هل سبق لك أن عدت بالذاكرة إلى التكنولوجيا التي عاصرتها سابقاً وبخاصة إن كنت من مواليد ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي؟ كانت مستويات الحماس لدينا مدهشة مع كل إصدار جديد، مثل مشغل ألعاب الفيديو، أو أجهزة التليفون المحمول البدائية.
أما في الوقت الحالي، قد تستشيط غضباً إذا تلقيت بريداً إلكترونياً متأخراً أو انقطعت مكالمتك الهاتفية، لا يجب أن تتسرع في إصدار الأحكام، لأن التقنيات التي نتمتع بها اليوم لم يكن بالإمكان أن نحصل عليها دون تلك التكنولوجيا الرائدة والانجازات التي حققتها.
سنقوم اليوم برحلة إلى أيام الطفولة وسنلقي نظرة على الابتكارات المبهرة في ذلك الوقت، والتي لا تزال تبهرنا حتى اليوم لأسباب مختلفة.
1- ووكمان (Walkman):
يعد ووكمان، الذي استمر استخدامه لفترة نحو 35 عاماً، السلف الشرعي لأجهزة آيبود المنتشرة حالياً، جهاز ووكمان هو أول مشغل كاسيت صوتي محمول يشهده العالم على الإطلاق، وباعت سوني منه ما يزيد عن 220 مليون قطعة في جميع أنحاء العالم منذ طرحها له في عام 1979.
اقرأ أيضاً: حيل لا تعرفها في تطبيق واتساب
كانت توقعات سوني تشير إلى معدل مبيعات يبلغ نحو 5000 وحدة شهرياً، ولكن تم بيع أكثر من 50,000وحدة خلال أول شهرين. يعد إصدار ووكمان طفرة تقنية، حيث اكتسب المستخدم المزيد من الحرية، ولم يعد الاستماع إلى الموسيقى مقتصراً على البيت أو السيارة.
2- نظام الفيديو المنزلي VHS:
ظل نظام الفيديو المنزلي أحد العناصر الأساسية في كل منزل لمدة قاربت 35 عاماً.
قامت شركة JVC اليابانية بتطوير VHS في عام 1973 بعد صراع طويل مع المنافسة سوني التي طورت صيغة تسجيل بيتاماكس، وتمكنت JVC من الفوز في المعركة ببيع الملايين من وحدات مسجل الفيديو VCR المناسب لصيغة VHS بحلول عام 1988، ليصبح VHS الراعي الرسمي لمشاهدة الأفلام المفضلة لديك في غرفة المعيشة.
بدأت إمبراطورية VHS في التداعي مع ظهور صيغ الأقراص الضوئية VCDs في عام 1993 وصيغة DVD في عام 1996، إلى أن تم اتخاذ القرار بوقف إنتاج أجهزة VCR في عام 2008.
وعلى الرغم من أن فيلم "تاريخ من العنف" كان آخر فيلم هوليوودي تم طرحه في الأسواق على أشرطة VHS، إلا أن أشرطة نظام الفيديو المنزلي الفارغة لا تزال مطروحة للبيع حتى يومنا هذا، لأن الكثير من الناس لا يزالون متمسكين بذكرياتهم القديمة.
3- الأقراص الضوئية ليزر ديسك LaserDisc:
تعد تقنية ليزرديسك، التي استمرت نحو 23 عاماً، أساساً لتطوير الأقراص المدمجة CD وأقراص الـDVD.
أنتجت شركة أمريكا للموسيقى MCA أقراص ليزرديسك للمرة الأولى في عام 1978 بينما أنتجت شركة فيليبس أول مشغل LD.
وتميزت أقراص ليزر ديسك بإنتاج مقاطع موسيقية ومصورة عالية الجودة، ولكن كانت بلا شك أعلى سعراً من VHS. بلغ قطر ليزرديسك 30 سم، بينما يبلغ قطر قرص الـDVD 12 سم، أما قطر الـ MiniDVD فيبلغ 8 سنتيميترات فحسب.
4- مشغل ألعاب الفيديو نينتندو Nintendo:
على الرغم من إطلاقه في اليابان في عام 1983، إلا أن الولايات المتحدة لم تستقبل مشغل ألعاب الفيديو نينتندو NES إلا في عام 1985.
يعتبر NES تعتبر مشغل ألعاب الفيديو الأكثر مبيعاً في ذلك الوقت، إذ تم بيع ما يزيد عن 60 مليون وحدة NES على مستوى العالم بحلول نهاية إنتاجها في عام 1995.
5- كمبيوتر IBM الشخصي:
ظهر كمبيوتر IBM الشخصي على الساحة العالمية في عام 1981، وكان أول "كمبيوتر شخصي" حقيقي على العديد من الأصعدة، حيث حدد المعيار المتبع للعديد من أجهزة الحواسيب التي تم إطلاقها في الفترة التالية، وتم إيقاف خط إنتاج أجهزة IBM PCs في عام 1987.
كان تأثير كمبيوتر IBM الشخصي في ذلك الوقت واسع الانتشار، لدرجة أن إطلاقه ألهم شركات الحواسيب الأخرى لتطوير أنظمة IBM التوافقية والتي أدمجت نظام MS-DOS، أو الإصدار المشابه لـ PC-DOS الذي كان بمثابة نظام التشغيل لأجهزة كمبيوتر IBM حينئذ.
6- ملقم الهاتف Dial-up internet modem:
تم إطلاق أول خدمات ملقم الهاتف Dial-up internet access للمرة الأولى في عام 1989.
ربما تتذكر ما كان عليه الأمر حينما تنظر إلى الشاشة في انتظار نجاح الاتصال بالإنترنت، يا لها من أوقات عصيبة!
اقرأ أيضاً: مرآة ذكية تكشف عن حالتك الصحية الجسدية والنفسية!
شاهدنا على مدار العقد الماضي استبدال أسلوب الوصول إلى الإنترنت عبر الطلب الهاتفي المتاح بفضل أجهزة المودم Modem بتقنية اتصالات النطاق العريض.
تفتخر سنغافورة في الوقت الحاضر بامتلاكها لأعلى متوسط سرعة اتصال تبلغ 60.39 ميجابت MBps في الثانية، بينما ثاني أعلى معدل يوجد في دولة السويد بـ 46 ميجابت في الثانية. وتخطط Google Fiber لزيادة الحد الأقصى لسرعة الاتصال حتى 1000 ميجابت في الثانية.
7- القرص المرن Floppy Disk:
إذا كنت تشعر بالإحباط بسبب امتلاء مساحة وحدة الذاكرة الفلاشية الخاصة بك، تذكر أننا فيما سبق كنا نعتمد على الأقراص المرنة التي لا تتجاوز مساحتها 3 ميجابايت لكل قرص!
اعتدنا تخزين مستندات الحاسوب في أقراص مرنة قبل ظهور أقراص USB المحمولة وبطاقات الذاكرة والأقراص الصلبة المحمولة وأقراص DVD.
ظهرت الأقراص المرنة للمرة الأولى في عام 1971 وكان قطرها 8 بوصات، لتنكمش على مدار السنوات التالية ليتراوح حجمها من 5.25 بوصة إلى 3.5 بوصة.
8- شاشات أنبوب الأشعة المهبطية CRT:
إذا كنت تشاهد فيلماً قديماً، ورأيت الممثلين يشاهدون شيئاً بحجم صندوق كبير، فلتعلم أن تلك شاشة أنبوب الأشعة المهبطية CRT التي استطاعت الاستمرار لمدة تقارب قرن من الزمن، قبل أن تفسح المجال لشاشات LCD في عام 2000.
تعود تقنية CRT إلى عام 1897 عندما تم بناء أول أنبوب أشعة كاثودية، وهي التقنية التي طوعت في صناعة أجهزة التلفزيون في ثلاثينيات القرن الماضي، وتم استخدامها في صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي خلال فترة الثمانينيات.
9- كاميرات التصوير بالأفلام:
ا
استخدم العديد من المصورين كاميرات التصوير المزودة بخراطيش الأفلام قبل ظهور الهواتف المزودة بالكاميرات وأنظمة التوجيه والالتقاط الرقمية، وتم إيقاف إنتاج خراطيش أفلام التصوير بصيغة 126 و110 في عام 2008 و2009 على التوالي.
احتوت سلسلة كاميرات إنستاماتيك Instamatic على الكاميرات الأولى التي وفرت التحميل التلقائي للفيلم الفوتوغرافي وتقديمه أو تأخيره.
كانت أكثر صيغ خراطيش الأفلام شهرةً هي صيغة 126 للكاميرت الأكبر والأقدم وبيع منها أكثر من 50 مليون بين عامي 1963 و1970، بينما بيع أكثر من 25 مليون من صيغة 110 الخاصة بسلسلة Pocket خفيفة الوزن في أول 3 سنوات من إنتاجها.
10- طابعات مصفوفة النقاط Dot Matrix Printers:
ظهرت أول طابعات الحواسيب المعروفة باسم طابعات مصفوفة النقاط Dot Matrix Printers في عام 1970، التي أفسحت المجال لطابعات نفث الحبر inkjet printers خلال فترة منتصف التسعينات.
استطاعت أول طابعة نقطية عرفها العالم الطباعة بسرعات تصل إلى 30 حرفاً في الثانية، وكانت تلك الطابعات، قبل عام 1990، الأكثر استخدامًا مع الحواسيب المنزلية، على الرغم من توفر طابعات الليزر والطابعات النافثة للحبر.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لطابعات الليزر وطابعات الحبر، لا يزال هنالك اعتماد على الكثير من الطابعات النقطية مثلما هو الحال مع نقطة البيع في المتاجر، وآلات تسجيل النقد، وآلات الصراف الآلي وغيرها.
الكلمات المفتاحية