أفاد تقرير نشره موقع " نيوز ري" الروسي، عن وصول أسلحة دفاعية إيرانية إلى سوريا، معتبرًا أن ذلك يشكل تحديًا للوجود الروسي العسكري على الأراضي السورية.
ووفق التقرير الذي اطلع عليه راديو "روزنة" فإن المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، قال أن طهران نشرت بعض أنظمة الدفاع الجوي في سوريا، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تتخبط فيه إيران بسبب العديد من العوامل، لا يسمح لها بتقديم مساعدات كبيرة إلى سوريا.
واعتبر الموقع الروسي أن تصريحات المسؤول العسكري الإيراني تهدف إلى ترهيب الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن غارات جوية ضد مواقع إيرانية على الأراضي السورية، مرجحًا في الوقت ذاته أن تؤدي تصريحاته إلى تفاقم الوضع.
في حين لم يحدد شكارجي نوعية الأسلحة التي أرسلت إلى سوريا، غير أن الموقع لفت إلى احتمالية أن تكون المنظومات المرسلة من طراز باور 373 للدفاع الجوي وخرداد 15 ومرصاد.
وكانت حكومة النظام السوري تقدمت الصيف الحالي، خلال زيارة رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى العاصمة السورية، بطلب رسمي إلى الإيرانيين، من أجل تعزيز قدرات الدفاع الجوي لمواجهة الطيران الإسرائيلي.
قد يهمك: حلف دولي لمواجهة النفوذ الإيراني بسوريا... متى و كيف؟
وتطرق الموقع إلى افتراضات مفادها أن القيادة الروسية تمنع الهجمات الانتقامية على الطائرات الإسرائيلية للحيلولة دون تحول الوضع إلى صراع واسع النطاق، ناهيك عن أن لديها الأدوات اللازمة لردع الطموحات الإيرانية.
و لا تبدو أن مهمة إيران ستكون سهلة في نشر منظومة دفاعها الجوي "خرداد" على الأراضي السورية، سواء بسبب الانزعاج الروسي من الاتفاقية العسكرية بين دمشق وطهران، أو الرسائل المباشرة التي توجهها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمواقع النفوذ الإيراني في سوريا.
إسرائيل حذرت روسيا بأنها لن تتساهل مع نشر إيران منظومات دفاع صاروخية من نوع "خرداد" على الأراضي السورية، وذلك عقب إعلان رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري عزم بلاده تطوير الدفاعات الجوية للنظام السوري، إثر توقيع التعاون العسكري الاستراتيجية بين دمشق وطهران في الثامن من شهر تموز الماضي.
و أعلن باقري في حينه؛ خلال تصريح صحفي -عقب لقائه وزير الدفاع في حكومة النظام السوري العماد علي أيوب في دمشق- "سنقوم بتقوية أنظمة الدفاع الجوية السورية في إطار توطيد العلاقات العسكرية بين البلدين، مما يعزز إرادتنا و تصميمنا على التعاون المشترك في مواجهة الضغوط الأميركية غير المرغوب بها من قبل شعوب المنطقة".
قد يهمك: إيران تثير الشغب مجدداً في سوريا... هل تصمت واشنطن؟
وتعتبر هذه الاتفاقية "استراتيجية" بالنسبة لإيران، في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي لعناصر نفوذها في سوريا، بخاصة وأن روسيا باتت تضيق ذرعاً من الوجود الإيراني في سوريا وترغب في تنفيذ وعودها -التي تأخرت فيها- لتل أبيب عندما جرى اتفاق التسوية بين روسيا والمعارضة جنوبي البلاد، وتعهدت حينها موسكو بإبعاد العناصر الإيرانية أكثر من 80 كلم عن الحدود مع الجولان السوري المحتل، في مقابل تعزيز طهران لوجودها في المنطقة الجنوبية.
تصعيد مرتقب
ولعل نشر منظومة الصواريخ الإيرانية "خرداد 3" على الحدود السورية اللبنانية، سيكون محطة تصعيدية جديدة ضمن مسار التوترات الإيرانية-الإسرائيلية على الأرض السورية، رغم عدم إمكانية التكهن بحجم الرد الإسرائيلي على ذلك سواء من منطلق التهديد واستعراض العضلات أو حتى للتأكيد على استراتيجية تل أبيب في طرد النفوذ الإيراني من سوريا وتحجيمه إلى حد كبير في كل المنطقة.
وفيما لو تأكد صحة ما ذكره موقع "نيوز ري" الروسي، فإن تلك الخطوة ستؤدي بالضرورة إلى ارتفاع مستوى التصعيد، حيث يعود السبب في ذلك إلى أن أي رد إيراني "حقيقي" يعني تغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين وهو الأمر الذي يؤدي إلى رفع وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية بخاصة وأن التيارات المشكلة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية ورغم اختلافها في ملفات داخلية عدة، غير أنها تتفق بالمطلق على ضرورة إبعاد خطورة النفوذ الإيراني بشكل تام.
و في نهاية 2018، سلّمت موسكو النظام السوري منظومة "أس 300"، ورغم قلق الولايات المتحدة في تلك الفترة من أن هذه الخطوة ستساعد إيران على تعزيز وجودها في سوريا، غير أن أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية لم تغير الكثير من المعطيات على أرض الواقع.
الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي عاطف، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن المعلومات الواردة بنشر إيران لمنظومة صواريخ "خرداد 3" على الحدود اللبنانية السورية يهدف للتصدي للضربات الإسرائيلية المحتملة على مواقع عسكرية لها داخل الأراضي السورية، بخاصة في ظل تصاعد التوتر بين إيران و "إسرائيل" لهذا السبب.
قد يهمك: نصيحة إسرائيلية لبشار الأسد بسبب النفوذ الإيراني… ما أهدافها؟
ورأى عاطف بإمكانية تزايد التصعيد ما بين إيران وإسرائيل خلال الأيام المقبلة؛ بخاصة وأن إسرائيل يقلقها باستمرار انتشار أي قوات إيرانية على الأراضي السورية، كذلك فقد رجَّح أن "إسرائيل" سوف تستمر بضرباتها المكثفة حتى لو تم نشر منظومة "خرداد 3".
وتابع "يُعتقد أن إسرائيل من الممكن أن تكثف من أنشطتها العسكرية والأمنية في المواجهة مع إيران، ويمكن القول هنا إن العامل الجغرافي يمكن أن يلعب دوراً مهماً حيث إن القوات الإيرانية في سوريا معزولة نسبياً عن القيادة المباشرة في إيران، ما يعني أن الأمور سوف تتصاعد، فالطرفان سوف يصعدان من الموقف خلال الأيام المقبلة، ويمكن أن نشهد استهداف أي من الطرفين للآخر.
وكان القصف الإسرائيلي استهدف بشكل مكثف خلال الأشهر الأخيرة، مواقع عسكرية في سوريا يتواجد بها أسلحة وعناصر النفوذ الإيراني، أسفر بعضها عن وقوع قتلى فضلا عن الخسائر العسكرية.
وأكد مسؤولون في إسرائيل أنّ الهجوم سيتواصل للتصدي لمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة لـ"حزب الله" اللبناني، ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية في وقت سابق عن مصادر مسؤولة في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها، إن إسرائيل ستكثّف الضغط على إيران حتى خروجها من سوريا تماماً.