تقارير وتحقيقات | 16 01 2024

أسبوع كامل مرّ على الطفل السوري، أحمد (14 عاماً) معظمه في العناية المشدّدة، في أحد مستشفيات مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، إذ يواجه الطفل مضاعفات خطيرة بعدما تعرّض للاعتداء والأذى الجسدي على يد مجموعة أشخاص، في جريمة وصفت بـ"الوحشية".
وبعد مرور سبعة أيام، لا زالت الجريمة حديث الأهالي في المدينة، ولا سيما في المنطقة التي حدثت فيها المعروفة باسم "الجمهوريات"، و"القلق الكبير" هو أكثر شعور يسيطر على أولياء الأمور خوفاً على أطفالهم.
وتعرّض الطفل قبل أيام أثناء لعب كرة القدم مع أصدقائه للاعتداء بالضرب المدمي إلى أن تشوّهت معالم الوجه، من قبل أهالي أحد الأطفال مع أشخاص آخرين، ولاحقاً أخذوه إلى منطقة نائية ليقوموا بتعذيبه في مناطق عديدة من جسده إما حرقاَ أو ضرباً وصولاً إلى المنطقة الشرجية، وفق ما أكد والد الطفل لروزنة.
آخر التطورات
"لا يزال أحمد في العناية المشددة غائب عن الوعي، وهو في حالة صحية خطيرة" يتحدث والد أحمد، لروزنة، بصوت خافت متحسّر على ما حل بابنه "الحجر بكى السماء بكت الأرض بكت، حتى الأطباء قالوا بأنهم لم يروا هكذا حالة من قبل".
ويضيف: "اعتقلت السلطات التركية في أول أيام الجريمة شخصين ضالعين بالاعتداء، وأمس الإثنين، اعتقلوا امرأة على صلة بالجريمة، ولا يزال هناك شخص طليق بحسب الشرطة".
وزار والي غازي عنتاب، كمال تشيبر، عائلة الطفل السوري يوم الجمعة الفائتة، وتعهد بمتابعة القضية ومحاسبة الجناة، وأصدر مكتبه بياناً أكد خلاله "اعتقال شخصين تبيّن أنهما ارتكبا حادثة الاعتداء على الطفل".
وأشار والد الطفل إلى أنّ الشرطة لم تعطهم أي معلومات حول المتّهمين بارتكاب الجريمة، "لا نعرف سوى أنهم اعتقلوا ثلاثة أشخاص، ولا زالت التحقيقات جارية".
اقرأ أيضاً: اعتداء وتعذيب لطفل سوري في عنتاب.. وعائلته لروزنة: نطالب بالعقاب
ماذا حدث؟
الثلاثاء الفائت، وأثناء عودة الأطفال من المدارس، خرج أحمد ليلعب مع أصدقائه بكرة القدم، وحدثت مشكلة، "لم تعرف عائلة الطفل السوري سببها"، لتستدعي إحدى الفتيات عائلتها، فيأتي مجموعة أشخاص ويقومون بالاعتداء عليه ومن ثم لفه بقطعة قماشية، وأخذه إلى منطقة نائية ظناً منهم أنه متوفٍ جراء الضرب.
منذ اللحظات الأولى أدركت عائلة الطفل بأن أحمد اختطف وتعرّض للضرب (حوالي الساعة الـ 2 ظهراً) حيث وصلها خبر ما حدث من بعض طلاب المدرسة، وبعد إبلاغ الشرطة بدأت التحقيقات لحين اعتقال أحد الأشخاص المتّهمين بالجريمة، الذي اعترف بارتكاب الاعتداء وبمكان وجود الطفل.
ولاقت الجريمة ردود فعل واسعة من قبل وسائل إعلام سورية وعربية وتركية، وأدانت منظمات حقوقية سورية وتركية، وغير من المؤسسات، وصحفيون سوريون وأتراك الجريمة التي ارتكبت بحق الطفل السوري، ووصفوا الجريمة بـ"المروّعة" وطالبوا بمحاسبة المجرمين.
وقال الصحفي التركي، يشار يافوز، في غازي عنتاب، إن "الفاشية والعنصرية هي مشاكل الأمن القومي في تركيا"، وطالب بمعاقبة الجناة، فيما طالب الصحفي فوركان إرتن بـ"اتخاذ الخطوات اللازمة ضد الأفراد والمؤسسات التي أصبحت تمثل مشكلة الأمن القومي لتركيا".
على خلفية حادثة الاعتداء على الطفل، طالب سوريون بتدخل السلطات التركية ووضع حد وقانون رادع للعنصرية في البلد، التي تشهد تزايداً مستمراً مع ارتفاع خطاب الكراهية ضد اللاجئين، وبشكل خاص في السنوات الأخيرة، وفق قولهم.
والأحد الفائت، أقدم شباب أتراك على طعن شاب سوري بسكين خلال مشاجرة في مدينة غازي عنتاب، حول قطعة ملابس، حيث أسعف وبدأت التحقيقات فور الحادثة، وفق تقارير إعلامية.