تقارير | 8 09 2024

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن الخطوات التي تجريها أنقرة للتقارب مع القاهرة ودمشق هي بهدف مواجهة ما وصفها بالتهديدات التوسعية للاحتلال الإسرائيلي.
وفي كلمة له أمس السبت، أمام مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء بولاية قوجا إيلي، عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال أردوغان: "إن الخطوات التي نتّخذها (في علاقاتنا) مع مصر وسوريا، تهدف لتأسيس محور تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد".
تحركات تركية في المنطقة
نقلت وكالة "الأناضول" عن الرئيس التركي قوله خلال المؤتمر إن الاتصالات الأخرى التي تجريها أنقرة مع دول الجوار، "ستكون لصالح المنطقة أيضاً".
اقرأ أيضاً: الخارجية التركية: نرحّب بجهود روسيا لإقامة تعاون بين بلادنا ودمشق
وأضاف أردوغان بأن أنقرة "ستواصل زيادة عدد أصدقائها في المنطقة، وستستمر بعزم في اتخاذ كافة الخطوات اللازمة من أجل توسيع مجال حركة تركيا في السياسة الخارجية".
وحذّر قائلاً: "إسرائيل لن تتوقف (في غزة)، بل ستحتل رام الله أيضاً إن استمرت بهذا الشكل، وستضع مناطق أخرى نصب عينيها إلى أن يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا"، بحسب "الأناضول".
لقاء مستبعد حالياً
استبعد وزير المصالحة السوري السابق علي حيدر لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المدى القريب.
وقال حيدر في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "سوريا وتركيا اليوم أصبحتا أقرب من أي وقت لعقد اتفاق"، إلا أنه استبعد حصول لقاء قريب بين بشار الأسد، ورجب طيب أردوغان.
واتهم علي حيدر تركيا بأنها "تتدخل في الشأن السوري، وتنتهك الدستور بشكل غير مباشر، وتريد دمج المجموعات المسلحة داخل سوريا".
واعتبر، وفق رأيه، أن "الحلول اليوم تتركز على معالجة أزمة المسلحين المتواجدين في إدلب، وغصن الزيتون، ودرع السلام، وكافة الشمال السوري عبر عمليات عسكرية مركزة".
قد يهمّك: جريدة "الوطن": نقاط عدة مطروحة على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين أنقرة ودمشق
وأضاف الوزير السابق: "الطرفان السوري والتركي وصلا اليوم إلى نقطة قريبة من المفاوضات، إلا أنها ليست النهائية، فالخلاف لا يزال قائماً حول تعريف الإرهاب، إذ إن أنقرة متمسكة بتعريف الأمم المتحدة، وبالتالي تعتبر هيئة تحرير الشام والجولاني ومجموعات مسلحة أخرى فقط من الإرهابيين".
وأوضح أن "دمشق اقترحت انسحاباً أولياً، ومن ثم بحث باقي الشروط القابلة للتطبيق، أهمها ملف اللاجئين السوريين، وملف المسلحين الموجودين على الأراضي السورية".
خطوات "حذرة"
مطلع شهر أيلول الجاري، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن النظام السوري يتعامل بحذر شديد تجاه إعادة العلاقات مع تركيا، مشيراً إلى مطالبته (النظام) بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من سوريا.
وأضاف لافروف في حديث لقناة "روسيا اليوم": "تعتبر سوريا أنه من الضروري تحديد آلية واضحة لإخراج القوات التركية من الأراضي السورية كشرط للاستمرار في هذه العملية، والأتراك مستعدون لذلك، لكننا لم ننجح بعد في التوصل إلى معايير محددة".
ترحيب تركي
ورحّبت تركيا، يوم الثلاثاء الماضي، بما وصفتها "جهود روسيا" في إعادة العلاقات بينها وبين النظام السوري، مؤكدة مضيها في إعادة العلاقات بين الجانبين "على مبدأ حسن النية".
اقرأ المزيد: وزير الخارجية الروسي: دمشق تتعامل بحذر شديد تجاه إعادة العلاقات مع أنقرة
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن "وزارة الخارجية التركية" بياناً مكتوباً حول الدور الروسي في إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق، قالت فيه: "نرحب بجهود روسيا لإقامة تعاون بين بلادنا ودمشق".
وقالت الخارجية في بيانها: "نود أن نرى في سوريا جارة، تعيش في سلام مع شعبها ومجتمعها، وتحقق مصالحة وطنية حقيقية من خلال الخطوات التي اتخذتها في إطار المطالب والتوقعات المشروعة لشعبها، والتي تنعكس أيضًا في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
وتشهد المنطقة، خلال الفترة الأخيرة، نشاطاً دبلوماسياً من أجل إعادة العلاقات بين النظام السوري وتركيا، في ظل تكهنات عن قرب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.