تقارير وتحقيقات | 1 11 2024
إيمان حمراوي
أصيب مدنيون، مساء أمس الخميس، جراء اندلاع نيران واسعة بين منطقتي كسب والبدروسية في ريف محافظة اللاذقية الشمالي، فيما تحاصر آخرون وسط النيران وجرى إخلاء منازل من سكانها، وهو ما دفع لطلب مؤازرة من محافظة طرطوس ومحافظات أخرى للمساعدة في إطفاء النيران.
وحتى صباح اليوم الجمعة لا تزال عمليات إخماد النيران مستمرة في مواقع الحريق بمحاور منطقة البدروسية في البسيط، وفق ما صرح قائد فوج الإطفاء في اللاذقية، مهند جعفر، لصحيفة "الوطن"، لافتاً إلى أنّ جرى السيطرة على نسبة كبيرة من النيران والوضع باتجاه الإخماد الكلي في حال عدم اشتداد الرياح.
ماذا حدث منذ البداية؟
مدير الدفاع المدني في اللاذقية، جلال داؤود، قال لوكالة "سانا"، مساء أمس الخميس، إن الحريق امتد على مساحات كبيرة في جبال المشرفة والمناطق الواقعة بين كسب والبدروسية.
ولم تذكر الجهات المعنية لدى حكومة النظام السوري أسباب اندلاع الحرائق منذ البداية.
من جهتها نشرت "منصة الغابات ومراقبة الحرائق" اليوم الجمعة، خريطة أظهرت فيها أن احتمالية اندلاع الحرائق في شمالي اللاذقية مرتفع جداً.
وفي البدروسية شاركت أكثر من 30 آلية إطفاء وصهاريج في عمليات الإخماد بسبب صعوبة تضاريس المنطقة الجبلية، ما دفع إلى طلب مؤازرة من محافظات طرطوس وحماة وحمص وحلب والغاب والسويداء ودرعا ودمشق وريفها، بحسب ما صرح رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة باللاذقية، جابر صقور، لصحيفة "الوطن" المحلية.
وجراء الرياح القوية انتقلت النيران إلى مسافات طويلة تصل إلى 400 متر، ضمن تضاريس جبلية صعبة ووجود غطاء شجري كثيف جداً من الصنوبريات والأنواع الحراجية المتعددة.
إجلاء مدنيين وإصابات
مع صعوبة السيطرة على النيران التي انتشرت بشكل واسع نتيجة اشتداد الرياح بين كسب والبدروسية، جرى إخلاء منازل من سكانها في قرية البدروسية.
قائد فوج الإطفاء في اللاذقية، مهند جعفر، قال لـ"الوطن" إن جرى إجلاء عائلات محاصرة وإنقاذ مواطنين وإبعادهم عن الحريق في البدروسية، دون تسجيل أي وفيات.
وأوضح جعفر لموقع "هاشتاغ سوريا" أنّه جرى إسعاف نحو عشرة أشخاص إلى مستشفيات اللاذقية بسبب عمليات الاختناق.
وبسبب امتداد الحرائق إلى مساحات واسعة جرى توجيه شركة النقل الداخلي لنقل الأهالي الراغبين بالتوجه إلى مدينة اللاذقية وأماكن أخرى لحين الانتهاء من عمليات الإخماد.
وأشار محافظ اللاذقية، اليوم الجمعة، إلى أنّه جرت إعادة الأهالي إلى منازلهم في البدروسية بعد السيطرة على الحريق الذي نشب في محيطها.
كذلك جرى إخماد حريق نشب في قرية بسمالخ بريف جبلة، ما أدى إلى أضرار حوالي 5 دونم من الأراضي الحراجية، وفق صحيفة "الوطن".
ويتهم سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجار الأزمات بافتعال الحرائق في مناطق مختلفة، في ظل أزمة المحروقات والحاجة الماسة إلى وسائل التدفئة، والتي من بينها الحطب المعتمد في الشتاء.
وطالب سوريون من حكومة النظام السوري بعقد اجتماع طارئ للبحث في هذه الكوارث التي حلت بالغابات، والتي انتقلت من منطقة إلى أخرى، واتخاذ إجراءات لمعرفة من يرتاد الطرق المؤدية إلى الغابات.
ومنتصف أيلول الماضي، اندلعت حرائق في أراض حراجية بريف اللاذقية الشمالي في الأحراج الواقعة بين قرية بيت زريقة والشقراء. وسيطرت فرق الإطفاء على معظم مساحة الحرائق المندلعة بعد نحو 17 ساعة من محاولات إخمادها.
في حمص أيضاً
وفي ريف حمص الغربي، اندلع، أمس الخميس، أيضاَ حريق في الأراضي الزراعية بين شين والمتعارض.
وقال رئيس المجلس البلدي في شين، عصام قاسم، لصحيفة "الوطن" اليوم الجمعة، إنه تمت السيطرة على الحريق بجهود فرق الإطفاء من الدفاع المدني وفوج إطفاء حمص ومديرية الزراعة و الأهالي وإخماده.
والأحد الماضي نشبت حرائق في مواسم حصاد الزيتون بريف حمص الغربي بين منطقتي حب نمرة - تنورين ووصلت إلى أحراج مرمريتا، التهمت آلاف الدونمات من الأشجار الحراجية والمثمرة والمزروعات، وسط نداءات الأهالي بمنع تمدد الحرائق إلى قراهم ومنازلهم.
وكانت النيران التي نشبت في منطقة حب نمرة، جاءت بعد عد ساعات من إعلان فوج إطفاء حمص، الأحد الماضي، إخماد مساحة كبيرة من حرائق استمرت ليومين في أراض زراعية مجاورة.
وكان مدير دائرة الحراج في وزارة الزراعة، لدى حكومة النظام السوري، علي ثابت ، صرح لموقع "أثر برس" في الـ 19 من أيلول الماضي، أن عدد الحرائق المسجلة في سوريا والتي تم إخمادها بمشاركة دائرة الحراج منذ بداية موسم الحرائق في أيار ولغاية بلغ 217 حريقاً حراجياً، و حوالي 1607 حرائق زراعية.
