تقارير وتحقيقات | 20 11 2024

قتل طفل يدعى "سليم" يبلغ من العمر 14 عاماً، بعد إصابته بالرصاص الحي، على خلفية جدال ما بين أحد أصدقائه وشباب آخرين في ولاية إسطنبول شمال غربي تركيا بسبب 500 ليرة تركية، وبعد بدء التحقيقات أحيل اثنان إلى المحكمة.
ولمعرفة مجريات الحادثة والتفاصيل تواصلت روزنة مع والد الشاب سليم الذي أوضح أن المشكلة مرتبطة بصديق ابنه الذي استدان مبلغاً بقيمة 500 ليرة تركية، وبسبب ذلك جرى الاعتداء عليهم بالسلاح.
ماذا جاء في الصحف التركية؟
موقع "evrensel" التركي، أنّ الطفل سليم أصيب بجروح خطيرة في الكتف والصدر برصاص فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، في منطقة "كوتشوك شيكمجه"، يوم الأحد الفائت حوالي الساعة الثامنة مساء.
أبلغ الأهالي في المنطقة الشرطة، ونقل سليم إلى المستشفى، وفارق الحياة هناك. لكن الشاب الآخر وأصدقائه فروا هاربين.
علاء والد سليم استلم ابنه المتوفي من معهد الطب الشرعي، يقول إن ابنه كان بمفرده عائداً من المدرسة إلى البيت وهو في الصف التاسع، ومن ثم غادر المنزل مع أخيه، وبعد نصف ساعة أخبروه أن عليه المجيء إلى المستشفى "كان طفلي ميتاً". ويشير إلى أنّهم جاؤوا من سوريا بعد الحرب.
واعتقلت السلطات التركية 11 طفلاً فيما يتعلق بالحادث، أحيل منهم شخصان إلى المحكمة، وفق وكالة "dha" التركية. وتم ضبط السلاح المستخدم في الهجوم مدفوناً في إحدى المقابر.
اقرأ أيضاً: الشرطة التركية تلقي القبض على متهمين بقتل طفل سوري.. والدافع "الانتقام"
والد سليم يروي ما حدث
تحدثت روزنة مع علاء، والد سليم، الذي أوضح لروزنة ما جرى.
يقول إنه وبعد عودة ابنه سليم من المدرسة، حوالي الساعة السادسة من مساء الإثنين، تناول غداءه ومن ثم خرج ليلتقي بأحد الأشخاص من أجل إعادة بطاقة "كرت مواصلات" له، ومعه شقيقه أحمد.
ويضيف الأب نقلاً عن أحمد، أنه خلال الطريق اتصل أحد أصدقاء سليم به وأخبره أنّ هناك أشخاصاً سيعتدون عليه بسبب دين عليه بقيمة 500 ليرة تركية (4 دولاراً) وطلب منه الدعم والمساعدة.
التقى سليم وشقيقه أحمد وصديقهم الذي طلب المساعدة بسبب الدين، مع مجموعة شباب آخرين، أحدهم كان يمتلك سلاحاً، يقول الأب.
في البداية أصيب صديق سليم بقدمه، ولاحقاً عندما أقدم سليم للحديث مع المعتدين أطلقوا عليه الرصاص، ورموه على جانب الحديقة، وفق ما نقل الأب عن ابنه أحمد الذي كان متواجداَ خلال الحادثة.
وزعم أن سالم كان بحوزته سلاح، وفق صحف تركية، من جهته نفى علاء والد سليم خلال حديثه مع روزنة، امتلاك ابنه لأي سلاح.
"أخبرت أولادي منذ البداية ألا يذهبوا من أجل بطاقة المواصلات" يقول الأب.
ويشير والد سليم إلى أنّ التحقيقات مستمرة حول الحادثة "اعتقل عدد من الشباب الذين تورطوا في الجريمة، وسلّم الشاب الذي ارتكب الجريمة نفسه للأمن".
أما أحمد شقيق سليم جرى توقيفه منذ لحظة وقوع الحادثة وحتى أمس الثلاثاء خرج في وقت متأخر، في إطار التحقيق.
من جهتها ذكرت صحيفة "جمهورييت" التركية، أنّ شخصاً يدعى علي كان ذاهباً لتحصيل مستحقاته البالغة 500 ليرة، وفي البداية تحوّل الخلاف بين الشباب إلى مشاجرة بالسكاكين، ومن ثم أخرج المدين المسدس الذي كان يحتفظ به في سيارته وبدأ بإطلاق النار بشكل متكرر.
وفي أيلول الماضي، قتل ملثمان اثنان في مدينة إسطنبول طفلاً (15 عاماً) في حديقة بمدينة غازي عثمان باشا بينما كان يلعب مع أصدقائه ، بـ12 رصاصة.
العنف بين الأطفال
نقلت صحيفة "جمهورييت" عن المحامية في مجال حقوق الإنسان، كارديلين أتيسي، قولها: "إن الحادث الذي وقع في كوتشوك شكمجة يذكرنا بمسؤوليات تركيا الناشئة عن اتفاقية حقوق الطفل، ومع ذلك، فإن سهولة حصول الأطفال على الأسلحة يكشف عن ضعف أمني وإهمال وانتهاكات خطيرة".
وتضيف: "إن حقيقة تعرض الأطفال للأسلحة وتعرضهم للعنف يظهر أن المسؤوليات المنصوص عليها في هذا العقد لم يتم الوفاء بها بالكامل، ويجب اتخاذ خطوات جادة للسيطرة على الأسلحة غير المرخصة، والحفاظ على الأسلحة مخزنة بشكل آمن في المنزل".
وشددت أنه ينبغي وضع لوائح صارمة ضد المحتوى الذي يشجع على العنف في وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.