تقارير وتحقيقات | 16 02 2024

حالة من الخوف والهلع بين طلاب مدرسة فواز شنوان بمنطقة جديدة عرطوز الفضل في ريف دمشق، أمس الخميس، بعد حدوث حالة اختلاج لإحدى الطالبات وحالات إقياء وتشنج لـ 14 طالباً وطالبة في الصف السادس، إثر تلقيهم لقاحاً من مديرية الصحة المدرسية "اللقاح الثنائي الكهلي".
وبررت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية أنّ ما حدث كان سببه "الهلع" بين الطلاب نتيجة مشاهدة حالة الاختلاج الوحيدة.
"ابني كان في المدرسة وشاهد سيارة الإسعاف، لم نعرف ماذا حدث، لكن الواقعة كانت مخيفة، وبخاصة ما حدث مع الطلاب وحالات التشنجات والإقياء التي أصابتهم بعد تلقي اللقاح"، تقول أم أحمد، المقيمة قرب المدرسة في جديدة عرطوز لروزنة.
وأعلنت وزارة الصحة لدى حكومة النظام السوري، أنه تم الإبلاغ عن حالة اختلاج حدثت لطالبة في إحدى مدارس جديدة عرطوز بعد تلقيها لقاحاً من خلال أحد فرق مديرية الصحة المدرسية التي تنفذ حملة لقاح روتينية لطلاب الصف السادس، وفق وكالة "سانا".
وذكرت الوزارة في بيانها، أنّ الطالبة أسعفت إلى المستشفى لمتابعة حالتها، دون ذكر مزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أنّ جميع لقاحات وزارة الصحة آمنة وفعالة وموردة عن طريق المنظمات الدولية ومعتمدة منها.
وعلى الفور بدأت الوزارة بتشكيل لجنة طبية باشرت عملها لمعرفة السبب الدقيق لظهور آثار جانبية للقاح، وفق البيان.
رئيس بلدية جديدة الفضل، أيمن محمود، قال لإذاعة "شام إف إم"، إنّ 14 طالباً عانى من آثار تحسسية نتيجة تأثّرهم نفسياً بالحالة التي تعرّضت لها الطالبة.
وكانت الأعراض على شكل إقياء اختلاج وتشنجات، وفق محمود، لافتاً إلى أنّ حالتهم الصحية جيدة.
"لن أقبل بتلقيح ابني"
تقول أم أحمد لروزنة، أنّ جارتها وهي إحدى الأمهات اللواتي تعرّض طفلها لردة فعل تحسسية من اللقاح، رفضت الحديث عن الأمر، جوابها كان فقط: "الحمدلله".
وتضيف: "لكن سيدة أخرى كان ابنها غائباً عن المدرسة، شكرت الله أنه لم يكون موجوداً وقت إعطاء اللقاح للطلاب"، مؤكدة أنها لن تقبل أن يأخذ طفلها شيئاً قد يهدّد صحته كما حدث مع الآخرين.
وتخوّف أهالي الطلاب مما حدث، وعلق على فيسبوك عدد منهم، بأنهم حذّروا أطفالهم من الحصول على اللقاح.
تهكّم واسع وإنكار.. هل تأثروا نفسياً؟
وتهكّم سوريون من تصريح رئيس بلدية الفضل بأن الطلاب الذين تحسسوا من اللقاح كان نتيجة "تأثرهم نفسياً"، وطالبوا بتوضيح حقيقي لما حدث.
أحد الأطباء أبدا تعجبه أيضاً وكتب: "تحسسوا نتيجة تأثرهم نفسياً!! ديروا بالكن حدا يختلج قدام أولادكن يا جماعة".
350 ألف طالب تلقى اللقاح دون أعراض
مديرة الصحة المدرسية، هتون الطواشي، قالت لصحيفة "الوطن أونلاين" المحلية، إن ألماً بطنياً وتقيؤاً ودوخة ظهرت على الطلاب المعنيين وقد قدمت لهم الإسعافات الأولية وتحسّنت أحوال معظمهم، لكن عدداً منهم نقل إلى مركز صحي قريب من المدرسة حيث خضع لتدخلات طبية بسيطة، فيما نُقل ثلاثة آخرون إلى المستشفى بعد إصابتهم بحالات إغماء.
وبيّنت الطواشي، أنّ "سبب كلّ ما جرى هو الهلع"، وأكدت أنّ اللقاح الثنائي "آمن".
وتخطى عدد الطلاب الذين تلقّوا اللقاح حتى الآن 350 ألفاً، من دون أن تظهر أيّ أعراض جانبية عليهم، وفق الطواشي.
وبدأت مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية حملة التلقيح المدرسي لتلاميذ الصفين الأول والسادس الأساسي منذ الـ 29 من تشرين الأول الماضي، والتي تستمر على مدى أربعة شهور في كل المدارس ضمن مناطق النظام، وفق موقع "رئاسة مجلس الوزراء".
وتقدم الحملة لتلاميذ الصف الأول لقاح شلل الأطفال الفموي "نقطتان في الفم" ولقاح الثنائي الطفلي "أعلى الذراع"، ولتلاميذ الصف السادس لقاح الثنائي الكهلي "أعلى الذراع".
مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية، هتون الطواشي، ذكرت أنّ هذه الحملة سنوية تقوم بها مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الصحة بهدف حماية التلاميذ من الإصابة بالأمراض السارية، وهي المرحلة السابعة من برنامج التلقيح الوطني، موضحة أن الحملة تصل إلى 96 بالمئة من الأطفال في الصفين الأول والسادس.
الطبيبة راما حسن مديرة مستوصف أم هاني القرشي بالصحة المدرسية، ذكرت أن اللقاح يحمي من مرض الكزاز الذي يصيب الجهاز العصبي ويأتي عن طريق تلوث الدم نتيجة الجروح، ومرض الدفتيرية الذي يصيب الأغشية المخاطية للأنف والبلعوم ويؤدي إلى صعوبة بالتنفس والخناق، إضافة إلى مرض شلل الأطفال.