أكثر من نصفها انعداماً في الأمن الغذائي.
وتتراوح أعمار 60 بالمئة من الأطفال المتسوّلين بين 6 و14 عاماً، وغالباً ما يجبرون على التخلي عن التعليم بسبب الظروف الاقتصادية.
و40 بالمئة من هؤلاء الأطفال المتسولون هم من النازحين داخلياً، اضطروا للنزوح بسبب العمليات العسكرية.
اقرأ أيضاً: شمالي غربي سوريا: الطائرات "المسيرة" عقبة جديدة بوجه التعليم
أسباب ظاهرة التسوّل
ذكر البيان عدة أسباب أدت إلى نشوء ظاهرة التسول أبرزها، حالة النزوح القسري والفقر المدفع، إذ تفتقر معظم العائلات إلى دخل مستدام أو دعم كاف.
ويعتبر من أهم الأسباب الذي جعل ظاهرة التسوّل أكثر انتشاراً "غياب التشريعات الفعالة وضعف تطبيق القوانين التي تحظر استغلال الأطفال" وبخاصة مع وجود مجموعات منظمة تدير عمليات التسوّل.
ومن الأسباب الأخرى، ضعف البنية التحتية التعليمية الذي أجبر الأطفال على ترك التعليم والانخراط في أعمال الشوارع، وفق البيان، إضافة إلى معاناة الكثير من العائلات من الضغوط النفسية، ما يدفع بعضها لاستغلال أطفالها للتسوّل لتأمين الاحتياجات اليومية.
وحذّر فريق "منسقو الاستجابة" من أنّ التسوّل قد يؤدي إلى ازدياد الأمية بنسبة 40 بالمئة بين الأطفال في المناطق المتأثرة، إضافة إلى تعرّض الأطفال إلى عنف نفسي وجسدي ما قد يؤثر على صحتهم العقلية والجسدية.
كذلك قد يدفع التسول الأطفال إلى أن يكونوا ضحايا للاستغلال الجنسي والإجرامي، بحسب البيان.
حلول مقترحة لمواجهة التسوّل
طالب فريق "منسقو الاستجابة" بإعادة الأطفال إلى المدارس والتعليم مع تقديم مساعدات مالية للأهالي لتخفيف عبء التعليم، ودعم العائلات الفقيرة من خلال تنفيذ مشاريع إغاثية مستدامة.
وطالب بمكافحة شبكات استغلال الأطفال من خلال تشكيل فرق مختصة لمراقبة ومعاقبة الجهات المسؤولة عن استغلال الأطفال للتسول.
وطالب الفريق بإطلاق برامج توعوية تستهدف العائلات لشرح مخاطر التسول على الأطفال وأهمية التعليم.
التسرّب من التعليم
ويعاني أكثر من 386 ألف طفل في شمال غربي سوريا من التسرب التعليمي، و84 ألف طفل داخل المخيمات، بحسب إحصائية لفريق "منسقو الاستجابة" أمس الأربعاء، في يوم الطفل العالمي.
أسباب التسرب من التعليم، وفق البيان، عمالة الأطفال نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم قدرة الأهل على تأمين مستلزمات الطفل التعليمية، إضافة إلى حالات الزواج المبكر، وبعد المنشآت التعليمية عن مناطق السكن وغير ذلك.
ووفق تقرير لـ"البنك الدولي" في أيار الماضي، فإن أكثر من ربع السوريين، أي نحو 5.7 مليون نسمة، يعيشون في فقر مدقع، بعد 13 عاماً من الحرب التي أدت إلى أزمات اقتصادية متلاحقة، جعلت السكان عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الرئيسية.