تقارير وتحقيقات | 20 07 2024
روزنةأجرى فريق "منسقو استجابة سوريا" استبياناً، حول أهم احتياجات الوافدين إلى مناطق الشمال السوري، منذ مطلع العام 2024 وحتى منتصف تموز الحالي، شمل أكثر من 17 ألف شخص من الوافدين إلى المنطقة، كان أبرزها الحاجة إلى المأوى وتأمين فرص العمل.
ووفق أسئلة وجهت الوافدين البالغ عددهم 17 ألف و643 شخصاً (52 بالمئة من الذكور و48 بالمئة من النساء) من شرائح مختلفة، حول أبرز الاحتياجات، قال فريق الاستجابة، في بيان، نشر على فيسبوك، اليوم السبت، إنها جاءت كالتالي:
تأمين السكن بشكل عاجل للوافدين، وبخاصة مع ارتفاع أسعار الإيجارات في المنطقة بشكل ملحوظ، في ظل عدم وجود مأوى للعائلات الوافدة، إضافة إلى تأمين فرص عمل من خلال المشاريع الفردية أو المشاريع المشتركة لتأمين المعيشة.
وتعود مئات العائلات السورية إلى الشمال السوري، إما من لبنان أو تركيا جراء "الترحيل أو العودة الطوعية" وبشكل خاص خلال الشهور الأخيرة، في ظل التضييقات التي تمارسها السلطات في كلا البلدين على اللاجئين السوريين.
وطالب الوافدون بإيقاف انتهاكات النظام السوري وروسيا في المنطقة بهدف تحقيق استقرار كامل.
كذلك طالبوا بزيادة عدد المستشفيات والنقاط الطبية في المنطقة، وبخاصة المناطق البعيدة عن المدن الكبرى.
وكان فريق "منسقو استجابة سوريا" حذر أواخر أيار الماضي، من ارتفاع عدد المنشآت الطبية التي سيتوقف الدعم عنها في شمالي غربي البلاد، إلى 85 منشأة مع نهاية حزيران، مطالباً بإعادة الدعم إليها مجدداً.
ومن الاحتياجات الأخرى للوافدين، زيادة ساعات عمل محطات المياه، وزيادة الكمية الإنتاجية للأفران والمخابز والعمل على تخفيض سعر الخبز.
وطالب الوافدون بترميم المدارس والمنشآت التعليمية في القرى والبلدات بهدف استيعاب المزيد من الأطفال ضمن المراحل التعليمية.
"بيع عاجل بداعي السفر"..هل نستطيع على الأقل نقل أثاثنا عند عودتنا "طوعاً"؟
ماذا عن الإيجارات في الشمال؟
خلال الآونة الأخيرة بات الطلب على المنازل المستأجرة مرتفعاً، في الشمال السوري، تزامناً مع ترحيل مئات العائلات وعودة الكثيرين بشكل طوعي من تركيا بشكل خاص ومن لبنان أيضاً.
استفسرت روزنة حول أسعار الإيجارات في بعض مناطق الشمال السوري، من خلال بعض العاملين في العقارات.
أبو محمد، يعمل في العقارات بمدينة الدانا شمالي إدلب، يقول لروزنة، إن هناك ضغطاً كبيراً على المنازل المستأجرة مؤخراً، موضحاً أن ثمن إيجار منزل من غرفتين يعادل 75 دولاراً، وثلاث غرف بما يعادل مئة دولار، لافتاً إلى أنّ نسبة الدخل المنخفض لا يتناسب مع أسعار الإيجارات.
ويبلغ متوسط دخل العامل يومياً في المنطقة بين 150 و300 ليرة تركية، أي ما يعادل (9.3 دولارات).
وأشار أبو محمد إلى ارتفاع نسبة شراء المنازل في الدانا وسرمدا خلال آخر شهرين، من أقارب الموجودين في تركيا، وحول الأسعار أوضح أن ثمن غرفتين يتراوح ما بين 7500 و9500 دولار، بينما يتراوح ثمن منزل مؤلف من ثلاث غرفة ما بين 11 ألف و17 ألف دولار.
قد يهمك: عائلات سورية بأكملها في مراكز الترحيل.. ماذا يجري في قيصري التركية؟
في أعزاز الأسعار أعلى
في أعزاز تبدو الأسعار أعلى قليلاً من الدانا وماحولها، وتبدأ من 40 دولاراً وحتى الـ 200 دولار، وفق ما قال لروزنة، أحد العاملين في مهنة العقارات، فيما المنزل المفروش يبلغ إيجاره 300 دولار.
ويوضح أنّ الكثير من العائلات والشباب العائدين من تركيا لا أموال لديهم ولا قدرة لديهم على الاستئجار، وبخاصة من رحل قسرياً، أموالهم بقيت في تركيا، ويضطر البعض للنوم في المساجد بسبب الوضع المادي المتردي.
ويشتكي الكثير من السوريين العائدين إلى مناطق في شمال غربي سوريا من قلة فرص العمل إضافة ارتفاع الإيجارات، وفق شهادات أشخاص عادوا مؤخراً لروزنة.
وفي تقرير لـ"منسقو الاستجابة" مطلع حزيران الماضي، قال إن حد الفقر في شمال غربي سوريا ارتفع إلى 10 آلاف و378 ليرة تركية، فيما وصل حد الفقر المدقع إلى نحو 9 آلاف ليرة، لافتاً إلى أن العائلات الواقعة تحت حد الفقر تبلغ نسبتها 91.16 بالمئة.
ووصلت معدلات البطالة العامة بين المدنيين خلال شهر أيار الماضي إلى 88.79 بالمئة بشكل وسطي، في وقت تصل فيه الحدود الدنيا للأجور بين 90 و145 يومياً.