استنفار وتعزيزات لفصائل الجيش الوطني بسبب "صقور الشمال".. ماذا يحدث؟

استنفار وتعزيزات لفصائل الجيش الوطني بسبب

تقارير وتحقيقات | 20 09 2024

روزنة

بدأت فصائل في "الجيش الوطني السوري"، أمس الخميس، بتعزيز حواجزها العسكرية في عفرين وأعزاز ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي، على خلفية انضمام فصيل "صقور الشمال" إلى فصيل "الجبهة الشامية" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" بعد صدور أوامر بحل الفصيل.

وقال مصدر مطّلع على تحركات "الجيش الوطني السوري" لروزنة، إنه بعض فرق "الجيش الوطني" بدأت بتعزيز حواجز كافة الفرق للفصائل، على رأسها "القوة المشتركة" المتمثلة بفصيلي "الحمزات والعمشات"، حول منطقة عفرين وحوار كلس وأعزاز وغيرها.

وانتشرت أنباء في المنطقة حول وجود تحشيدات عسكرية لـ"القوة المشتركة" في ريفي أعزاز وعفرين، لمهاجمة "الجبهة الشامية وصقور الشمال"، في المقابل تحدث ناشطون عن إرسال تعزيزات عسكرية من قبل حركة "أحرار الشام" و"الجبهة الشامية" إلى قطاعات "صقور الشمال" في منطقة عفرين، تحسباً لأي معركة من قبل "القوة المشتركة"، دون أن يتسنى لروزنة التأكد من المعلومة.

وأكد مراسل روزنة، نشر فصائل "الجيش الوطني" آليات عسكرية على الواصل بين عفرين وأعزاز قرب تقاطع كفر جنة، وسط قلق وترقب للأوضاع في الساعات المقبلة.

وسبق أن شهدت منطقة ريف حلب الشمالي، الثلاثاء الماضي، توتراً واستنفاراً لعدد من فصائل "الجيش الوطني" على خلفية إعلان الاندماج، وبحسب المصادر فإن القوات التركية نشرت مدرعات في منطقة كفرجنة وقطعت الطريق الواصل بين أعزاز وعفرين، إضافة إلى إغلاق معبري الغزاوية ودير بلوط بشكل مؤقت.

اقرأ أيضاً: بعد رفضه حل نفسه.. فصيل "صقور الشمال" يندمج مع "الجبهة الشامية"

اشتباكات قصيرة!

وجرى فجر اليوم الجمعة، تبادل إطلاق نار  قرب بلدة كفر جنة في عفرين، ما بين "القوة المشتركة" من جهة و"الجبهة الشامية" من جهة أخرى.

وقال مراسل روزنة، إنّ القوة المشتركة قامت برفع ساتر ترابي ملاصق لمقرات "الجبهة الشامية"، لترد الأخيرة برفع السواتر مجدداً، وهو ما دعا القوة  المشتركة لاستهداف نقاط الشامية وحدوث اشتباكات قصيرة.

المصدر المطلع قال لروزنة، إن أوامر تركية وصلت بضرورة وقف الاشتباكات ما بين الشامية والقوة المشتركة في المنطقة، وهو ما حدث.

يأتي ذلك بالتزامن مع انقطاع الانترنت عن عدد من المناطق بريف حلب الشمالي والشرقي، منها مدينة اعزاز.

التأكيد على حل الفصيل

في الـ 17 من الشهر الجاري، أعلن "صقور الشمال" في بيان "اندماجه الكامل" ضمن صفوف "الجبهة الشامية" التابعة لـ"لفيلق الثالث" في "الجيش الوطني السوري"، بسبب "رغبة الأتراك في اختصار الفصائل الثورية".

وأكد المصدر المطلع لروزنة، على استمرار وزارة الدفاع لدى "الحكومة السورية المؤقتة" في تنفيذ القرار التركي بحل فصيل "صقور الشمال" بدل انضمامه إلى "الجبهة الشامية"، وأشار إلى نشر تعميمات في المنطقة بتسليم 4 أشخاص مطلوبين من "صقور الشمال" تزامناً مع بدء التعزيزات، أمس الخميس.

وكانت "وزارة الدفاع" في "الحكومة السورية المؤقتة" أصدرت بياناً، الثلاثاء، أعلنت فيه حل فصيل "صقور الشمال"، في أول تعليق رسمي لها منذ تداول أنباء حل الفصيل بضغوط تركية، قبل أيام.

وبررت "وزارة الدفاع" قرارها بأنه يأتي ضمن "خطة إصلاحية شاملة مستمرة منذ عامين"، معتبرة أن ذلك يأتي ضمن "إعادة توزيع المهام والوظائف الموكلة لبعض الوحدات العسكرية بحسب ما تقتضيه المتطلبات الميدانية خلال هذه المرحلة، ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية وكفاءة".

ماذا حدث في البداية؟

في البداية اجتمع مسؤولون أتراك مع قائد "صقور الشمال" في تركيا قبل أسبوع وطلبوا منه الاستقالة وتسليم بعض الشخصيات في الفصيل، ومن ثم حل الفصيل إلى قسمين وتوزيعه على منطقتي "غصن الزيتون ودرع الفرات" وهو ما وافق عليه قائد الفصيل. وفق ما يروي المصدر لروزنة.

ولاحقاً انضم "صقور الشمال" إلى "الجبهة الشامية" رفضاً منه لحل الفصيل، وهو ما يخالف الأوامر التركية.

وبحسب مصدر محلي لـ"روزنة" فإن قرار "صقور الشمال" بالاندماج مع "الجبهة الشامية" جاء إثر رفض قائده، حسن خيرية، للأوامر الصادرة عن تركيا و"المؤقتة" بحل الفصيل، مرجحاً حدوث توتر في المنطقة بين فصائل "الجيش الوطني" و"الجبهة الشامية" خلال الفترة المقبلة.

واليوم يجري اجتماع ما بين "الجبهة الشامية" والجانب التركي حول الأمر، وبانتظار نتائج الاجتماع، يقول المصدر المطلع لروزنة.

وتتهم منظمات حقوقية "صقور الشمال" بممارسة انتهاكات بحق المدنيين في ريف حلب الشمالي خلال الفترة الماضية.

وكانت "روزنة" قد نشرت تقريراً في تشرين الثاني الماضي عن وفاة سيدة ستينية في قرية علي جارو شمال مدينة عفرين بريف حلب، بجلطة دماغية، بعد تعرّضها للضرب والتهديد من قبل ملثّمين اقتحما مكان إقامتها، وسط اتّهام لفصيل "لواء صقور الشمال" بمسؤوليته عن وفاتها.

مدنيون متخوفون من اندلاع الاقتتال

يتخوف المدنيون في الشمال السوري من اندلاع القتال بين الفصائل، وهو ما قد يؤدي إلى قتلى وجرحى، ما عدا إيقاف عجلة الحياة، ولا سيما مع بدء الدوام المدرسي.

ماهر، مقيم في عفرين، ولديه طفلان، يشرح لروزنة، أن حالة الاستنفار في المنطقة سببت حالة من التوتر بين المدنيين: "نتخوف من حصول اقتتال كما العادة، الضحايا هم المدنيون غالباً".

ويضيف: "نتخوف أيضاً من الخروج للطرق العامة، ولا سيما أن التوتر متركز في منطقة حيوية وهي نقطة وصل بين عفرين واعزاز، والحركة غالباً تكون كثيفة على هذا الطريق".

ويتابع: "بدأنا بإيقاف التحرك خارج المنزل خوفاً من حدوث شيء، حتى الأطفال لا نطمئن عليهم حتى يعودوا من المدارس (...) حالة الترقب أمر صعب".

وفي أيلول العام الفائت شهدت مناطق عدة شرقي حلب، اشتباكات عنيفة لأيام بين "الجيش الوطني السوري" وفصيل من "حركة أحرار الشام الإسلامية" متهم بموالاته لـ"هيئة تحرير الشام"، بهدف السيطرة على معبر الحمران التجاري في منطقة جرابلس، لحين الاتفاق على وقف إطلاق النار برعاية تركية بعد أيام على الاقتتال.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض