تقارير وتحقيقات | 7 02 2024
إيمان حمراويفتاة قاصر، لم يمضِ على زواجها سوى ستة شهور، تفاجأت عائلتها، أمس الثلاثاء، بوفاتها، حيث أنهت حياتها شنقاً في منزل الزوجية بمدينة الباب شرقي حلب.
قال رئيس قسم الأمن الجنائي في مدينة الباب، محمد شحادة، لروزنة، إنّ الطفلة البالغة من العمر 16 عاماً، أقدمت على إنهاء حياتها، عصراً، في غرفتها التي هي جزء من منزل مؤلف من ثلاث غرف، تسكنه والدة الزوج وابناها القاصران (طفل 12 عاماً وطفلة 14 عاماً)، فيما والد الزوج متوفٍ.
وعندما وصل الزوج إلى المنزل وجد زوجته قد أنهت حياتها، ورغم ذلك حاول إسعافها إلى مشفى مدينة الباب، لكن دون جدوى، حسب "شحادة".
وأشار أن رواية وصلتهم حول وجود مشاكل بين الشابة وعائلة الزوج في آخر شهر، فيما كانت أشهر الزواج الخمس الأولى خالية من المشاكل، مضيفاً أن المعلومات لديهم تشير إلى طلب الزوجة لمنزل جديد، الأمر الذي لم يرفضه الزوج، طالباً منها الانتظار حتى نهاية فصل الشتاء.
وبعد حادثة الانتحار، هاجمت عائلة الشابة منزل عائلة الزوج، واتّهمتهم بأنهم "المتسببون بما آلت إليه الأمور في وفاة ابنتهم جراء المشاكل التي حصلت"، وفق محمد شحادة.
ونشرت صفحات محلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معلومات عن إنهاء الشابة لحياتها، دون ذكر أي من التفاصيل.
ماذا يقول تقرير الطب الشرعي؟
وصلت روزنة إلى نسخة من تقرير الطب الشرعي، الذي بيّن أن سبب الوفاة توقّف التنفس جراء انكسار في الفقرة الأولى.
حالات انتحار
وسجل فريق "منسقو استجابة سوريا" في تقرير شهر تشرين الثاني الماضي، 62 حالة انتحار في مناطق شمال غرب سوريا خلال عام 2023، بينها 34 حالة باءت بالفشل.
وتشكل النساء الفئة الأكبر في أعداد الحالات "لعدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات"، وفق تقرير الفريق.
وسبق أن حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" من ارتفاع أعداد حالات الانتحار بين الأطفال في شمال غربي سوريا عام 2021.
الزواج المبكر في الشمال السوري
ويعتبر زواج الأطفال والزواج القسري من انتهاكات حقوق الإنسان والممارسات الضارة التي تؤثر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، وتمنعهن من العيش حياتهن بمنأى عن أي شكل من أشكال العنف، بحسب "الأمم المتحدة".
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا، صرّحت عام 2022، أنّ زواج الأطفال في ارتفاع بسبب الظروف المعيشية الصعبة، مؤكدة أنّ عدد الأشخاص المحتاجين في سوريا هو الآن أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع.
ولا تعتبر ظاهرة الزواج في سن مبكرة حديثة النشوء في المجتمع السوري، لكن ظروف الحرب في السنوات الماضية أدت إلى تزايدها بين الشباب يوماً بعد يوم، حيث يشهد الاقتصاد السوري مزيداً من التدهور ويزداد الغلاء باستمرار ويجوع الناس، وفق التقرير الأممي.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: ارتفاع زواج الأطفال مع ازدياد نسبة المحتاجين في سوريا
وفق تحقيق سابق لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" ذكرت أن النزوح والفقر أحد أبرز الأسباب وراء انتشار زواج الأطفال في الشمال السوري، حيث يسعى أرباب الأسر إلى تزويج بناتهم جرّاء موجات النزوح المستمرة التي تعرضت لها مناطقهم خلال سنوات الحرب، والبعض فضلوا تزويج بناتهم بسنّ مبكر للتخلص من الأعباء الاقتصادية الملقاة على كاهلهم، إضافة إلى العادات والتقاليد.
غياب التوعية أحد الأسباب الأساسية في ازدياد حالات الزواج المبكر، إذ لا تحصل الفتيات دون السن القانوني على النصح والإرشادات والمخاطر بخصوص الزواج المبكر، وفق التقرير.