تقارير | 22 09 2024
نور الدين الإسماعيلحصل تحقيق مصوّر أعدته شبكة "BBC" البريطانية عن تورط النظام السوري في تجارة الكبتاغون على "جائزة DIG" الدولية، والمعروفة سابقاً باسم جائزة "إيلاريا ألبي"، وهي واحدة من الجوائز الأكثر شهرة للصحافة الاستقصائية.
ونشرت معدة التحقيق الصحافية المصرية رشا قنديل إعلان الفوز بالجائزة على صفحتها الرسمية في فيسبوك، اليوم الأحد، مرفقاً بمنشور: "فيلمنا عن مسؤولية النظام السوري عن تصنيع وتهريب الكبتاجون في المنطقة - جائزة أفضل تحقيق صحفي طويل بجائزة DIG الدولية رفيعة المستوى".
تحقيق طويل
يتناول التحقيق الذي أعدته الصحافية قنديل علاقة النظام السوري ومؤسساته الأمنية والعسكرية بتجارة وتهريب الكبتاغون المخدر، والذي حمل عنوان "الكبتاجون في سوريا: أدلة تربط نظام الأسد بتجارة المخدرات".
اقرأ أيضاً: النظام السوري يشارك في مؤتمر بغداد لمكافحة المخدرات
واعتمد التحقيق على تحليل البيانات من المصادر المفتوحة، إضافة إلى اعتمادها على المصادر الخاصة التي زودتها بمعلومات عن تورط الفرقة الرابعة على وجه الخصوص بعميلات التهريب ونقل الكبتاغون إلى الدول المجاورة.
التقت قنديل خلال التحقيق الذي يمتد إلى 51 دقيقة، بعدد من الأشخاص، من بينهم شهود عيان، وضباط أمن أردنيون، وضباط سوريون سابقون، إضافة إلى تاجر يوزع الكبتاغون في الأردن أخفى هويته.
واتهم التحقيق غسان بلال الرجل الثاني في الفرقة الرابعة الذي يطلق عليه لقب "المعلم"، بأنه المسؤول المباشر على عمليات النقل والتهريب.
وأشار تحقيق الـ"BBC" إلى أن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية كان مشروطاً بمكافحة تجارة المخدرات، إلا أن المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جويل رايبورن اعتبر أن تلك الخطوة تشبه "التعاقد مع مشعل الحريق من أجل إطفائه".
وقال رايبورن في حديثه ضمن التحقيق الصحافي: "متى ما ثبت أنه يستطيع الحصول على ما يريد مقابل خفض المخدرات فإنه سيعود لزيادة تدفقها إذا ما أراد شيئاً في المستقبل".
وفي نهاية التحقيق، أشارت "BBC" إلى أن النظام السوري لم يرد على طلباتها للتعليق على تلك الاتهامات، مشيرة إلى نفيه في وقت سابق وجود أية علاقة له بتلك التجارة.
وثائقي أردني سابق يكشف المصانع في سوريا
في أيار الماضي، كشف وثائقي نشرته قناة "المملكة" الأردنية وجود أكثر من 295 مصنع كبتاغون في سوريا، متهماً النظام السوري والمجموعات المسلحة التابعة لإيران بالمسؤولية عن إنتاج وتسهيل ونقل تلك المخدرات إلى الأردن ودول الخليج العربي.
ونقل الوثائقي عن شاهد عيان أخفى هويته أن قوات النظام السوري المتواجدة في الجنوب، والتي تتلقى دعماً من الجانب الإيراني هي المسؤولة عن إنتاج وتصنيع الكبتاغون، مشيراً إلى أن تلك التجارة بدأت في المنطقة بعد سيطرة النظام السوري عليها عام 2018.
قد يهمّك: الجيش الأردني يعتقل مهربين.. وعشيرة الرمثان: لسنا قادرين على حماية الحدود
وحدد الشاهد الذي قال إنه ينحدر من محافظة السويداء بعض أماكن التصنيع في جنوبي سوريا، متهماً "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بـ"الدور الكامل" في نقل تلك المواد المخدرة من المحافظات السورية إلى المناطق الحدودية، مستغلة صلاحياتها الواسعة "العسكرية واللوجستية والسياسية".
أرباح هائلة
في حزيران الماضي، اتهمت السفارة الأمريكية في دمشق، النظام السوري بتوظيف الأرباح الكبيرة التي يجنيها من تجارة الكبتاغون في قمع السوريين، متعهدة بمواصلة مواجهة نشاطه المالي "غير المشروع".
ويدر الكبتاغون حوالي 2.4 مليار دولار سنوياً للنظام السوري، أي أعلى بكثير من إيرادات أي مشروعات أخرى، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها منظمة "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية" غير الربحية، عام 2023، وهي منظمة تجري أبحاثاً حول الجريمة المنظمة والفساد في سوريا.