تقارير | 5 05 2024

نفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، التابعة للأمم المتحدة، وجود أية أجندة خفية لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، إثر إعلان الاتحاد الأوروبي تقديم دعم مالي للحكومة اللبنانية، مؤكدة على دعمها للعودة الطوعية الآمنة والكريمة للاجئين إلى بلادهم.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن ممثل المفوضية في لبنان، إيفو فرايسن، قوله: "لا توجد مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، كما أنه لا توجد أجندة خفية في هذا الشأن".
وأضاف فرايسن بأن المفوضية تدعم العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين، حيث "كانت دائماً شفافة جداً بشأن موقفها القائل إن الأمم المتحدة، بما في ذلك مفوضية اللاجئين، لا تعوق عودة اللاجئين إلى سوريا".
اقرأ أيضاً: طلباً للفدية.. انتهاك بحق سوري مختطف في لبنان باستخدام الكهرباء
وبحسب المتحدث فإن المفوضية ستدعو خلال مؤتمر بروكسل القادم إلى زيادة الدعم إلى داخل السوري، إضافة إلى البلدان المجاورة لسوريا، عبر حث المجتمع الدولي على استكشاف ما هو ممكن فيما يتعلق بالتعامل بشأن سوريا.
الدعوة إلى تهيئة الظروف
توضيحاً لموقف المفوضية من عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، اعتبر المتحدث فرايسن أن تلك العودة يجب أن تقترن بظروف مواتية تضمن سلامتهم وكرامتهم.
وحمّل النظام السوري مسؤولية ذلك، قائلاً: "إذا أرادت سوريا والمجتمع الدولي عودة مزيد من اللاجئين، فتجب تهيئة ظروف العودة بشكل أكبر، وهذه مسؤولية تقع على عاتق السلطات السورية".
وأشار إلى أن المفوضية تبذل قصارى جهدها للمشاركة بشكل بنَّاء، مضيفاً: "لكن الأمر يتطلب أكثر بكثير من جهود المفوضية حصراً، ومن الواضح أن هذا أمر يتجاوز نطاق وكالة تابعة للأمم المتحدة، ونتوقع أن تلتف الدول الأعضاء حول هذه القضية، وأن تجد طريقة لإجراء حوار بنَّاء حول هذا الموضوع".
مخاوف
تحدث فرايسن عن مخاوف اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم في الظروف الحالية، مشيراً إلى ضرورة تأمين البيئة المناسبة للعودة.
واعتبر أن "غالبية اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى سوريا، والسؤال ليس إذا كان ذلك ممكناً، بل متى، إذ إن معظمهم يقولون للمفوضية إنهم ما زالوا يشعرون بالقلق بشأن السلامة والأمن والمأوى والوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش".
وأوضح أن الخوف من الاعتقال والاحتجاز بعد العودة، وعدم القدرة على معرفة ما سيكون عليه الواقع بما يتعلق بالخدمة العسكرية، يشكلان أيضاً مصدراً للقلق لدى اللاجئين.
مساعدات
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس الماضي، من العاصمة اللبنانية بيروت تقديم مساعدات بقيمة مليار يورو دعماً لاستقرار لبنان، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".
وقالت رئيسة المفوضية في مؤتمر صحفي: "أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة بدءاً من هذا العام حتى 2027، من أجل المساهمة في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يعوّل على تعاون لبنان "الجيد لمنع الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين انطلاقاً من لبنان".
"رشوة"!
تلك المساعدات لقيت انتقاداً واسعاً من بعض السياسيين اللبنانيين، حيث اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، أنها غير منصفة، قائلاً: "كيف تقبلون بمليار يورو على 4 سنوات. أنتم رخصاء إلى هذه الدرجة. هناك أراض شاسعة في سوريا تستوعب كل النازحين. لو دفع المليار للنزوح لعاد قسم كبير منهم إلى سوريا".
ووصف النائب اللبناني مارك ضو المساعدات بأنها "رشوة مالية بـ 250 مليون يورو لـ4 سنوات، هي لشراء سكوت الدولة اللبنانية، وليست حلاً"، وذلك في منشور له على منصة "X".
بدوره رد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في بيان، على تلك الاتهامات موضحاً أنها تندرج ضمن إطار "هبة غير مشروطة"، معتبراً أنها خاصة بلبنان واللبنانيين فقط، لدعم القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً.
وبحسب الأمم المتحدة، يعيش في لبنان مليون ونصف المليون لاجئ سوري، يعيش 90 بالمئة منهم في حالة فقر مدقع، في وقت يواجه لبنان أسوأ أزمة اجتماعية واقتصادية منذ عقود.