تقارير وتحقيقات | 7 02 2024

في تصعيد جديد شرقي سوريا، تعرضت، فجر الإثنين، إحدى مراكز التدريب التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في حقل العمر النفطي لقصف بطائرة مسيرة قالت إن مصدرها المجموعات التابعة لإيران في مناطق سيطرة النظام السوري.
تسبب القصف بمقتل 6 عناصر من "قسد"، وإصابة 14 آخرين، حيث أعلنت الأخيرة أن مصدر القصف هو مجموعات عسكرية تابعة لإيران في منطقة غربي الفرات، بدير الزور.
وأصدرت "قسد" بياناً اتهمت فيه من وصفتهم بـ"مرتزقة النظام" بقصف مركز التدريب، قبل أن يعدل المركز الإعلامي اتهامه في بيان آخر، قال فيه إن "قوات سوريا الديمقراطية" أجرت تحقيقاً أثبت "أن المليشيات المدعومة من إيران هي من تقف وراء الهجوم".
قسد تدين
أكد مدير المركز الإعلامي في"قوات سوريا الديمقراطية"، فرهاد شامي، لروزنة على حق قواتهم "بالرد بالوسائل العسكرية المناسبة"، واصفاً الهجوم بـ"الإرهابي والتصعيد الخطير".
وقال: "تسبب الهجوم بمقتل 6 من عناصر كوماندوس".
اقرأ أيضاً: ضمن الرد الانتقامي.. ما المواقع التي استهدفتها الولايات المتحدة في سوريا؟
الانخراط في الصراع
أشار كاواي ازيزي أستاذ العلوم السياسية في جامعة هولير، إلى أن "قسد" امتنعت عن المشاركة في الصراع الدائرة في شرقي سوريا، بين إيران والولايات المتحدة، خلال الفترة الماضية.
ووفق رأيه، فإنها الآن مجبرة على اتخاذ موقف واضح وصريح، مضيفاً: "يبدو لا خيار أمام قسد، إما أن تأخذ طرف إيران أو طرف أمريكا، وفي الحالتين ستصبح جزءاً من الصراع الدائر حالياً، بعد أن دخلت أمريكا والتحالف الدولي حلبة الصراع من أوسع الأبواب".
بدوره، اعتبر الكاتب وليد حاج عبد القادر القصف الذي تعرض له مركز التدريب بأنه "دليل واضح على تحول الصراع في بقاع كثيرة إلى ما يمكن تسميته بصراع المناطقيات من جهة، والخطأ الكبير في الزحف إلى خارج الحاضنة".
وأضاف "عبد القادر" لروزنة: "المنطقة أصبحت بؤرة صراع أمريكي - إيراني وستطبق أمريكا فيها سياسة الاستدراج الممنهج والحاضنة خطرة جداً على قسد، وهي لن تستطيع مطلقاً ممارسة سياسة النأي بالنفس بقدر ما ستدفع دفعاً لانخراطها العملياتي استنزافاً لها في الصراع العنيف هناك".
"الرد بحاجة إلى دراسة أكثر"
رجح الصحافي عبد الحليم سليمان بأن الصراع في المنطقة بعد الاستهداف الأخير أخذ منحى جديداً، عبر محاولة توريط أطراف كـ"قوات سوريا الديمقراطية" أو دفعها للدخول في هذا الصراع، ولتصبح جزءاً منه.
وبحسب رأيه فإن "قسد" غير مهيأة من النواحي الاستراتيجية لتوسيع دائرة الصراع في هذه المنطقة مع الفصائل المرتبطة بإيران، واصفاً الهجوم بأنه "غير مبرر".
وأوضح سليمان أن "قسد" ستدرس ملياً كيفية الرد على الهجوم بسبب وجود حرب من نوع آخر مشتعلة في المنطقة، ودخولها يقتضي الكثير من التحليل والموازنة بين النتائج المترتبة على ذلك الانخراط.
وفي ظل الحرب الإسرائيلية على غزة والهجمات من مجموعات مدعومة إيرانياً على قواعد أمريكية في العراق وسوريا، حذر قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، في وقت سابق مما وصفه "نشر الصراع في المنطقة" في تعليق على استهداف القاعدة الأمريكية في الأردن من قبل المليشيات التابعة لإيران.
وقال "عبدي" معبراً عن إدانته للهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية، عبر تغريدة على منصة "X": "نحن نقدر بشدة ونؤكد من جديد شراكتنا في مكافحة الإرهاب ونرفض بشدة أي محاولة لزعزعة الاستقرار أو نشر الصراع في المنطقة بينما نركز على تأمين المناطق الآمنة".
تصعيد شرقي سوريا
في الثاني من شهر شباط الجاري، شنت قاذفات أمريكية سلسلة من الغارات الجوية ضد مواقع لقوات عسكرية تابعة لإيران في كل من سوريا والعراق، ضمن ما أسمته "الرد الانتقامي" على استهداف قاعدتها في الأردن، والذي تسبب بمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.
بالرغم من القصف الأمريكي استهدفت القوات التابعة لإيران في سوريا القاعدة الأمريكية في حقل "كونيكو" للغاز، مساء السبت، ما أدى إلى حدوث انفجارات في مكان الاستهداف.
وأطلق رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، فالح الفياض، تهديدات للولايات المتحدة الأمريكية عقب استهداف مواقع الحشد في العراق، وأنها لن تمر مرور الكرام، داعياً القوات الأجنبية لمغادرة البلاد، بحسب موقع "روسيا اليوم".
ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي، زادت وتيرة استهداف القواعد الأمريكية في مناطق شرقي سوريا، التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، من قبل المجموعات المسلحة التي تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق".
*شارك في إعداد المادة حسن الحسين