تقارير | 21 09 2024
نور الدين الإسماعيل
أفاد المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أن سوريا بحاجة إلى وقف التصعيد، وصولاً إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، مشدداً على أنه "لا حل عسكري" في البلاد.
وقال بيدرسون في كلمة أمام مجلس الأمن، أمس الجمعة، إن المنطقة تشهد "لحظة خطيرة للغاية"، مضيفاً: " "الحاجة القصوى في الوقت الحالي هي خفض التصعيد، الآن، في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف المبعوث الأممي: "نحتاج أيضاً إلى خفض التصعيد وصولاً إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، كما دعا قـرار مجلس الأمن رقم 2254، إلى جانب نهج تعاوني لمكافحة الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن وفقاً للقانون الدولي".
اعتقالات واحتجاز تعسفي
في كلمته أشار بيدرسون إلى استمرار الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري وسوء المعاملة والتعذيب أثناء الاحتجاز، في جميع مناطق سوريا.
اقرأ أيضاً: إدلب: قتيلان في تفتناز بقصف صاروخي مصدره مناطق سيطرة النظام السوري
وأكد لأعضاء مجلس الأمن الدولي وجود حالات وفاة أثناء الاحتجاز، إضافة إلى الاعتقالات بهدف انتزاع الرشاوى.
وضع اللاجئين مثير للقلق
وصف بيدرسون أوضاع اللاجئين والنازحين في جميع أنحاء سوريا والمنطقة بأنه "ما يزال مثيراً للقلق"، داعياً إلى حماية السوريين أينما كانوا، بما في ذلك في البلدان المضيفة، وأن الخطابات والأفعال المناهضة للاجئين يجب أن تتوقف.
وقال المبعوث الدولي إلى سوريا: "إن ما نحتاج إليه في سوريا هو إحراز تقدم حقيقي نحو بيئة آمنة وهادئة ومحايدة، وهي البيئة المطلوبة أيضا للعودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين".
ولتحقيق العودة الآمنة، اعتبر بيدرسون أنه "لا توجد طرق مختصرة على الإطلاق. وبدون عملية موثوقة للتوصل إلى حل سياسي، فمن المرجح أن تستمر دوامة الاتجاهات الهابطة في سوريا".
وأضاف: "من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكن تحقيق الاستقرار بدون عملية سياسية، بين الأطراف السورية المتحاربة نفسها، بتيسير من الأمم المتحدة".
الحل السلمي
في استعراضه للواقع السوري أمام مجلس الأمن، نوّه بيدرسون إلى ضرورة "كسر الجمود حول اللجنة الدستورية، واتخاذ تدابير حقيقية لبناء الثقة، والعمل معاً على نهج جديد وشامل".
قد يهمّك: استنفار وتعزيزات لفصائل الجيش الوطني بسبب "صقور الشام".. ماذا يحدث؟
ووفق تعبيره فإن "هذا المسار يمكن تطويره بطريقة موثوقة ومتوازنة وواقعية، تحترم المصالح الأساسية ومخاوف جميع الأطراف المعنية، وتتضمن تسوية حقيقية من جميع الأطراف".
وشدد بيدرسون على ما وصفه "عدم وجود حل عسكري"، إضافة إلى أنه لا "حل دبلوماسي مجزأ" للصراع، مناشداً جميع أصحاب المصلحة الانخراط مع الأمم المتحدة.
واقع إنساني صعب
في الجلسة، قال مدير قسم التنسيق في "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا)، راميش راجاسينغام، إن 13 عاماً من الصراع والصعوبات دفعت شعب سوريا "إلى ما هو أبعد من حدود التحمل العادي".
وكشف راجاسينغام أن أكثر من 16 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا ما زالوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وكان التأثير "مدمراً بشكل خاص" على الأطفال.
وأوضح حديثه بأن أكثر من ثلث الأطفال في سن المدرسة لن يعودوا مع أقرانهم إلى الفصول الدراسية هذا العام، وتساءل عما يعنيه هذا لمستقبل سوريا.
وأضاف أن 1.6 مليون طفل آخرين معرضون لخطر ترك الدراسة خلال العام، وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وارتفاع الأسعار، الأمر الذي يدفع الأسر إلى إرسال أطفالهم، وخاصة البنين، إلى العمل، ودفع المزيد من الفتيات المراهقات والقاصرات إلى الزواج المبكر أو القسري.
ووفق قوله: "إنها أزمة أجيال، حيث انتزعت براءة الطفولة من العديد من الأطفال، ونشأ العديد منهم دون أن يعرفوا حياة خالية من انعدام الأمن وعدم الاستقرار والحرمان. إنهم يستحقون ما هو أفضل من ذلك".
وأشار المسؤول الأممي إلى ضعف تمويل "النداء الإنساني" لسوريا، بنسبة أقل من 26 في المئة، فيما تصل الأمم المتحدة إلى 4.4 مليون شخص في سوريا كل شهر من أصل 10.8 مليون شخص مستهدف.
وختم راجاسينغام بأن العجز المستمر والضار في التمويل الإنساني يزيد فقط من أهمية توفير أموال متوقعة وكافية للاستجابة الإنسانية، مع دعم مشاريع التعافي المبكر.
