ميس قات - نائل الأحمد| "سمعتُ صوت أحدهم يصدر الأوامر بوضعي داخل التابوت، ايقنت أنني انتهيت، سيقتلونني!!" اصطحبني السجان معه إلى ساحة كبيرة"، تم وضعي في خرانة معدنية ضيقة جداً ومفتوحة من الأعلى، الجو كان حاراً للغاية، والشمس حارقة، كنت أحترق، كأنني في فرن حقيقي". هذا ما قاله عبد الرحيم واصفاً "التابوت" وهو أحد أشهر أساليب التعذيب في سجون هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة".
قمنا بالتواصل مع عشرات المعتقلين السابقين لدى هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة"، يجمعهم جميعاً خوفٌ شديد، رعب، وتحفّظٌ من الحديث عن التجربة. تواصلنا مع الكثيرين منهم ووافق بعضهم على إدراج التجربة التي مروا بها في تحقيقنا الصحفي.
تعرض جميع المعتقلين السابقين الذين تواصلنا معهم لأساليب متنوعة من التعذيب النفسي والجسدي في سجون هيئة تحرير الشام شمال سوريا، في سجون "العقاب"، "حارم المركزي"، "ادلب المركزي"، "مرعيان"، "جبالا"، و "سجن الأمنيات النسائي بادلب" ومراكز توقيف محلية "نظارات" بريف ادلب.
لم يحصل أي منهم على استشارة من محامي أو اختصاصي قانوني بالطبع، ولم يتم إعلامهم بأي إجراءات قانونية يمكن لهم اللجوء لها خلال فترة اعتقالهم لدى "النصرة"، ولم يتم السماح لغالبيتهم من قبل هيئة تحرير الشام بلقاء أقاربهم أو التواصل مع الخارج خلال فترة احتجازهم.
المعتقلون السابقون الذين تواصلنا معهم يقيمون حالياً في مناطق مختلفة من ادلب، وتركيا، وفي أوروبا. وتم حجب أسمائهم الحقيقية واستخدام أسماء وهمية في سياق هذا التحقيق وذلك لاعتبارات أمنية، كما تم تعديل شهاداتهم الصوتية عبر عمليات المونتاج الصوتي، أو الاستعاضة عن أصواتهم بأصواتٍ أخرى حفاظاً على سلامتهم.
تم انجاز هذا التحقيق لصالح مؤسسة روزنة للإعلام ضمن مشروع "سوريا في العمق" بالتعاون مع مؤسسة الغارديان ومؤسسة دعم الإعلام الدولي الدانماركية.
"جبهة النصرة" أو "جبهة فتح الشام" والتي أصبحت فيما بعد "هيئة تحرير الشام"، هي أسماء متعددة لتنظيم متطرف واحد نشأ عام 2011 وأعلنته الولايات المتحدة الأمريكية "تنظيماً إرهابياً" عام 2012، وأعقبه إعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2013، وفي منتصف عام 2016 غيّر زعيم النصرة أبو محمد الجولاني اسمَ جماعة "جبهة النصرة" ليصبح "جبهة فتح الشام".
تورط التنظيم بارتكاب جرائم حرب في مناطق متعددة من سوريا، كدير الزور وعدرا بريف دمشق، وادلب وحمص، وبعمليات تصفية جماعية لمدنيين، وإعدامات جماعية، وأعلن مسؤوليته عن مقابر جماعية، واختطاف مدنيين كرهائن بينهم نساء وأطفال. وكانت "هيومان رايتس ووتش" قد أدانت "هيئة تحرير الشام" معتبرة اعتقال الأشخاص من دون محاكمات عادلة واحتجازهم في السجون جريمة حرب. فالتنظيم المذكور يمتلك عشرات السجون ومراكز التوقيف الشهيرة بانتهاكاتها اليومية تجاه المعتقلين.
"رماني العناصر في صندوق السيارة الخلفي، كان الصندوق صغيراً وضيقاً ومخيفاً، بقيت في الصندوق ولم أعرف إلى أين كانت تتوجه السيارة، بعد فترة توقفنا لينتشلني العناصر من الصندوق ويرموني في باص صغير أبيض لإتمام الجزء الثاني من الرحلة.. وعندما وصلت خاطبني أحدهم: أهلا أهلا.. أهلا بك في سجن العقاب".
هكذا وصف "كامل" تفاصيل القبض عليه من قبل عناصر هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة". الشاب الصغير "16 عاماً" كان متهماً بالتعامل مع المخابرات الأمريكية بحسب وصفهم وتحديداً مع الـ FBI "مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي". عرف الشاب لاحقاً أن جبهة النصرة سمعت بأنه يعمل لصالح AFB "وكالة الأبناء الفرنسية" وحصل خلط لديهم بين الجهتين، ما دفعهم لاعتقال كامل وتوجيه تهم له بالتعامل مع أجهزة مخابرات أجنبية.
وبحسب "كامل" كانوا عشرة أو خمسة عشر شخصاً كسروا باب المنزل ومن ثم باب غرفته وقاموا باعتقاله، فيما كان يقف خارج المنزل ثلاثون أو أربعون شخصاً، جميعهم ملثمون، استطاع رؤيتهم قبل إغلاق عينيه ووضعه في صندوق السيارة. تم اتهام "كامل" بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، وتنقل خلال فترة سجنه بين سجن العقاب وجبالا ومرعيان.
وتراوحت الاتهامات الموجهة للأشخاص الآخرين الذين التقينا بهم بين تسريب معلومات للنظام السوري، أو تغطية "إعلامية" معادية لهيئة تحرير الشام، أو التخابر لصالح دول أجنبية، أو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال مركز سوريون من أجل الحقيقة Syrians for Truth and Justice في تقرير له منتصف العام الفائت أن اعتقال أي صحفي أو مواطن صحفي في المناطق الخاضعة لهيئة تحرير الشام يتم إما عن طريق رسالة تبليغ له بمراجعة المكتب الأمني الأقرب لمنطقته، حيث يرسل الجهاز الأمني ورقة لمراجعة "حاجز المعصرة" التابع لسجن "العقاب" أو محكمة جسر الشغور، والطريقة الثانية هي الاعتقال الفوري أو من قبل ملثمين على الطرقات الخارجية.
أما عبد الرحيم وهو شاب اعتقل في سجن حارم المركزي فقال: "جميع المعتقلين الذين التقيت بهم في سجن حارم لم يكونوا مُزارين من قبل أهاليهم رغم وجودهم في السجن لأشهر وسنوات". وقال أنه كان معصوب العينين طوال الوقت "كانوا يرفعون العصبة عن عيني فقط عندما أكون داخل المنفردة".
وقالت "هلا" الأربعينية في حديثها لنا بأنها بقيت 18 يوماً في سجن الأمنيات النسائي وهو مركز أمني سابق استخدمه النظام السوري تحت اسم "الأمن السياسي" سابقا.
وقالت هلا: "أثناء اقتيادي إلى السجن بدأ العناصر بمضايقتي والصراخ وألبسوني قماشة سوداء برأسي لكي لا أتمكن من التعرف على المنطقة الذاهبة إليها". وتم توجيه تهمة التعامل مع النظام السوري لهلا بسبب عملها في خدمة المنازل في مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري بمدينة ادلب.
وأضافت هلا: "رموني بزنزانة مخصصة للنساء يتواجد بها عدد من السجينات، منهم من كان محكوم 9 أشهر ومنهم 4 أو 5أشهر، ومع أنني لم أتعرض للضرب لكن بقيت بالسجن لمدة 18 يوم رأيت بهم الذل والإهانات الكثيرة".
يتم تقديم الطعام بطرق مختلفة في سجون الهيئة بادلب، وبحسب الشهادات التي حصلنا عليها يتم استعمال التجويع كأداة للضغط على المعتقلين في غالب الأحيان، ويترافق تقديم الطعام غالباً مع الإهانات والضرب والصراخ، يقول "عبد الرحيم": "ليس المهم في الأمر نوع الطعام، إنما الطريقة التي يقدم بها هذا الطعام"، ويشرح عبد الرحيم متأثراً "كانوا يضعون الطعام في أوانٍ معدنية مخصصة للحيوانات، ويضعون وعاء لكل عشرين شخص تقريباً، وكان علينا تناول الطعام بأيدينا". يضيف عبد الرحيم أن السجان كان يعلمهم بأن لديهم أقل من دقيقة واحدة لإنهاء وجبتهم، وقبل أن تنتهي الدقيقة كان السجانون يسحبون الأوعية والصحون.
وتتركز أنواع الطعام على الأرز والبرغل فيما تبدو الأنواع بمستوى أفضل قليلأ في سجن ادلب المركزي، حيث يتم تناول الطعام في صالة مخصصة لهذا الأمر بينما يكون الأمر أسوأ في السجون السرية ونقاط التوقيف المؤقتة كالعقاب ومرعيان وجبالا. وقال الشهود أن المحتجزين من أسرى النظام ينالون قسطاً أفضل من الطعام ورعاية أفضل من السجناء المحليين لكننا لم نتمكن من لقاء أي من أسرى النظام السوري الذين تم اعتقالهم من قبل الهيئة لنتأكد من مدى اختلاف شروط الاعتقال بالنسبة لهم.
نقاط وسجون ومراكز اعتقال
تحتجز هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" المعتقلين في سجون رسمية، أو سجون سرية، أو مراكز اعتقال مؤقتة صغيرة تطلق عليها اسم "نظارة". ولا يمكن حصر عدد السجون ونقاط الاعتقال بشكل دقيق بالكامل لأسباب تتعلق بسرية بعض السجون، أو استعمالها لمراحل زمنية مؤقتة، أو تنقل المقرات، فهيئة تحرير الشام تقوم بتجميع المعتقلين في سجون تفتحها بشكل مؤقت، كما أنها تطلق تسميات متطابقة على أكثر من سجن واحد للتمويه.
أشهر سجون الهيئة وأكثرها إثارة للجدل هو سجن العقاب، وبحسب المعلومات التي توصلنا إليها فسجن العقاب الأساسي موجود في منطقة حرشية بين بلدتي "كفرنبل" و "البارة" بريف ادلب. كما يوجد سجنان آخران يُطلق عليهما اسم العقاب، أحدهما على طريق بلدة "كنصفرة" والآخر بالقرب من "خان شيخون" بريف إدلب.
ويقول معتقلون سابقون أن "سجن العقاب" الأساسي والأكبر مساحة والموجود في أحراش كفرنبل، كان مغارة داخل الجبل في السابق، ويمكن الوصول له عبر طريق زراعي غير مزفت تم حفرها وتطويرها وتقسيمها. تقع مغارة "سجن العقاب" تحت الأرض، ويجب عليك النزول من مستوى الشارع 13 عشرة درجة لتصل إليه.
مشهد يوضح سجن العقاب من الداخل، تم تنفيذه بطريقة الغرافيك 360 درجة، تم تصميمه بناء على وصف دقيق لمعتقلين سابقين.
اسحب الصورة بإصبعك للأعلى واليمين والشمال كي تشاهد المزيد
يوجد في "سجن العقاب" 12 منفردة يُحشر فيها ثلاثة معتقلين مع بعضهم في غالب الأحيان، فيما توجد منفردات صغيرة جداً بطول وعرض متر بمتر، وارتفاع متر واحد فقط بحيث لا يستطيع المعتقل الوقوف داخلها، ولا يستطيع حتى الجلوس بسهولة نظراً لضيقها الشديد، ومتعارف على هذه المنفردات باسم "بيت الكلب".
وتحدث كامل عن غرفة التحقيق في سجن العقاب: "هناك غرفة تحقيق واحدة، الشخص الموجود في الغرفة يوحي بأن لديه صلاحيات أعلى من البقية، فقد كان يلقي الأوامر على البقية".
يتعرض المعتقلون في السجون أو نقاط التوقيف المؤقتة "النظارات" لسوء المعاملة والتعذيب بشكل متكرر، وبحسب الشهادات التي حصلنا عليها فالتعذيب يستهدف انتزاع اعترافات من المعتقلين، أو ترهيبهم كجزء من العقوبة المفروضة عليهم.
يستعمل عناصر هيئة تحرير الشام "النصرة"، غالبية أساليب التعذيب المتعارف عليها في سجون المخابرات السورية، كالضرب والشبح والصعق بالكهرباء، إضافة لأساليب أخرى نفسية وجسدية مختلفة. وقال المعتقلون السابقون الذين التقينا بهم بأنهم أُجبروا على فتح حساباتهم الخاصة على السوشيال ميديا، وقراءة رسائلهم الخاصة على تطبيقات المحادثة كـ "واتس أب" و "ماسنجر" وغيرها، وبأن عناصر الجبهة يجمعون نسخاً لمنشورات الناشطين ضدهم على مواقع التواصل الاجتماعي"برنت سكرين".
كما سبق وقامت الجبهة بتسجيل سجيل أحاديث المعتقلين بعد انتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كما حدث مع الناشط سامر السلوم، وقال محمد السلوم أخ سامر في حديثه معنا أن سامر اعترف في التسجيل بتهم تم تلفيقها وإجباره على رواية معلومات بعد تعذيب شديد تعرض له وتراوحت الاعترافات المسجلة بين تعامل محمد السلوم مع "قاعدة حميميم" الروسية، وتشكيل خلية اغتيالات تابعة لقوات سورية الديمقراطية، وصولاً إلى اغتيال مقاتلين أجانب من جبهة النصرة. وقال محمد السلوم أن معتقلين سابقين كانوا موجودين في السجن مع أخيه أخبروه بأن عناصر هيئة تحرير الشام قاموا بقتله بعد أيام قليلة من الاعتراف المفبرك.
وقال الشهود بأن عمليات الضرب والتعذيب غالباً ما تمت ليلاً، ويبقى المعتقل معصوب العينين طوال فترة التحقيق، كما أن العناصر يقومون بتصوير المعتقلين أثناء عمليات التعذيب وتسجيل كل ما يحصل، وبأنهم كانوا يطلعون المعتقلين على الصور في بعض الأحيان، فيما يتحدثون عن أرشفتها أمامهم. وقال "كامل" بأنهم العناصر يصورون المعتقلين وهم يحملون لوحات تحتوي أرقاماً خاصة بكلّ منهم في سجن العقاب.

الصعق بالكهرباء والحرق:
يتم استعمال أدوات كهربائية صاعقة، أو تيار كهربائي موجه ضد مختلف أجزاء الجسم أو بشكل خاص نحو الأجزاء الحساسة، كما يتم استخدام الحرق بأعقاب السجائر، أو بالشمع السائل حيث أخبرنا "عبد الرحيم" في حديثه أن عناصر الهيئة قاموا بتنقيط الشمع السائل الساخن على أصابع قدميه لساعات طويلة بهدف تعذيبه بالحرق.

تغطية الوجه
يُغطى الوجه بكيس قماشي غالباً ما يكون قذراً، ما يعيق التنفس بشدة بالإضافة للإنزعاج والقرف بسبب الروائح السيئة، وتعتبر هذه وسيلة ترهيبية نفسية وجسدية في آن معاً.

التعذيب بالضوء
يتم وضع السجين في زنزانة مُضاءة بضوء أبيض قوي "بنجكتور"، وقد يتم استعمال أكثر من ضوء واحد في الزنزانة، الأمر الذي يمنع السجين من النوم أو حتى القدرة على فتح العينين، ووصف أحد الشهود هذه الطريقة بالـ "التعذيب باللون الأبيض" لأنه وبحسب وصفه كان يشاهد لوناً أبيض طوال الوقت سواء أغلق عينيه أو قام بمحاولة فتحهما. ويشكّل التعذيب بالضوء ضغطاً نفسياً كبيراً على السجين.

التهديد والترهيب والتجويع والمنع من النوم
أساليب تعذيب نفسية وجسدية تؤدي لانهيار المعتقل بشكل دائم، قال جميع المعتقلين السابقين الذين التقينا بهم أنهم تعرضوا لواحد على الأقل من أنواع التعذيب السابق ذكرها. ويعمل عناصر هيئة تحرير الشام على تهديد المعتقلين بسلامتهم الشخصية أو سلامة أقربائهم، خاصة زوجاتهم أو أولادهم و أخوتهم، ومنعهم من تناول الطعام لساعات طويلة، أو منحهم وقتاً قصيراً جداً لتناول الطعام، إضافة لإجبارهم على الاستماع لأصوات صراخ معتقلين آخرين أثناء تعرضهم للتعذيب.
التابوت
وهو صندوق معدني مفتوح من الاعلى يتم وضع المعتقل داخله تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف، غالباً ما يكون ذلك في ساحة السجن، وبحسب معتقلين مرّوا بهذه التجربة فما يحمل اسم "التابوت" يولد شعوراً بالاختناق والخوف الشديد لدى المعتقل إضافة لاحتمالات الإصابة بصدمة بسبب الحرارة الشديدة وقلة الأوكسجين.
وقال عبد الرحيم في شهادته التفصيلية واصفاً "التابوت"، أنهم وضعوه في حالة الوقوف في ساحة السجن المكشوفة تحت أشعة الشمس الحارقة داخل الصندوق المعدني الضيق "التابوت"، وبأنه شعر بالاحتراق وضيق التنفس الشديد الأمر الذي جعله يقع أرضاً ساحباً الصندوق المعدني معه "وقعت ووقع معي التابوت على الأرض".
آلاف الدولارات يقبضها الوسطاء
يوجد وسطاء يعملون بين إدارات السجون وبين ذوي المعتقلين، يطلبون أموالاً لقاء فك الأسر أو لقاء معلومات حول السجين، ولكل تهمة مبلغ مالي يتم قبضه يتناسب طرداً ويرتفع مع خطورة التهمة.
يعرف "أبو إسلام متابعة" بين المدنيين في المنطقة بوصفه "أميراً" لجماعة "المتابعة"، وتعمل هذه الجماعة ضمن تنظيم هيئة تحرير الشام كوسيط بين التنظيم والمعتقلين أو أهاليهم، ولديها صلاحيات بالتحقيق والتعذيب أيضا.
وقال "محمد السلوم" في حديثه معنا بأن عائلته تلقت عرضاً من اشخاص طلبوا مبلغ خمسة آلاف دولار مقابلة إخراجه، لكنهم عادوا بالمبلغ بعد عدة أيام معتذرين عن فشل عملية الوساطة، وقال بأن وسيطاً آخر طلب مبلغ 25 الف دولار في وقت لاحق، ولكن العائلة لم يتوفر لديها المبلغ، وطلبت فرصة لبيع منزل سامر وتأمين المبلغ ولكن الأمر لم يتم " تم إعلامنا باستشهاد سامر في وقت لاحق".
بلا رقيب..
تبقى سجون هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" بلا أية رقابة قانونية، وتتم فيها ممارسة أبشع أنواع التعذيب والإهانة والقتل، إضافة إلى ظروف الاعتقال الغير إنسانية لآلاف المعتقلين الذين يقبعون في أماكن لا تصلح للسكن البشري، وبدون أية محاكمات أو ضوابط، تماماً كما يعاني المعتقلون في سجون النظام السوري بمناطق النظام من التعذيب والقمع والظروف المعيشية المهينة لبشريتهم بحسب عشرات التقارير المقدمة من منظمات حقوقية عالمية، كذلك تفعل هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" بالمعتقلين في المناطق التي تسيطر عليها، ليبقى المدنيون السوريون عالقين تحت ديكتاتوريات تضغط عليهم وتقتلهم كل يوم مرة في أتون الحرب، ومرات بطرق آخرى مختلفة.