تقارير وتحقيقات | 24 10 2024
إيمان حمراوي
وجه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، مناشدة عاجلة "لحماية سوريا من آثار الصراع الإقليمي"، محذّراً أنّه تتوافر كافة العناصر اللازمة لعاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالأساس، بالتزامن مع حرب غزة ولبنان.
وقال بيدرسون، أمس الأربعاء، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، ناقشت الوضع في سوريا، إنّ تبعات الصراع في فلسطين بما فيها غزة، وفي لبنان، تنعكس على سوريا، مشدداً أنّ سوريا "تتطلب اهتماماً جماعياً".
وأشار بيدرسون إلى أنّ التطورات الأخيرة هي بمثابة تذكير صارخ بهشاشة الوضع في سوريا قائلاً إنّ "المقاربات الجزئية أو سياسات إدارة الصراع لا يمكن أن تعالج حجم التحديات المتزايدة التي تواجهها سوريا".
وأعرب المبعوث الأممي عن خشيته من استمرار الأزمات في سوريا دون نهاية ما لم تستأنف العملية السياسية بتيسير من الأمم المتحدة التي توقفت منذ فترة طويلة.
أسرع وتيرة من الضربات الإسرائيلية
وشهد الشهر الماضي، وفق بيدرسن، أسرع وتيرة من الضربات الإسرائيلية الجوية وأوسعها نطاقاً خلال السنوات الـ 13 الأخيرة، إذ قصفت عشرات المواقع في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك المناطق السكنية، حتى في قلب العاصمة دمشق.
واستهدفت إسرائيل الأراضي السورية أكثر من 116 مرة منذ السابع من تشرين الأول 2023، وفق إحصائية لحكومة النظام السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة شخص.
اقرأ أيضاً: إصابتان وتدمير منازل وحرائق.. إسرائيل تقصف اللاذقية
ومنذ بدء حرب غزة في السابع من تشرين الأول عام 2023 ازدادت وتيرة استهداف الجيش الإسرائيلي للأراضي السورية، وبخاصة المواقع التابعة لـ"حزب الله" اللبناني وإيران، ومع بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان في الـ 23 من أيلول الفائت، ارتفعت وتيرة الاستهداف بشكل كبير.
وفي الـ 17 من الشهر الجاري، أصيب مدنيان، بغارات إسرائيلية استهدفت مدخل مدينة اللاذقية على الساحل السوري، وفق وزارة الدفاع بدمشق، وقال "المرصد السوري" إن الغارات قصفت مستودعاً للذخيرة لـ"حزب الله" اللبناني.
واستهدفت إسرائيل في الثاني من الشهر الجاري أحد الأبنية السكنية في حي المزة بدمشق، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين، وفق "وزارة الدفاع" لدى حكومة النظام السوري.
خطوات عاجلة
وحذّر المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، أنّ سوريا تشهد الآن توافر كافة العناصر اللازمة لعاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالفعل، مشدداً أن عواقب خطيرة لا يمكن توقع مداها على المدنيين وعلى السلم والأمن الدوليين.
ووجه بيدرسن خمس مناشدات عاجلة، بناء على الوضع الحالي في سوريا، أولها "حماية سوريا من
آثار الصراع الإقليمي" وضرورة احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
وثانياً، دعا إلى تهدئة التوترات الإقليمية بشكل فوري، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
قد يهمك: لبنان: مقتل أربعة سوريين من عائلة واحدة بغارة جوية إسرائيلية
وأشار بيدرسن إلى أن "هناك خطر من أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار التي أدت إلى تجميد خطوط التماس داخل سوريا لما يقرب من أربع سنوات" وإن كانت بشكل غير مثالي.
ودعا المبعوث الأممي جميع الجهات الفاعلة السورية والدولية، بما في ذلك إسرائيل الامتثال لأحكام لقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والحذر، وذكر بأهمية وجود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، مشددا على ضرورة التزام الطرفين بشروط اتفاق فض الاشتباك.
نزوح الآلاف إلى بلد يشهد صراع بالأساس
وتحدث بيدرسون عن نزوح مئات الآلاف من السوريين واللبنانيين من لبنان إلى سوريا التي "تشهد نفسها صراعاً متصاعداً"، حيث عبر نحو 425 ألف شخص إلى سوريا خلال الشهر الفائت هرباً من الهجمات الإسرائيلية والعنف في لبنان، 72 بالمئة منهم سوريون.
لبنان: خلف جدران الرعب.. حكاية لمياء في مواجهة الموت
مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنو، قالت إنّ هذه التطورات تحدث على خلفية الحرب السورية بوصفها إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، موضحة أن أكثر من 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، في ظل نزوح أكثر من 7 ملايين شخص داخلياً.
ولفتت سورنو إلى أنّ التدفق الجديد للنازحين يؤكد أهمية إيجاد حلول مستدامة للأشخاص الذين يعتمدون على المساعدة الإنسانية لسنوات.
وكان "المكتب المركزي للإحصاء" لدى حكومة النظام السوري، كشف قبل أيام في إحصائية حديثة أن عدداً كبيراً من العائلات السورية تكتفي بوجبة واحدة يومياً، في انحدار واضح للأمن الغذائي.
ووفق تقرير لـ"البنك الدولي" في أيار الماضي، يعيش أكثر من ربع السوريين في فقر مدقع، أي 5.7 مليون شخص، بعد 13 عاماً من الحرب التي أدت إلى أزمات اقتصادية متلاحقة جعلت السوريين عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الرئيسية، فيما يعاني أكثر من 90 بالمئة من السوريين من الفقر، بحسب تقارير أممية.
