(خاص) مع اغتيال "شكر" وتوسّع الهجمات الإسرائيلية.. ما حال السوريين في لبنان؟

(خاص) مع اغتيال

تقارير وتحقيقات | 31 07 2024

إيمان حمراوي

خوف وقلق من توسع الحرب الإسرائيلية، هو ما يسيطر على نفوس المقيمين في لبنان من مواطنين وأجانب، بما فيهم السوريون، وسط ازدياد المخاوف بعد تنفيذ إسرائيل ضربات صاروخية، مساء أمس الثلاثاء في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.

ونفّذت إسرائيل ردّها الذي هددت به بعد ضربة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بغارة جوية على معقل "حزب الله" في ضاحية بيروت، وقالت إنها استهدفت "سيد محسن" (فؤاد شكر) القيادي العسكري الأبرز في "حزب الله" والمسؤول عن هجوم مجدل شمس.

وأعلنت "وزارة الصحة" اللبنانية، اليوم الأربعاء، مقتل 3 أشخاص (سيدة وطفلان)، وإصابة 74 شخصاً في حصيلة غير نهائية، بينما يستمر البحث عن المفقودين تحت الأنقاض.

كيف ينظر السوريون لما جرى؟

تتباين وجهات نظر السوريين حول ما يجري في لبنان، وحتى قدراتهم على تحمل الهجمات الإسرائيلية من عدمها، وبخاصة من عاش الحرب في سوريا. البعض قرّر العودة، فيما آخرون لم يحرّكوا ساكناً راضين بما حدث وسيحدث لهم، وفق قولهم.

"ما يحدث في لبنان مختلف عما حدث في سوريا، هنا لا تقصف إسرائيل إلا أشخاصاً محدّدين، رأينا هذا خلال السنوات الماضية"، تقول رغد (45 عاماً) سيدة سورية مقيمة قرب الضاحية الجنوبية في بيروت.

وتضيف: "القلق والتوتر هو سيد الموقف، لكن اعتاد اللبنانيون وحتى السوريون على إكمال حياتهم بهذا الشكل"، وتشير رغد إلى أنها لا تفكر بالعودة إلى سوريا حتى الآن.

وعشية الضربة الإسرائيلية، جلست ضحى (40 عاماً) وهي أم لثلاث فتيات، مع جيرانها في المبنى الذي تقيم به، من سوريين ولبنانيين، وبدؤوا بوضع خطة في حال تطوّرت أو توسعت الهجمات الإسرائيلية.

تقول لروزنة: "الجميع متخوّف لكن لا مكان نذهب إليه، سوريون ولبنانيون، واتفقنا بشكل مبدئي في حال توسع الهجوم أن نجلس في ملجأ آمن لنا جميعاً".

وتضيف: "تقاسمنا المهام بين بعضنا، كأن يتولى أحد أمر تخزين الطعام، وأحد آخر يتولى أمر الدواء، وغير ذلك من الاحتياجات الشخصية حين الحروب".

وتقيم ضحى في طرابلس منذ أكثر من عشر سنوات، وهي المعيلة الوحيدة لبناتها، وترفض العودة إلى سوريا بعدما فقدت عائلتها في إحدى المجازر بمدينة حمص على يد النظام السوري، في بداية الثورة السورية.

تقول لروزنة: "لن يحدث شيء هنا، التهديدات الإسرائيلية تطال الجنوب اللبناني بشكل أكبر من الشمال، وإن حدث شيء فلن نتحرك من مكاننا وما سيحدث هو قدرنا".

وتتابع: "لكن ما نتأهب له هو تبعات الحرب مثل مشكلة الكهرباء والمواد الغذائية، إن حدث نزوح واسع، أما من يستطيع العودة إلى سوريا فسوف يعود مثل بعض جيراني".

وكان المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي،أفيخاي أدرعي صرّح عبر منصة "إكس" بعد هجوم الضاحية الجنوبية: "وجهنا ليس للحرب لكننا مستعدون إليها جيداً".

اقرأ أيضاً: قيادات درزية في الجولان بعد ضربة مجدل شمس: نرفض إراقة قطرة دم واحدة

المخاوف تزداد في الجنوب

وتزداد المخاوف أكثر كلما توّجهنا إلى الجنوب اللبناني، حيث بدأ "حزب الله" باستهداف إسرائيل عبر الحدود من بعد حرب غزة في تشرين الأول عام 2023، وهو ما أدى إلى قصف متبادل بين الطرفين ونزوح الآلاف من الجنوب اللبناني.

مصطفى (36 عاماً) أحد المقيمين في مدينة النبطية جنوبي لبنان، منذ 12 عاماً، يقول لروزنة: "منذ شهور الوضع لا يبشر بالخير، القصف شبه مستمر والطيران لا يهدأ، أفكر جدياً بالعودة إلى سوريا، ربما الوضع أكثر أماناً هناك".

ويتابع مصطفى، ولديه أربعة أطفال: "نجونا من الحرب في المرة الأولى في سوريا، لكن هذه المرة لانعلم إن كنا سننجو أم لا، لكن ما نراه هو أنّ القصف والهجوم يتوسع كل يوم أكثر، لا أريد لأطفالي أن يعيشوا الحرب".

ويؤيد محمد (37 عاماً) ما جاء به مصطفى، وهو المقيم في مدينة صيدا جنوبي لبنان، يقول لروزنة: "لم يعد لبنان آمناً لنا، أخطط حالياً لإعادة زوجتي مع أطفالنا الثلاثة إلى مدينة حلب، أما أنا فقد أبقى هنا وربما أسافر إلى بلد آخر من أجل تأمين المعيشة".

الكثير من الشباب السوريين في لبنان، مطلوبون إما للخدمة العسكرية أو الاحتياطية، إضافة إلى وجود معارضين للنظام السوري، وهو ما يمنعهم من العودة إلى سوريا، حتى لو توسع الهجوم أو نشبت حرب جديدة.

حسن (30 عاماً) مقيم في بيروت، يشير خلال حديثه مع روزنة إلى أنه لا يستطيع العودة إلى سوريا لكونه مطلوباً للخدمة العسكرية: "حرب لبنان لا تشبه ما عشناه في سوريا، رغم كل ما يجري أفضل البقاء هنا على العودة والاعتقال هناك" يقول.

سلسلة اغتيالات

أحدث الاغتيالات الإسرائيلية هو مقتل فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ومقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في طهران، اليوم الأربعاء.

ومنذ بداية حرب غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل، يستمر القصف المتبادل ما بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

وبلغ إجمالي قتلى أعضاء "حزب الله" بسبب الهجمات الإسرائيلية منذ حرب غزة حوالي 350 قتيلاً، وفق موقع "الحرة".

وفي الثالث من تموز قتل "محمد ناصر" في غارة إسرائيلية، وهو قيادي كبير في "حزب الله" كان مسؤولاً عن قسم العمليات على الجبهة، وقالت إسرائيل إنه قاد وحدة مسؤولة عن إطلاق النار من جنوب غربي لبنان باتجاه إسرائيل.

وفي الـ 12 من حزيران، أعلنت إسرائيل استهدافها لـ"طالب عبد الله" أيضاً قيادي كبير في "حزب الله"، وقالت إنه استهدف مركز قيادة وتحكم جنوبي لبنان، وفي الثامن من كانون الثاني قتلت إسرائيل "وسام الطويل" قيادي في "قوة النخبة" التابعة لـ"حزب الله".

ومنذ قصف مجدل شمس ولاحقاً اغتيال "شكر" و"هنية" يرجح مراقبون أن احتمالية اتساع رقعة الحرب في لبنان واشتدادها أصبح أكبر، مع سعي دبلوماسي دولي لاحتوائها وعدم توسعها.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض