تقارير | 13 07 2024
نور الدين الإسماعيلكشف فريق "منسقو استجابة سوريا" المتواجد في شمالي غربي سوريا، اليوم السبت، أن انخفاض كميات المساعدات الإنسانية المقدمة لأهالي المنطقة تسبب بارتفاع معدلات الفقر، في ظل تراجع القدرة الشرائية لدى السكان.
وقال الفريق في تقرير نشره على الصفحة الرسمية في فيسبوك، إن انخفاض كمية المساعدات الإنسانية الواردة عبر الحدود إلى الداخل السوري، منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم، من المعابر الحدودية، نتيجة نقص عمليات التمويل، أدى إلى زيادة المعدلات المختلفة (للفقر).
واعتمد الفريق المحلي في تحديد حدود الفقر المذكورة بناء على سعر الصرف، وكمية الاحتياجات وأسعار المواد ضمن السوق المحلية، ومدى قدرة السكان على الشراء.
معدلات الفقر والبطالة
في تقريره أفاد فريق "منسقو استجابة سوريا" أن حد الفقر المعترف به ارتفع إلى قيمة 10 آلاف و791 ليرة تركية، في حين ارتفاع حد الفقر المدقع إلى قيمة 9 آلاف و33 ليرة تركية.
وأوضح أن نسب حدود الفقر والجوع، حافظت على مستوياتها السابقة بشكل تقريبي مقارنة بالشهر السابق، حيث تضمن حد الفقر 91.16 في المئة، وحد الجوع 40.90 في المئة.
اقرأ أيضاً: عطلة العيد تقيض أجور عمال اليومية بين الخسارة المالية والربح المؤقت
وبحسب التقرير، ارتفعت معدلات البطالة العامة بين المدنيين خلال شهر حزيران الماضي، بمقدار 88.82 في المئة، بشكل وسطي.
وأوضح أن تسريح آلاف الموظفين العاملين في المنظمات الإنسانية، منذ بداية العام الحالي، نتيجة نقص الدعم المقدم، وتوقف مئات المشاريع، تسبب في زيادة عدد الأشخاص غير العاملين في المنطقة.
وقدّر الفريق عدد الموظفين الذين "تم تسريحهم منذ بداية العام الجاري"، أكثر من 4 آلاف موظف، وتأثر بهذه الخطوة أكثر 93 ألف شخص من الموظفين وعائلاتهم.
ارتفاع الأسعار
وصف تقرير "منسقو الاستجابة" القدرة الشرائية لدى الأهالي في شمالي غربي سوريا، بأنها تعاني من "عجز واضح"، مشيراً إلى بقائهم في "حالة فشل وعجز على مسايرة التغيرات الدائمة في الأسعار".
وكشف أن ارتفاع الأسعار "يتجاوز قدرة تحمل المدنيين لتأمين الاحتياجات اليومية، حيث شهدت المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد، بنسب متفاوتة مقارنة ببداية العام الحالي ونهاية حزيران".
ورصد الارتفاع في أسعار الغذاء بنسبة 36.3 في المئة، وأسعار الحبوب بنسبة 31.4 في المئة، وأسعار القمح بنسبة 28.7 في المئة، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 37.9 في المئة، وأسعار الألبان بنسبة 16.2 في المئة، وأسعار اللحوم بأنواعها بنسبة 19.4 في المئة، وأسعار الخضار والفاكهة بنسبة 31.7 في المئة.
وأشار التقرير إلى أن الحدود الدنيا للأجور مازالت في موقعها الحالي، "مع الأخذ بعين الاعتبار أسعار الصرف الحالية، حيث لم تشهد أي زيادة ملحوظة".
وتراوحت الزيادات مع تغير سعر الصرف بين 70 - 135 ليرة تركية.
تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود
قالت الأمم المتحدة، إن حكومة النظام السوري وافقت على تمديد تسليم المساعدات الإنسانية من تركيا عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، لمدة 6 أشهر إضافية حتى الـ 13 من كانون الثاني 2025.
واعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير، يوم الخميس الماضي، أن هذا التمديد ضروري لعملية الأمم المتحدة عبر الحدود، والتي تظل شريان حياة للأشخاص في شمال غربي سوريا.
تخفيض كمية المساعدات
وفي أواخر العام الفائت، أعلن "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة، إنهاء المساعدات الغذائية المقدمة لجميع أنحاء سوريا في كانون الثاني 2024، بسبب "أزمة التمويل"، مع الحفاظ على مواصلة دعم الأطفال والمزارعين والمتضررين من الكوارث الطبيعية.
وبحسب بيان صادر عن "برنامج الغذاء"، نقلته وكالة "فرانس برس"، فإنّ "المستوى القياسي للاحتياجات الإنسانية على مستوى العالم ترتب عليه عدم قدرة الجهات المانحة على تقديم المستوى ذاته من الدعم"، ما أدى إلى تقليص برنامج مساعداته في سوريا.