تقارير وتحقيقات | 21 05 2024
نور الدين الإسماعيل
قررت "الشركة السورية للاتصالات" التابعة لـ"وزارة الاتصالات" في حكومة النظام السوري قطع الإنترنت والاتصالات الخلوية أثناء فترة تأدية الامتحانات العامة، المقررة شهر حزيران القادم، بناء على طلب مقدم من "وزارة التربية".
ونشرت صحيفة "الوطن" المحلية بياناً صادراً عن "الشركة السورية للاتصالات" حددت من خلاله برنامج قطع الاتصالات الخلوية والإنترنت، خلال امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية.
وبررت الشركة بأن قرارها جاء "استجابة لطلب وزارة التربية، وحرصاً على مستقبل أبنائنا الطلبة، من أجل تحقيق العدالة والنزاهة في سير العملية الامتحانية للشهادة الثانوية والإعدادية بمختلف فروعها للدورة الأولى لعام 2024".
روزنة سألت شريحة عشوائية في دمشق حول رأيهم بالقرار، وسط تأييد واضح لهذه الخطوة.
برنامج القطع
وفق بيان شركة الاتصالات فإن القطع لساعات محددة سيكون خلال تقديم امتحانات الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي.
وتضمن القرار قطع الاتصالات والإنترنت من الساعة السادسة وحتى التاسعة والنصف أثناء تقديم امتحانات شهادة التعليم الأساسي.
وبحسب القرار ستقطع الشركة الإنترنت والاتصالات من الساعة السادسة وحتى الساعة 11 ظهراً، أثناء تقديم امتحانات الشهادة الثانوية.
انتقادات
قرار شركة الاتصالات قوبل بآراء متباينة، إلا أن غالبها كانت منتقدةً، حيث اعتبر أصحاب تلك الآراء أنه "حل ناقص" وغير مدروس.
اقرأ أيضاً: إلغاء أتمتة امتحانات الثانوية السورية المفاجئ.. كيف استقبله الطلاب والمعلمون؟
وقالت لروزنة ابتهال من مدينة دمشق، وهي والدة طالب في الصف التاسع، إنها تؤيد إجراء رقابة على العملية الامتحانية، "لكن ليس بهذه الطريقة".
وأوضحت السيدة أن الحل الجذري يكون عبر "وقف تسريب الأسئلة قبل الامتحان من قبل مسؤولي الامتحانات، وتشديد الرقابة داخل القاعات الامتحانية، ومعاقبة كل من يثبت تورطه بتسريب الأسئلة مهما كانت صفته أو منصبه".
بدوره اعتبر المعلم خالد (اسم مستعار) أن هذا القرار بمثابة "عدم ثقة" بحق مراقبي الامتحانات والمعلمين ومدراء المراكز الامتحانية.
وأوضح لروزنة: "جميعنا مع تشديد الرقابة الامتحانية، لكن هذا القرار يسيء للمراقبين والمعلمين، عبر وصفهم بعدم النزاهة بطريقة غير مباشرة".
تأييد للقرار
في المقابل أيد بعض الأهالي والطلاب القرار، كونه يحد من عملية الغش في الامتحانات، فلا يتساوى الطالب المجتهد بالطالب الكسول، وفق رأيهم.
واعتبر الطالب في الثانوية العامة علي الأحمد من مدينة دمشق أنه قرار جيد، مطالباً بمزيد من القرارات التي تحد من الغش في الامتحانات العامة.
وأضاف الطالب لروزنة: "أنا أمضيت العام في تعب وجهد كبيرين، ومن حقي الحصول على مقعد جامعي يليق بتعبي، وأن لا يسابقني عليه طالب أمضى عامه باللهو ثم استفاد من الغش ليأخذ مني ذلك المقعد"، وختم "ما قصروا".
تخبط في القرارات
في شهر كانون الأول الماضي، أصدرت وزارة التربية والتعليم في حكومة دمشق قراراً يقضي باعتماد نظام الأتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة بكافة فروعها، للعام الدراسي 2023 – 2024، وإلغاء الدورة الامتحانية الثانية (التكميلية).
وفي نهاية شهر كانون الثاني، تراجعت الوزارة عن قرار اعتماد نظام الأتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي الجاري.
وبررت "حكومة دمشق" بأنه وبعد "مناقشة مستفيضة" وافقت على مقترح وزارة التربية بتطبيق نهج الامتحانات المؤتمتة للشهادة الثانوية، بدءاً من العام الدراسي المقبل (2024-2025) وبشكل متدرج، والاستمرار باعتماد النهج التقليدي المقالي في امتحانات الشهادة الثانوية للعام الحالي 2023-2024.
وقال وزير التربية، محمد مارديني، في مقابلة مصوّرة، مبرراً بأنهم عملوا على تقييم نتائج الامتحانات الانتصافية التي طبقوا فيها نظام الأتمتة لمواد الرياضيات واللغة العربية والفلسفة، وأظهرت النتائج إشكالية في طريقة التعاطي مع الإجابات.
وفي مطلع العام الجاري، أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسوماً ينص على السماح لطلاب الشهادة الثانوية العامة بمختلف فروعها بالتقدم لدورة امتحانية واحدة فقط خلال العام الدراسي الواحد، وذلك بعد 12 عاماً على العمل بنظام الدورة التكميلية لامتحانات الشهادة الثانوية.
