تقارير وتحقيقات | 26 03 2024

اعتاد السوريون على عدد من الأطعمة والمشروبات الخاصة بشهر رمضان والتي تحولت إلى تراث رمضاني منتشر في مختلف المحافظات السورية، كالمعروك (نوع من المعجنات الطرية)، ومشروبات العِرق سوس والتمر الهندي والجلاب، والتي تسبب ارتفاع أسعارها بغيابها عن الموائد اليومية لعدد من الأسر السورية.
كغيرها من المواد الغذائية، تأثرت تلك الأطعمة والمشروبات التراثية بالأزمات الاقتصادية التي يعاني منها السوريون في مختلف مناطق السيطرة، وتدهور قيمة العملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي.
أسعار مضاعفة
يعيش في شمالي غربي سوريا سوريون من غالبية المحافظات السورية، ما يعني اجتماع العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية السورية في بقعة جغرافية صغيرة.
ارتفعت أسعار الأطعمة والمشروبات الرمضانية في شمالي غربي سوريا بشكل ملحوظ وكبير، بعضها تضاعفت أسعارها بنسبة 100 في المئة، حيث يتراوح سعر المعروك في أسواق إدلب بين 20 و70 ليرة تركية (الدولار الواحد يساوي 33 ليرة تركية)، حسب الحشوة ونوعية وحجم القطعة.
وكانت أسعار المعروك تتراوح خلال شهر رمضان الماضي بين 10 و35 ليرة تركية، حسب الحجم والحشوة، حيث كان سعر صرف الليرة التركية مقال الدولار يساوي في تلك الفترة 19 ليرة للدولار الواحد.
وتبيع بعض محلات المعجنات المشهورة في منطقتي الدانا وسرمدا قطعة المعروك المحشوة بالجبن بمبلغ 100 ليرة تركية، وهي لا يمكن للعاطلين عن العمل أو أصحاب الدخل المتدني والمتوسط ارتيادها، اذ تحتاج نسبة واسعة من عمال المياومة لدفع أجر يوم كامل مقابل "معروكة بالجبن" واحدة فقط.
ويتراوح سعر كيس المشروبات (ليتر تقريباً) بين 10 و 15 ليرة تركية، وتختلف الأسعار بحسب حجم الكيس وكمية المشروب ونوعيته، حيث يعتبر الجلاب الأعلى ثمناً مع التمر الهندي 15 ليرة، و10 ليرات لكيس العرق سوس.
وإذا أرادت عائلة متوسطة مكونة من خمسة أفراد شراء معروكة واحدة بدون حشوة (سادة) وكيس تمر هندي (على سبيل المثال)، بشكل يومي فإن رب الأسرة يجب أن يدفع يومياً 35 ليرة تركية، إذا لم ينوع في المشروبات واكتفى بنوع واحد فقط.
وبحساب لمجموع ما سيدفعه رب الأسرة خلال شهر رمضان فقط ثمن معروك وتمر هندي فإن المبلغ يصل إلى 1050 ليرة تركية على أقل تقدير، وهو أمر صعب بالنسبة لعائلة لديها احتياجات أخرى أكثر أهمية وضرورة وإلحاحاً، حيث لا يوجد معدل ثابت للرواتب والأجور في المنطقة.
تلك الأسعار حافظت على قيمتها منذ بداية شهر الصيام وحتى اليوم، فلم تشهد ارتفاعاً ولا انخفاضاً منذ اليوم الأول لدخول شهر رمضان.
إقبال ضعيف
نتيجة لانهيار قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي خلال عام، في مناطق سيطرة النظام السوري، والذي وصل إلى 14 ألف ليرة سورية، شهدت أسعار مختلف المواد ومنها الغذائية، ارتفاعاً كبيراً مع حلول شهر رمضان.
ويبلغ سعر الليتر الواحد من التمر الهندي أو ليتر العِرق سوس في مدينة دمشق 13 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب دولار، مع فروقات بسيطة بين منطقة وأخرى.
وبنفس الطريقة تضاعفت أسعار المعجنات الرمضانية لهذا العام، حيث يتراوح سعر القطعة الواحدة من المعروك السادة بين 12 و 20 ألف ليرة سورية، حسب حجم القطعة، ويضاف 5 آلاف لكل قطعة محشوة بالعجوة أو الشوكولا، والمحشوة بعجوة لشخصين 25 ألف ليرة، وفق تقرير لموقع "غلوبال".
وبحسب التقرير فقد كانت تباع قطعة المعروك الواحدة بدون حشوة العام الفائت بـ6 آلاف ليرة سورية، في حين كان يتراوح سعر القطعة المحشوة بعجوة لشخصين العام الفائت بين 8 و 10 آلاف ليرة سورية.
ونقل التقرير عن ممدوح البقاعي، رئيس جمعية المخابز والمعجنات بدمشق قوله: "تراجعت كميات البيع بشكل كبير، وصلت النسبة إلى 70 في المئة، والجمود يغلب على الأسواق، فمن كان يعجن 100 كيلو طحين للمعروك، خفض كمياته إلى 30 كيلو فقط، والحركة تقتصر على ساعة قبيل المغرب وباقي النهار الحركة معدومة".
وبنفس القياس، إذا أراد رب أسرة متوسطة تعيش في دمشق شراء قطعة معروك واحد بدون حشوة وليتر عرق سوس يومياً، فهو بحاجة إلى دفع مبلغ 990 ألف ليرة سورية خلال الشهر، علماً أن سقف الرواتب بعد زيادتين بنسبة 150 في المئة لم يتجاوز 469410 ليرة سورية للفئة الأولى من موظفي الدولة، و414 ألف ليرة للفئة الثانية.
شمال شرق
بالانتقال إلى مناطق مناطق شمالي شرقي سوريا تتراوح أسعار المعروك في مدينة الرقة بين 20 و 40 ألف ليرة سورية، أيضاً بحسب حجم القطعة ونوعية الحشوة التي تتكون إما من التمر أو القشطة أو الجبن، حسب رصد روزنة.
وفي مدينة الحسكة يتراوح سعر القطعة الواحدة من المعروك بين 8 و20 ألف ليرة سورية، بحسب حجم القطعة وحشوتها.
ويبلغ سعر ليتر العرق سوس والتمر الهندي في مدينة الرقة 2000 ليرة سورية.