تقارير | 13 11 2024

اليوم، أصيب أربعة أطفال من طلاب المدرسة الشرقية في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي أثناء توجههم إلى منازلهم، جراء استهداف البلدة من قبل قوات النظام السوري التي أطلقت أكثر من تسع طائرات مسيرة انتحارية.
تستمر الأزمات التي تواجه العملية التعليمية في مناطق شمالي غربي سوريا، حيث لا تقتصر المشكلات على نقص الدعم المادي أو تأمين الكتب المدرسية، بل ظهرت أيضاً الطائرات المسيرة الانتحارية كتهديد جديد للمدارس القريبة من خطوط التماس.
اقرأ أيضاً: مسيرات النظام السوري تتوغل في إدلب.. ومدنيون لروزنة: "كابوس"!
في الآونة الأخيرة، بدأت قوات النظام السوري والمجموعات المسلحة التابعة لها باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية لاستهداف القرى والبلدات الواقعة بالقرب من خطوط التماس في ريفي حلب وإدلب.
هلع وخوف
تحت مقاعد الدراسة والطاولات بدلاً من الجلوس فوقها، يختبئ مجموعة من الأطفال في مدرسة ببلدة الأبزمو، خوفاً من استهداف البلدة بالطائرات المسيرة الانتحارية، وفق مقاطع فيديو وصور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال لـ"روزنة" أبو رامي الذي يعيش في مدينة الأتارب غرب حلب: "أرسل طفلي إلى المدرسة رغم المخاطر الكبيرة المحدقة، فربما تتعرض المدرسة لقصف مدفعي، أو استهداف بطائرة مسيرة انتحارية".
ويضيف أبو رامي: "منذ يومين تعرضت بلدة تقاد بريف حلب الغربي للقصف المباشر بطائرة مسيرة، فطالبنا بتعطيل المدارس في المنطقة عامة، بسبب قربنا من الفوج 46 الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري، لكن مدير المدرسة التي فيها أطفالي رفض الطلب".
وبرر المدير قراره بعدم تعطيل المدارس بأنه بحاجة إلى كتاب رسمي من مديرية التربية بالعطلة حتى يتمكن من توقيف الدوام في المدرسة، وفق ما أفاد أبو رامي.
آلية تحديد الأهداف
قال لـ"روزنة" "المرصد أبو أمين 80" المحلي المختص برصد الطيران وتحذير المدنيين في مناطق شمالي غربي سوريا، إن قوات النظام السوري تطلق الطائرات المسيرة من على طول خط التماس، بسبب سهولة إطلاقها.
وأضاف "المرصد 80" إن الطائرات المسيرة تنطلق من الحد الأمامي والدشم المتقدمة، حيث ترصد طائرة الاستطلاع أورلان 30 أو أورلان 10 الهدف.
غرف العمليات المشتركة ما بين القوات الروسية وقوات النظام السوري تعطي الأمر لمشغلي الطائرة المسيرة الانتحارية "FBV"، إما من الفرقة 25 أو الحرس الجمهوري أو الفيلق الخامس، بتوجيه الطائرة نحو الإحداثية المحددة لضرب الهدف.
طريقة الاستهداف
أشار "المرصد 80" إلى أن الجسم المتفجر الذي تحمله الطائرة يختلف باختلاف نوعية الهدف، فإن كان الهدف منزلاً تحمل الطائرة متفجراً فراغياً على سبيل المثال، وجميع المتفجرات هي محلية الصنع.
قد يهمّك: جرحى مدنيون بهجوم طائرات مسيّرة على بلدة كفرنوران بريف حلب الغربي
وقال المرصد، إن الطائرات المسيرة الانتحارية التي تستخدمها قوات النظام السوري قادرة على قطع مسافة 9،5 كم من نقاط التماس نحو عمق مناطق شمالي غربي سوريا التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام".
تلك الطائرات قادرة على حمل أوزان مختلفة من المواد المتفجرة، ما بين 4 و 5 كغ، وبإمكانها التحليق إلى ارتفاع يصل ما بين 20 و 30 متراً، كحد أقصى.
استهداف مباشر للمدارس
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأول، مقطع فيديو لاستهداف طائرة مسيرة انتحارية لمدرسة تقاد بريف حلب الغربي، بشكل مباشر.
وبحسب مصادر محلية لـ"روزنة" فإنه في نفس اليوم استهدفت طائرة مسيرة انتحارية أخرى مدرسة قرية تديل بريف حلب الغربي، وسبق ذلك استهداف مدرسة في بلدة كفرنوران بريف حلب الغربي.
حركة نزوح
تسببت تلك الهجمات المتكررة من قبل قوات النظام السوري في مناطق ريف حلب الغربي بحركة نزوح للأهالي والمدنيين نحو مناطق العمق في شمالي غربي سوريا.
وقال لـ"روزنة" محمد العلي من بلدة تقاد إنه اضطر للنزوح نحو مدينة الدانا نتيجة تلك الهجمات، وخوفاً على عائلته وأطفاله الذين يتوجهون بشكل يومي إلى مدارسهم.
وأضاف العلي: " لن أترك أطفالي بلا تعليم، وفي نفس الوقت فإن حياتهم أغلى ما أملك، وبرغم عدم قدرتي المادية على الاستئجار إلا أنني استدنت مبلغاً من المال لتوفير منزل بسيط مستأجر بشكل مبدئي، ريثما أقرر مكان الإقامة المناسب لاحقاً".
آلية استهداف جديدة
اعتمدت قوات النظام السوري والمجموعات المسلحة التابعة لها المتمركزة في منطقتي سراقب والغاب على الطائرات "الانتحارية" المسيرة لاستهداف المركبات والنقاط التابعة للفصائل العسكرية، نهاية السنة الماضية وبداية العام الحالي.
لاحقاً، تطورت عمليات الاستهداف لتشمل الأهداف المدنية القريبة من مناطق التماس، والتي لا تزيد عن 5 كم من نقاط تمركز قوات النظام السوري.
وكشف لـ"روزنة" "المرصد 80" أن عدد الطائرات المسيرة الانتحارية التي أطلقتها قوات النظام السوري والمجموعات الرديفة له بلغ 622 طائرة حتى الآن، أسقط منها 110 طائرات، عبر بنادق الصيد.
تسببت تلك الطائرات بمقتل 24 شخصاً، وإصابة أكثر 55 آخرين، وفق "المرصد" المحلي".
وحذر المرصد المحلي المختص بمتابعة حركة الطيران المدنيين الذين يقطنون في المناطق التي تبعد عن خطوط التماس تلك المسافة، بأخذ الحذر أثناء تنقلهم أو عملهم في حقولهم الزراعية وأعمالهم.