تقارير | 24 03 2024

تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الهجوم المسلح على مركز التسوق "كروكوس سيتي" في ضواحي العاصمة الروسية موسكو، الجمعة الماضي، ما تسبب بمقتل أكثر من 133 شخصاً، وإصابة 152 آخرين.
ونقلت وسائل إعلام عالمية، منها "رويترز" عن وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة على تطبيق تلغرام، تبني العملية دون تقديم أدلة تدعم تلك المزاعم.
تحذيرات أمريكية
ذكرت شبكة "CNN" أن الولايات المتحدة الأمريكية حذرت روسيا من احتمالية تعرضها لهجوم، حيث قالت السفارة الأمريكية في موسكو، في وقت سابق من هذا الشهر، إنها "تراقب التقارير التي تفيد بأن المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو"، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.
اقرأ أيضاً: روسيا تكشف اعترافات أولية لمنفذي هجوم "كروكوس": العملية مقابل المال!
وبحسب الشبكة، فقد حذرت السفارة الأمريكيين من تجنب التجمعات الكبيرة، وفي يوم الجمعة، وفي أعقاب التقارير عن الهجوم على قاعة مدينة كروكوس، نصحت المواطنين الأمريكيين بعدم السفر إلى روسيا.
وتضيف الشبكة أنه "في شهر تشرين الثاني، كان هناك تدفق مستمر من المعلومات الاستخبارية التي تفيد بأن تنظيم داعش-خراسان كان مصمماً على مهاجمة روسيا، وفقاً لمصدرين مطلعين على المعلومات".
ونقلت عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون قولها إن الحكومة الأمريكية لديها معلومات حول هجوم مخطط له في موسكو، من المحتمل أن يستهدف تجمعات كبيرة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، وأن هذا هو ما دفع وزارة الخارجية إلى إصدار التحذير العام.
من هم "داعش-خراسان"؟
تُعرف مناطق أفغانستان وإيران وباكستان باسم "خراسان" وفق التسمية القديمة للمنطقة، وقد حمل التنظيم الجديد ذلك الاسم منذ تأسيسه عام 2014.
وقالت شبكة "CNN" إن "داعش-خراسان"، هو فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي ينشط في أفغانستان والمنطقة المحيطة بها، ويرمز له "ISIS – K".
ونقلت قناة "الحرة" عن الباحث المتخصص في شؤون الحركات المسلحة، أحمد سلطان قوله إن "نشأة داعش-خراسان، كانت عبارة عن انسلاخ مجموعة من طالبان في أواخر 2014، حيث نشر في حينها 12 قيادياً من طالبان باكستان وأفغانستان مقطعاً مصوراً يبايعون فيه أبو بكر البغدادي".
وأضاف الباحث بأن البغدادي، حينها، "عيّن حافظ سعيد خان واليا عليهم، وبدأت بعد ذلك تجمع مكونات تضم متطرفين ناقمين على طالبان، ومتطرفين آخرين كانوا في تنظيمات متشددة مختلفة لتضم مجموعات جاءت من العراق وسوريا العديد من المناطق".
وأوضح أن تنظيم داعش يتوسع في تكفير الجماعات الإسلامية الأخرى، وعلى سبيل المثال يعتبر حركة طالبان "حركة وطنية مرتدة"، حتى أن "إحدى تبريرات تكفير داعش لطالبان تعود إلى أن الحركة قد تقاتل داعش-خراسان في المستقبل، وتمنع التنظيم من إقامة دولته الإسلامية".
ويقود التنظيم في "داعش-خراسان" أميره المدعو "شهاب المهاجر"، وذلك منذ عام 2020، في حين يعتبر "مولوي رجب" قيادياً بارزاً في التنظيم والمخطط لهجمات التنظيم وعملياته، بحسب "الحرة".
عمليات سابقة للتنظيم
ذكرت وكالة "رويترز" في تقرير سابق لها أن التنظيم شن هجمات سابقة في أفغانستان وخارجها.
ووفق الوكالة، فقد أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري عام 2022، تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابول.
وأضافت بأن التنظيم مسؤول عن هجوم على مطار كابول الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جندياً أمريكياً وعشرات المدنيين، خلال عملية الإجلاء الأمريكية الفوضوية من أفغانستان.
وقال للوكالة مايكل كوجلمان من مركز ويلسون الذي مقره واشنطن إن تنظيم "الدولة الإسلامية" ولاية خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار".
وبحسب رأي كوجلمان فإن المجموعة تضم أيضاً بين أعضائها عدداً من المسلحين في آسيا الوسطى، من الذين لديهم مظالمهم الخاصة ضد موسكو، وفق قوله.