تقارير | 15 08 2024
نور الدين الإسماعيلوصلت الشابة المخطوفة كريستينا حسن إلى عائلتها، بعد مرور شهر على اختطافها من قبل مجهولين، دون ذكر تفاصيل عودتها أو نشر أي خبر على وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري.
ونشرت منصة "Q Street Journal" المحلية، مساء أمس، مقطع فيديو تضمن لقاء مع كريستينا وعائلتها، والتي تحدثت عن تفاصيل الخطف، وتعرضها للتعذيب، أثناء فترة الاختطاف، منذ 15 تموز الماضي.
استدراج
قالت والدة الشابة كريستينا إن ابنتها كانت في طريقها من طرطوس إلى دمشق لتشتري مواد تجميل، كونها تعمل في صالون تصفيف شعر، قبل أن يستدرجها شخص مجهول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي في طريقها، ويخطفها.
اقرأ أيضاً: "كريستينا استدرجت".. ما الذي كشفه مسؤول أمني عن الخطف في سوريا؟
بعد استدراجها، روت كريستينا بأن مجموعة (لم تسمها)، وضعوها في سيارة، ووضعوا غطاء على عينيها، ونقلوها إلى مكان لا تعرفه، ثم قالوا لها "أنت مخطوفة".
وأضافت الشابة البالغة من العمر عشرين عاماً: "تعاملهم كان سيئاً، كانوا يضربوني، وعذبوني".
وكشفت أنهم كانوا يطلقون تهديدات مستمرة: "شوفي شو اليوم رح نساوي فيكِ، فضربوني وقالوا لي هلأ رح نبعت الفيديو لأهلك، من شان كمان ينشروه على فيسبوك".
وختمت الشابة العشرينية: "تعلمت لازم أوعى على حالي، وصير قوية أكتر، وما أوثق بحدا أبداً، وما أعطي ثقتي لحدا، وما رد على أي حدا التواصل الاجتماعي".
وكان رئيس فرع الأمن الجنائي بريف دمشق، عبد الرحيم كيالي، قد كشف مطلع آب الجاري، أن الشابة كريستينا تعرفت على شاب استدرجها من طرطوس إلى الحدود مع لبنان، ومن ثم خطفها ليطلب فدية مالية قدرها 60 ألف دولار من عائلتها.
مبلغ كبير
خلال المقابلة قالت والدة كريستينا، إن الخاطفين طلبوا من العائلة مبلغ 60 ألف دولار، واصفة المبلغ بأنه "ليس بالأمر السهل"، مشيرةً أنهم (الخاطفين) هددوا العائلة بقتل ابنتهم وتقطيع جسدها في حال نشرت العائلة أي خبر عن اختطافها على وسائل التواصل الاجتماعي.
قد يهمك: "طرطوس حزينة".. اختطاف شابة يتحول لقضية رأي عام مطالبة بإنقاذها
وأضافت الأم: "هذا الخبر يصدم أي أهل، وصدم العائلة كلها، وعشت تقريب الشهر بلا نوم لا بالليل ولا بالنهار ولا أحس بطعم الأكل ولا الشرب، عدا عن العذاب النفسي الذي كان الخاطفون يعذبوننا إياه".
وأوضحت أن الخاطفين كانوا يرسلون للعائلة رسائل تهديد، ومقاطع وصور لها أثناء الضرب والتعذيب، "كنا لا نعرف عنها شيئاً إن كانت تأكل أو تشرب، كما كنا لا ندري طريقة المعاملة السيئة لها، والكلام البذيء"، مضيفة أن الخاطفين هم الذين سربوا صور ومقاطع التعذيب.
تكتم حول عودتها
بجولة على المواقع والصحف الرسمية في سوريا "سانا" و"الثورة" و"تشرين" و"البعث"، تبين عدم نشر تلك الوسائل الرسمية أي خبر أو معلومة حول عودة الشابة كريستينا.
ونوهت منصة "Q Street Journal" التي نشرت المقابلة مع كريستينا وأمها بأنه "لم يتم كشف تفاصيل عملية تحرير الشابة كريستينا، حرصاً على سرية العملية الأمنية المستمرة لإنهاء ظاهرة الخطف عند الحدود".
حوادث خطف
نهاية تموز الماضي، أعلنت "وزارة الداخلية" في حكومة النظام السوري تحرير رجل مخطوف بعد هرب المجموعة الخاطفة في ريف دمشق.
وأوضحت الداخلية أنه من خلال المتابعة والتنسيق مع ابن المخطوف داهم فرع الأمن الجنائي في ريف دمشق أحد المخابئ في البلدة الحدودية التي يتواجد فيها الخاطفون، وبعد تبادل إطلاق النار تمكن الخاطفون من بالفرار، مشيرةً إلى إطلاق سراح الرجل المخطوف وتسليمه لذويه.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في 27 تموز الماضي، باختطاف شابين من منطقة المخرم الفوقاني بريف حمص أثناء توجههما إلى مدينة حمص لشراء هواتف جوالة للتجارة.
اقرأ المزيد: عمليات خطف جديدة بمناطق سيطرة النظام السوري.. ووالد كريستينا ينفي عودتها
وأشار إلى أن الخاطفين اقتادوا الشابين إلى جهة مجهولة و"سلبوهما مبلغاً يقدر بـ 30 مليون ليرة سورية والدراجة النارية التي كانا يستقلانها، ثم أقدم الخاطفون على تكبيلهما ورميهما في أرض زراعية قرب قرية الجابرية".
وفي مدينة طرطوس، اختطفت مجموعة شاباً واقتادته إلى الحدود السورية – اللبنانية، وطلبت فدية مالية قدرها 50 ألف دولار أمريكي من ذويه، مقابل الإفراج عنه، وفق "المرصد".
ظاهرة
قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ ظاهرة الخطف واتساعها منذ مطلع العام الجاري بشكل كبير أبرز ما يؤرق السكان في مناطق سيطرة النظام السوري، وبشكل خاص في ريف حمص، وبالقرب من الحدود السورية - اللبنانية.
واتهم "المرصد السوري" المدعو شجاع العلي المقرب من الأجهزة الأمنية بخطف المدنيين في ريف حمص، خلال محاولتهم عبور الحدود السورية – اللبنانية، أو حتى التوجه لخارج حمص باتجاه محافظات سورية أخرى.