تقارير | 11 02 2024

خفّضت "حكومة الإنقاذ السورية" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" أسعار المواد النفطية المستوردة، بأنواعها، بما لا يتجاوز أجزاءً من السنت لكل مادة، وسط سخرية من قبل أهالٍ في شمالي غربي سوريا من تلك التخفيضات التي وصفوها بالـ"متواضعة جداً".
وكان المدير العام للمشتقات النفطية في "حكومة الإنقاذ"، أكرم حمودة، قد أعلن، مساء أمس السبت، تخفيض أسعار مواد المازوت المستورد والبنزين والغاز المنزلي اعتباراً من صباح الأحد، وذلك في تصريح لـ"وكالة أنباء الشام" التابعة للإنقاذ.
انخفاض رمزي
نشرت "وكالة أنباء الشام"، صباح اليوم الأحد، نشرة بالأسعار الجديدة للمحروقات والتي تضمنت التخفيضات التي أعلنها مدير المشتقات النفطية في "الإنقاذ"، مساء أمس.
اقرأ أيضاً: قبضة "تحرير الشام" على سوق المحروقات يزيد من معاناة الأهالي في فصل الشتاء
وبحسب النشرة الجديدة فقد أصبح سعر ليتر المازوت المستورد 1.028 دولاراً (31.868 ليرة تركية)، بدلاً من 1.078 (33.418 ليرة تركية).
وانخفض سعر ليتر البنزين إلى 1.235 دولاراً أمريكياً (38.285 ليرة تركية)، حيث كان قبل الانخفاض 1.279 دولاراً (39.649 ليرة تركية).
وشمل الانخفاض سعر أسطوانة الغاز المنزلي التي أصبحت بسعر 12.55 دولاراً (389.05 ليرة تركية)، بدلاً من 13 دولاراً (400 ليرة تركية).
"كتير هيك"
عبر خالد من أهالي إدلب لـ"روزنة" عن سخريته من "التخفيض المزعوم" الذي أقرته "الإنقاذ"، بقوله: "كتير هيك، ليش عذبوا حالهم، ما كان بدها كل هالطنة والرنة والإعلانات، ما خجلوا على نفسهم"؟!
واعتبر محمد بأن التخفيض الذي يبلغ ليرة ونصف على المازوت تقريباً لا يمثل شيئاً أمام احتياجات الأهالي الكبيرة، كما أنه لن يغير شيئاً في أوضاعهم المعيشية، حيث أنه مازال لا يمكنهم استخدام المازوت المستورد في التدفئة بسبب ارتفاع سعره.
"أنا قبل وبعد التخفيض ما فيني استخدم الأوروبي (المستورد) لا للسيارة ولا للتدفئة، ورح ضل اعتمد على المازوت المحسّن (المكرر بشكل بدائي) لسيارتي، علماً أن سعره غالٍ مقارنة بمناطق ريف حلب، ولكن ما في خيار تاني"، أضاف محمد.
"مقدمات لغلاء كبير"
بعض الأهالي في إدلب اعتبروا أن التخفيض الرمزي الذي أقرته "الإنقاذ" لا يتعدى كونه "إبر مخدر" ومقدمات لغلاء كبير قادم.
وفي هذا الخصوص قال لـ"روزنة" عبد الرزاق الذي يعيش في مدينة سلقين: "تعودنا على رفع الأسعار بعد كل تخفيض، ولن نتفاجأ إذا ارتفعت أسعار المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة، مع العلم أنه من المفترض أن تنخفض الأسعار أيضاً".
وأوضح أن الرسالة التي أرادت إيصالها "أن المواد التي تنخفض أسعارها عالمياً نخفضها في مناطقنا، في المقابل فإن ارتفاع الأسعار العالمي على المواد المستوردة سيقابله ارتفاع على أسعارها في الداخل"، مشيراً إلى أن "الارتفاع يكون كبيراً بينما الانخفاض رمزي وغير مؤثّر".
"وماذا عن المازوت المحلي"؟
أهال في مناطق سيطرة "حكومة الإنقاذ" طرحوا تساؤلات حول التخفيض الأخير الذي شمل المحروقات المستوردة فقط، دون أن يشمل المحروقات المكررة محلياً والتي تدخل إلى المنطقة عبر المعابر مع ريف حلب الشمالي.
ويدخل نوع من المازوت المكرر يدوياً ويطلق عليه اسم "المحسّن" إلى مناطق سيطرة "الإنقاذ" عبر معبري دير بلّوط والغزاوية، حيث تفرض رسوماً على دخولهما ما يؤدي إلى ارتفاع سعره على الأهالي الذين يستخدمونه للتدفئة إضافة إلى استخدامه كوقود للسيارات.
أخبرنا أبو أمجد أنه يضطر لاستخدام المازوت "المحسّن" بدلاً من المستورد، والذي يشتريه بـ0.631 دولاراً (19.5 ليرة تركية)، متسائلاً عن سبب عدم تخفيض سعره.
وقال الرجل الستيني لـ"روزنة": "طالما هناك انخفاض عالمي على أسعار الوقود، وهذا ما روجت له حكومة الإنقاذ، لماذا لم يخفضوا سعر المحلي منه، إضافة إلى تخفيض ضرائبهم على إدخاله إلى المنطقة، أم أن الضريبة ثابتة على حساب الناس البسطاء"؟
وكانت "روزنة" قد نشرت تقريراً الشهر الماضي عن دور "هيئة تحرير الشام" و"حكومة الإنقاذ" في زيادة معاناة الأهالي ضمن مناطق سيطرتها، عبر فرض ضرائب على دخول المازوت المكرر محلياً من مناطق ريف حلب الشمالي.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على سوق المحروقات في منطقة إدلب وريف حلب الغربي، حيث تعتبر هي المورّد الوحيد للمنطقة بالمحروقات، على اختلاف أنواعها، ما يجعلها تتحكم بالأسعار التي ترهق كاهل الأهالي الذين يعانون أساساً من واقع اقتصادي متردٍ.