تقارير وتحقيقات | 5 09 2024

حذّرت مديرية صحة إدلب من "آثار كارثية" قادمة في حال توقف مستشفى باب الهوى على الحدود السورية التركية عن تقديم الخدمات لأكثر من مليون ونصف نسمة، وذلك بعد إعلان إدارة المستشفى عن إيقاف التمويل حتى نهاية شهر أيلول الجاري.
وقالت الأمم المتحدة إن نصف المرافق الصحية في شمال غربي سوريا معرّضة لخطر الإغلاق بحلول نهاية العام، بسبب نقص التمويل
وأوضحت الأمم المتحدة، في بيان، أمس الأربعاء، إنهم تلقوا 26 بالمئة فقط من المبلغ الإجمالي المطلوب لهذا العام، لمساعدة نحو 11 مليون شخص في سوريا والذي يقدر بـ 4.1 مليار دولار.
إغلاق مستشفى باب الهوى
أعلنت إدارة مستشفى "باب الهوى" قرب الحدود السورية التركية، والذي يعتبر من أهم المراكز الطبية في المنطقة شمال غربي سوريا، أنهم أمام تحدي توقف مؤكد للتمويل في نهاية أيلول الجاري.
وقالت الإدارة في بيان، أمس الأربعاء، إن توقف التمويل يهدد استمرارية تقديم الخدمات الطبية الحيوية بشكل كامل لأكثر من 1.7 مليون شخص، بينهم المهجرون داخلياً والمقيمون في المخيمات المحيطة.
وتأسس مستشفى باب الهوى منذ أكثر من 11 عاماً، وهو نقطة إحالة نهائية للخدمات الطبية المتقدمة في المنطقة، وقدم خدمات شملت الرعاية الصحية الأولية والثانوية، إضافة إلى الجراحات المتخصصة وخدمات الطوارئ، بما في ذلك الخدمات المرتبطة بضحايا الهجمات العسكرية وغيرها، ما جعله ركيزة أساسية في المنطقة.
وأشارت الإدارة إلى أنهم وبالتعاون مع الداعم الرئيسي منظمة "SAMS" يبذلون جهوداً لضمان استمرارية الخدمات الطبية دون انقطاع، لكونهم يدركون تماماً الآثار المرتقبة لإغلاق المستشفى أو توقف خدماته.
وأطلق سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسماً تحت اسم "أنقذوا المرافق الطبية" طالبوا خلاله باستمرار دعم مستشفى باب الهوى، بعدما أغلقت العديد من المستشفيات بسبب نقص التمويل خلال الأشهر الأخيرة.
اقرأ أيضاً: بسبب توقف الدعم.. إدلب: مستشفيات مهددة بالإغلاق والنتائج "كارثية"
ما آثار توقف دعم مستشفى باب الهوى؟
كرم الشيخ علي، مدير المكتب الإعلامي لمديرية صحة إدلب، تحدث لروزنة عن الآثار التي تترتب على إغلاق مستشفى باب الهوى، قائلاً إن القطاع الصحي في شمال غربي سوريا يعاني منذ 6 شهور أزمة كبيرة بسبب نقص التمويل المقدم للمنشآت الصحية وتحديداً المستشفيات التي تقدم خدمات مجانية منقذة للحياة.
وأضاف الشيخ علي أنه مع نهاية شهر أيلول سيتوقف الدعم عن مستشفى باب الهوى، أحد أكبر المستشفيات في الشمال السوري، ما يعني أن هناك آثاراً كارثية ستترتب على ذلك.
مدير المكتب الإعلامي لمديرية صحة إدلب كرم الشيخ علي
وحول أهمية المستشفى، قال الشيخ علي، إنّ المستشفى يخدّم منطقة مكتظة بالسكان والمخيمات وهي سرمدا والدانا والشريط الحدودي كاملاً، إذ يقيم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة في تلك المنطقة، معظمهم هؤلاء ظروفهم سيئة ولا قدرة لديهم على الوصول للخدمات الصحية إلا مجاناً.
ويقدم المستشفى خدمات نوعية لا توجد بمستشفيات أخرى، مثل خدمة جراحة الأطفال وتقديم جرعات مرضى الأورام، والجراحة العصبية المجهرية.
كذلك يقدم المستشفى خدمات العيادات الخارجية والجراحة العامة والجراحة الفكية وعناية الأطفال.
عدا عن ذلك يوجد في المنطقة منشآت صناعية ومعامل وورشات عمل، ويومياً تأتي عشرات حالات الإسعاف، إما بسبب حوادث السير أو غيرها.
وكان الشيخ علي صرح لروزنة في وقت سابق أنّ عدد المنشآت الصحية التي توقف عنها الدعم لغاية شهر حزيران الحالي بلغ 112 منشأة تخدم حوالي 1.5 مليون نسمة، مضيفاً أنه "ومع حلول نهاية العام سوف يرتفع هذا الرقم الى 136 منشأة من بينها 42 مركزاً يقدم خدمات الصحة الإنجابية، تخدم هذه المنشآت 5 مليون شخص يعيشون في المنطقة، منهم 3.5 مليون من النازحين ضمن مخيمات قرب الشريط الحدودي مع تركيا".
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة "ocha" قال في تقرير أواخر تموز الماضي، إن أكثر من 110 منشآت صحية أوقفت عملياتها، بما في ذلك 34 مستشفى، حتى نهاية شهر تموز.
وسبق أن قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، ديفيد كاردن، بداية حزيران الماضي، إن نقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية "له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص الأكثر ضعفا في سوريا، بما في ذلك شمال غرب البلاد".