تقارير وتحقيقات | 26 02 2024
نور الدين الإسماعيلأطلق سكان مدينة بانياس الساحلية، خلال اليومين الماضيين، شكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من وجود روائح نفطية كريهة ومؤذية من مجاري الصرف الصحي التي تنتهي مصباتها في البحر.
وبحسب منشورات عدد من الأهالي في فيسبوك، فإن السلطات المحلية لم تعلن عن الأسباب التي أدت إلى انتشار الروائح، مطالبين بمعرفة الأسباب وإيجاد حلول توقف التسرب إلى مياه البحر.
"أكبر بؤرة تلوث"
طالب أهالٍ في بانياس السلطات المحلية بتوضيحات حول أسباب التلوث النفطي، والروائح الكريهة التي تنتشر في المدينة، متسائلين عن أسباب الصمت حول الموضوع الذي بدأ قبل يومين.
وقال مدير "مركز مكافحة التلوث" في بانياس، حسين شحادة، لإذاعة "المدينة إف إم" إن مصدر التلوث مجهول حتى اللحظة، واصفاً بانياس بأنها "أكبر بؤرة تلوث في الساحل السوري".
وأضاف المسؤول المحلي بأن المركز حدد مكان التلوث في ريكار الصرف الصحي جنوب مكسر ميناء بانياس والقريب منه، والذي يحمل إلى مياه البحر بقايا نفطية تسبب التلوث وتنشر الروائح الكريهة.
وأوضح أن السبب ربما يعود لضرر في أحد الخطوط التابعة للمحطة الحرارية (محطة توليد الكهرباء) في بانياس، نتيجة أعمال صيانة أجراها عمال البلدية في أحد خطوط الصرف الصحي القريبة من تلك الأنابيب، قبل أيام، دون الجزم بأن السبب يعود إلى ذلك.
وأشار إلى أن المركز حاول معالجة مشكلة التلوث بداية عبر وضع مواد مبددة في الريكار، إلا أنها لم تجدِ نفعاً، ما دفعهم لمد أنابيب ماصة للتلوث النفطي في مياه البحر، مضيفاً بأنها ليست حلاً نهائياً وفعالاً، في ظل استمرار التلوث وعدم توقفه.
اقرأ أيضاً: تسرّب النفط في شمال سوريا: تهديدات بيئية واقتصادية تواجه المزارعين
ورجح استمرار التسرب في ظل عدم معرفة المصدر والسبب الذي أدى إليه، وفشل جميع المحاولات للحد منه.
تلوث سابق
تكررت حوادث التسرب النفطي والتلوث في شاطئ بانياس خلال فترات ماضية، حيث توجد المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء على الشاطئ مباشرة، وتبعد مصفاة النفط في المدينة عن الشاطئ 800 متر تقريباً، والتي تستقبل شحنات النفط القادمة إلى سوريا، خصوصاً من إيران.
وفي عام 2021، أدى تسرب كمية كبيرة من الفيول، من أحد الخزانات التابعة لمحطة توليد كهرباء بانياس، نتيجة تصدع واهتراء، إلى تلوث البحر وشاطئ بانياس على امتداد عدة كيلو مترات ووصل بعضها إلى شاطئ جبلة، بحسب وكالة "سانا".
وقالت المديرية العامة للصناعات الدفاعية والفضاء التابعة للمفوضية الأوروبية، حينها، في تغريدة على منصة "X"، إن هناك "تسرب نفطي هائل ناجم عن التسرب من محطة توليد الكهرباء، ينتشر في البحر الأبيض المتوسط على طول الساحل السوري".
وحول حجم التلوث، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حينها، إن مساحة البقعة النفطية المسربة قبالة السواحل السورية، تعادل مساحة مدينة نيويورك الأمريكية، بينما تحدث مسؤولو البيئة في جمهورية قبرص الشمالية، عن تسرب 20 ألف طن من زيت الوقود من محطة "بانياس".