تقارير وتحقيقات | 16 03 2024

في الذكرى 13 للثورة السورية، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن، أنّ 16.7 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وهو أكبر عدد من المحتاجين منذ بدء الحرب، مؤكداً أن التوصل إلى حل سياسي يعيد الأمل للسوريين الذين يعانون من التدهور الاقتصادي.
وقال بيدرسن في بيان، نشر على موقع "الأمم المتحدة"، أمس الجمعة، إن هناك أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري يعيشون في الدول المجاورة وأكثر من سبعة ملايين نازح داخل سوريا.
ويشتكي معظم السوريين من ارتفاع الأسعار والفقر في ظل انخفاض الأجور والرواتب، حيث انخفضت قيمة الليرة السورية إلى 13400 مقابل الدولار الواحد.
"أنام وأطفالي في بعض الأحيان بدون عشاء، أصبحت طريقة معيشتنا لا تصدق، نسعى يومياً لأن نكون على قيد الحياة فقط بدل الموت جوعاً" تقول منى لروزنة وهي سيدة سورية مقيمة في مدينة حمص.
تقيم منى مع زوجها وأطفالها الخمسة، في منزل بدل إيجاره 350 ألف ليرة سورية، ليسوا قادرين في بعض الأحيان على تأمينه ما يضطرهم للاستدانة، ويعمل زوجها في أرض زراعية، وبسبب أحوال الطقس المتقلبة لا يعمل في أوقات كثيرة.
حتى تأمين الإفطار في رمضان تجد منى صعوبة في تأمينه، تقول: "أبحث دائماً عن أرخص المواد الغذائية مثل البطاطا، أعمل على سلقها لإطعام أطفالي، هذا أكثر من أستطيعه… الطعام السوري المعتاد نسيناه منذ زمن".
وتضيف بحزن وقهر: "طفلي الصغير البالغ من العمر خمس سنوات يكسر ظهري، يطلب دائما ما يشتهيه الأطفال ولا قدرة لي أنا وزوجي على تأمين طلباته".
أما عن المساعدات المقدمة من الجمعيات، تقول: "نذهب إليهم ويسجلون أرقامنا ويطلبون منا الانتظار، ولا أحد يتصل بنا لاحقاً، يوزعون المساعدات على مزاجهم".
وأواخر العام الفائت، خلصت دراسة نفذّها المكتب المركزي للإحصاء لدى حكومة النظام السوري، على أكثر من 34 ألف عائلة سورية، إلى أنّ معظم العائلات تكتفي بوجبتين يومياً، والبعض بوجبة واحدة، فيما لم ترصد الدراسة أي عائلة تحصل على ثلاث وجبات.
اقرأ أيضاً: حكومة دمشق: لا يوجد عائلة سورية تحصل على 3 وجبات يومياً
الحل السياسي لإعادة الأمل
السعي الثابت للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع هو القادر على إعادة الأمل للسوريين، الذين يواجهون معاناة متزايدة في ظل انهيار الاقتصاد، يقول المبعوث الأممي إلى سوريا.
وناشد بيدرسن جميع أطراف الصراع بإطلاق سراح كافة الأشخاص المحتجزين بشكل تعسفي بشكل فوري ودون قيد أو شرط، معتبراًَ أن معالجة قضية المعتقلين والمختطفين والمفقودين أمر ضروري لإعادة بناء الحياة، ولضمان مصداقية أي مسار سياسي نحو سلام مستدام، وفق البيان.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بمناسبة ذكرى الثورة السورية، أمس الخميس، مقتل أكثر من 231 ألف مدني، بينهم أكثر من 15 ألف قتلوا تحت التعذيب، واعتقال بشكل تعسفي واختفاء قسري لأكثر من 156 ألف شخص، وتشريد نحو 14 مليون شخص، وذلك منذ آذار 2011 وحتى آذار 2024.
وتحدث بيدرسن عن اللاجئين والنازحين بأنهم لا يزالون يفتقرون إلى لظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة وطوعية، مؤكداً أن مخاوفهم حول الحماية وسبل العيش أمور أساسية دون حل.
وشدد المبعوث الأممي على أنّه يجب على المجتمع الدولي توحيد الجهود للدفع باتجاه العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن 2254 الصادر عام 2015، واستئناف عمل اللجنة الدستورية، و المعالجة الشاملة لمجموعة كاملة من القضايا التي يجب حلها لإنهاء هذا الصراع.
العمل على بناء السلام في سوريا يجب أن يكون أولوية، وإلا فإن المؤشرات السلبية والقاتمة في كافة المجالات سوف تستمر خلال العام المقبل، وفق بيدرسن.