لبنان: وصول دفعات من اللاجئين السوريين إلى بلادهم.. و"العفو الدولية" تحذّر

لبنان: وصول دفعات من اللاجئين السوريين إلى بلادهم.. و

تقارير وتحقيقات | 14 05 2024

نور الدين الإسماعيل

وصلت صباح اليوم الثلاثاء، إلى سوريا دفعات جديدة من اللاجئين السوريين في لبنان، بالتزامن مع تحذيرات أطلقتها منظمة العفو الدولية من "العودة القسرية"، ورد حزب "القوات اللبناني" على المنظمة الأممية واتهامها بالتزوير.

وذكرت وكالة "سانا" أن دفعة جديدة من "المهجرين السوريين العائدين من لبنان" وصلت صباح اليوم إلى سوريا، عبر معبر الزمراني بريف دمشق، إضافة إلى دفعة سبقتها دخلت من معبر معبر جوسيه بريف حمص.

بدورها، نقلت "الوكالة اللبنانية للإعلام" أن عدد العائدين اليوم 330 شخص من السوريين في لبنان، بينهم 214 من اللاجئين في عرسال و10 في البقاع، رافقهم عناصر من قوى الأمن التابعة للنظام السوري داخل الأراضي السورية، إلى قرى في القلمون الغربي وريف دمشق والعاصمة دمشق.

المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، قال للوكالة إن "القافلة تشكل بداية وانطلاقة جديدتين لمسار طويل يتطلب رعاية رسمية، ومتابعة وتواصل مع الجانب السوري ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لحسن التنفيذ ووضع هذا الملف على سكة الحل النهائي".

العفو الدولية تحذّر

أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها من استئناف الأمن العام اللبناني إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، محذرة من مخاطر العودة "القسرية"، في ظل عدم توفر شروط العودة الطوعية.

وقالت المنظمة في سلسلة تغريدات على منصة "X" أمس: "الأنباء التي تفيد بأن مديرية الأمن العام اللبناني ستستأنف العودة الطوعية للّاجئين السوريين مثيرة للقلق نظراً للضغوط القاسية التي يواجهونها في لبنان".

وأشارت المنظمة الحقوقية الدولية إلى أن سوريا ما تزال غير آمنة، مضيفة: "سبق أن وثّقنا ما واجهه اللاجئون السوريون من تعذيب وعنف جنسي واختفاء قسري واعتقال تعسفي بعودتهم".

سياسات تقييدية

اعتبرت "العفو الدولية" أن السلطات اللبنانية اعتمدت سياسيات تحاول الضغط على اللاجئين السوريين من أجل إجبارهم على العودة إلى سوريا.

وأضافت: "اعتمد لبنان سلسلة من السياسات التقييدية المصممة للضغط على اللاجئين للعودة إلى سوريا، بما فيها القيود على الإقامة والعمل والتنقل".

وبحسب المنظمة الدولية فإن مثل هذه القيود تثير مخاوف بشأن قدرة اللاجئين على تقديم موافقتهم الحرة والمستنيرة.

وذكّرت بأن القانون الدولي يحظر الإعادة القسرية "البنّاءة"، موضحةً بأنها "التي تحدث عندما تستخدم الدول وسائل غير مباشرة لإجبار الأفراد على العودة إلى مكان يكونون فيه عرضة لخطر حقيقي بالتعرّض لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

واتهمت السلطات اللبنانية بتعمد تعريض اللاجئين السوريين لخطر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، عبر تسهيلها تلك العودة، مذكّرة الجانب اللبناني بضرورة احترام التزاماته بموجب القانون الدولي، ووقف خططه لإعادة اللاجئين السوريين بشكل جماعي.

حزب "القوات اللبنانية" يرد

رد حزب "القوات اللبنانية" على تصريحات منظمة "العفو الدولية"، متهماً إياها بـ"تزوير الحقائق".

وقال الحزب في بيان نشرته "الوكالة الوطنية للإعلام" إن منظمة العفو الدولية تعمل على "تزوير الحقائق والوقائع بهدف إبقاء السوريين في لبنان، رغم إجماع اللبنانيين على أنه آن أوان عودتهم إلى بلدهم أو ترحيلهم إلى دول أخرى".

ووصف البيان وجود السوريين في لبنان بأنه "غير شرعي"، مضيفاً: "فالأمور وصلت إلى الخط الأحمر والوجود السوري غير الشرعي في لبنان بات خطراً آنيّاً محدقاً يهدّد لبنان في وجوده وهويته ومصلحته الوطنية العليا".

ودافع البيان عن ممارسات السلطات اللبنانية بالقول: "أي دولة تحترم نفسها وسيادتها وقوانينها تقوم تماماً بما يقوم به لبنان اليوم، ولو متأخراً، تجاه أي صاحب وجود غير شرعي وبلا أوراق.

وأضاف بأن ما يقوم به لبنان هو تطبيق القانون على أي أجنبي وليس "سلسلة إجراءات قسرية للضغط على السوريين للعودة".

وزعم البيان أن عدد السوريين المعارضين للنظام السوري في لبنان "لا يتعدى بضعة آلاف"، مقترحاً إعادتهم إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، معتبراً أنها "مناطق آمنة"، في حين اقترح إعادة عير المعارضين إلى مناطق سيطرة الأخير.

"عودة طوعية" بالإكراه!

نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن مصادر خاصة، أن قوات من الجيش اللبناني داهمت قبل يومين مخيماً يأوي لاجئين سوريين في بلدة بر الياس في لبنان، واعتدت عليهم بالضرب والإهانات.

ووفق "المرصد" فإن عناصر الجيش اللبناني اعتدوا على أكثر من 100 لاجئ سوري، إضافة إلى تكسير بطاقاتهم الشخصية وإتلاف أوراقهم الثبوتية الرسمية وتوجيه الشتائم لهم، قبل أن تجري عملية تقلهم بسيارات خاصة بقوات الجيش اللبناني وترحيلهم بشكل قسري إلى الداخل السوري.

مناشدات

أطلق ناشطون سوريون مناشدات للمجتمع الدولي من أجل إنقاذ المعتقلين السياسيين السوريين المتواجدين في السجون اللبنانية، والذين تنوي السلطات اللبنانية تسليمهم للنظام السوري.

وطالب الناشط السياسي السوري مهند شهاب الدين بضرورة إنقاذ المعتقلين السياسيين قبل تسليمهم للنظام السوري، الأمر الذي يهدد حياتهم.

وناشد شهاب الدين في مقطع فيديو المجتمع الدولي بعدم تسليم المعتقلين السوريين للنظام السوري، مقترحاً ترحيلهم إلى دول أخرى، أو مناطق سورية خارجة عن سيطرة النظام.

النظام السوري يضع شروطاً

نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وزير لبناني فضل عدم الكشف عن اسمه أن النظام السوري يعرقل التوصل لاتفاق حول عودة اللاجئين، بوضعه شروطاً "لا قدرة للحكومة اللبنانية على تلبيتها".

وأوضح الوزير اللبناني بأن النظام السوري يشترط لإعادة اللاجئين إعادة إعمار سورية، بذريعة أن التحالف الدولي هو من دمّرها بدعمه الإرهاب، ورفع العقوبات المفروضة على النظام السوري، وانسحاب القوات الأجنبية من أراضيها، ودعوته إلى حضور المؤتمرات الدولية المخصصة للبحث في اللجوء السوري.

وأضاف بأن الشروط السورية تصطدم برفض أمريكي - أوروبي، انطلاقاً من إصرارهما على مقاطعة النظام السوري، وعدم الدخول معه في تطبيع للعلاقة، وهذا ما يفسر ترددهما في تحديد أماكن آمنة لعودة اللاجئين.

وبحسب الأمم المتحدة، يعيش في لبنان مليون ونصف المليون لاجئ سوري، يعيش 90 بالمئة منهم في حالة فقر مدقع، في وقت يواجه لبنان أسوأ أزمة اجتماعية واقتصادية منذ عقود.

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض