تقارير | 28 09 2024
نور الدين الإسماعيل
ما يزال مصير الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله مجهولاً، حتى لحظة إعداد التقرير، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقراً تابعاً للحزب في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، مساء أمس السبت.
ولم يصدر عن حزب الله اللبناني أي بيان رسمي بتأكيد مقتل أو نجاه أمينه العام، بينما تتوالى التصريحات الإسرائيلية التي ترجح مقتله ضمن تلك الغارة.
من هو حسن نصر الله؟
حسن عبد الكريم نصر الله من مواليد برج حمود عام 1960، الأمين العام لـ"حزب الله اللبناني"، والذي تولى المنصب عام 1992، خلفاً للشيخ عباس الموسوي.
اقرأ أيضاً: نصر الله: جبهة لبنان للتضامن مع غزة وننتصر بالنقاط لا بالضربة القاضية
مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 عادت عائلة نصر الله إلى قريتهم "البازورية"، حيث كان في سن الـ15 من عمره، وأكمل دراسته في مدرسة صور الرسمية للبنين، ثم انضم إلى "حركة أمل"، حيث عين مندوباً للحركة في البازورية.
لاحقاً، درس حسن نصر الله في "الحوزة العلمية "بمدينة "النجف" العراقية، وهناك تعرف إلى عباس الموسوي، قبل أن يعود إلى لبنان عام 1979.
انشق عن "حركة أمل" إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وشارك في تأسيس "حزب الله" وهو في سن 22 عاماً، وشغل منصب عضو مجلس شورى في الحزب، قبل أن يغادر إلى مدينة قم الإيرانية عام 1989، ليتابع دراسته الدينية.
انتخب نصر الله أميناً عاماً لـ"حزب الله" اللبناني عام 1992، عقب اغتيال الأمين العام عباس الموسوي، بضربة جوية إسرائيلية.
نهاية الحرب الأهلية وسلاح حزب الله
مع نهاية الحرب الأهلية في لبنان بتوقيع اتفاق الطائف عام 1989، والذي نص على سحب سلاح المجموعات المسلحة في لبنان، رفع حزب الله شعار "المقاومة" ضد العدو الإسرائيلي معلناً تمسكه بسلاحه، وفق "فرانس 24".
منذ تلك الفترة بدأ "حزب الله" بشن عمليات محدودة ضد الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من جنوب لبنان الذي تحتله إسرائيل، حتى انسحابها منه عام 2000.
عقب الانسحاب الإسرائيلي عزز حزب الله جناحه السياسي داخل لبنان، حيث كانت أول مشاركة للحزب في الانتخابات النيابية عام 1992، عبر جناحه السياسي "كتلة الوفاء للمقاومة".
التبعية لإيران
في خطاب للأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي اتهم حسن نصر الله بأنه معين من إيران بشكل مباشر "لتلقي التعليمات منها مباشرة".
ولم يخفِ حسن نصر الله تلك العلاقة، حيث أعلن خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية أواسط الثمانينيات ولاءه المطلق لإيران، حيث سيجعل من لبنان "جزءاً من الجمهورية الإسلامية بقيادة الولي الفقيه".
وجاء في خطاب آخر لنصر الله، عن أدبيات "حزب الله" أن "القيادة والتوجه والتفويض وقرارات الحرب والسلم وغيرها بيد الولي الفقيه"، بحسب صحيفة "إندبندنت عربية".
تدخله في سوريا
مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، تحدثت تقارير إعلامية عن إرسال حسن نصر الله مجموعات مسلحة من الحزب لمساندة قوات الأمن التابعة للنظام السوري في قمع الاحتجاجات.
لاحقاً، أعلن حسن نصر الله في لقاء مع الإعلامي غسان بن جدو على قناة "الميادين" مشاركة الحزب إلى جانب إيران بمساندة قوات النظام السوري ضد السوريين "منذ الأسابيع الأولى".
اتُّهم حزب الله بارتكاب مجازر في سوريا، من بينها مجازر في ريف حمص الغربي، إضافة إلى مناطق بريف دمشق وفق تقارير إعلامية.
وفي مقال نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية للكاتب رامي الخليفة العلي، بعنوان "ويسألونك لماذا تكره الشعوب مليشيات حزب الله"، أشار إلى عدد من "الجرائم" التي ارتكبها "الحزب" في سوريا.
ووصف الحصار الذي فرضه الحزب على مضايا والزبداني عام 2015 بأنه "أبشع حصار شهدته الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. كان ذلك الحصار نموذجًا حيًّا للقسوة والوحشية التي تتبناها مليشيات حزب الله".
ووفق تقارير صحفية أخرى، شارك عناصر "حزب الله" إلى جانب قوات النظام السوري وروسيا بالسيطرة على مناطق غوطة دمشق، ودرعا وحمص وأرياف إدلب وحلب، حيث تفيد التقارير بإنشاء قواعد عسكرية خاصة للحزب في تلك المناطق.
