في وقت ترتفع فيه أعداد إصابات فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19) منذ مطلع الشهر الجاري في مختلف أنحاء العالم، تسجل إحصاءات النظام السوري معدلًا غير متناسب مع موجة الارتفاع الخطير لإصابات الفيروس.
وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل حول حقيقة الوضع الصحي في سوريا و بالأخص في مناطق سيطرة النظام، وفيما إذا كان يتم إخفاء الأرقام الصحيحة أو حتى أن يكون نقص المعدات و الأدوات اللازمة للكشف عن الفيروس يتسق مع الإهمال الإجباري للمواطنين حيال أعراض الإصابة بفعل عدة عوامل أبرزها العامل الاقتصادي.
مصدر طبي في مشفى المجتهد بدمشق، قال لـ "روزنة"، اليوم الجمعة، أن مسؤولين في وزارة الصحة أوعزوا لهم بالقول أن "الموجة الثانية من كورونا" وصلت إلى سوريا وانتهت منذ ما قبل افتتاح المدارس (نهاية الشهر الفائت)، مشيرًا إلى أن الحالات غير المعلن عنها رسميًا ما زالت تتوارد إلى مشافي الدولة رغم قلة أعدادها عن فترة الصيف الفائت.
وبقيت الأرقام الرسمية لوزارة الصحة بدمشق، تتراوح بين الخمسين والسبعين إصابة بشكل يومي منذ منتصف الصيف الفائت وحتى الفترة الحالية، في مؤشر دلل على عدم حدوث أي ارتفاع لمنحنى الإصابات في سوريا، على عكس مختلف الدول التي دخلتها الموجة الثانية من "كورونا" حيث سجلت دولًا مجاورة لسوريا ارتفاع قياسي في أعداد الإصابات، في الوقت الذي حافظت فيه أرقام وزارة الصحة على نفس المعدل اليومي لمدة شهور.
فيما أضاف المصدر لـ "روزنة": "هناك حالات وفاة بين الكوادر الطبية ولكن بنسبة أقل بسبب تناقص أعداد الإصابات، والسبب يعود لعدة أمور؛ أولها هو قلة عدد كيتات الاختبار المتوفرة لفحص كورونا، وعزوف الناس فعليًا عن الاهتمام بأعراض الإصابة وهذا أمر خطير، وتسعى الوزارة لتكريس فكرة أن أعراض الإصابة الحالية هي أعراض انفلونزا ولا علاقة لها بكورونا، بالإضافة إلى الناس قل تركيزهم على موضوع الفيروس لأمور أكثر أهمية لديهم مثل تأمين المواد الأساسية مثل الخبز والبنزين".
قد يهمك: الإصابات اليومية بكورونا تتخطى المئة في الشمال السوري
وأعلنت وزارة الصحة بدمشق، يوم أمس الخميس، عن تسجيل 4 حالات وفاة و48 إصابة جديدة بالفيروس.
وأشارت الوزارة عبر صفحتها على "فيسبوك"، إلى أن عدد ضحايا الوباء وصل بالمجمل إلى 238 حالة وفاة و 4931 إصابة، في الوقت الذي تجاوزت فيه أرقام الإصابات خلال يومين فقط في بلد مجاور لسوريا مثل الأردن، أعداد الإصابات التي سجلتها وزارة الصحة منذ تفشي الوباء في مناطق سيطرة حكومة النظام.
و ارتفعت الحالات في العديد من دول العالم والمنطقة العربية، ما دفع السلطات فيها إلى إعادة تشديد الإجراءات، أملا في احتواء أزمة قد تسبب خسائر تتجاوز تلك التي سجلتها الموجة الأولى.
ارتفاع أعداد الإصابات وإجراءات غير مسبوقة
و أعادت دول أوروبية فرض تدابير لمواجهة تفشي الفيروس في موجة ثانية رأت منظمة "الصحة العالمية" أن مسارها "مقلق جدا"، وبينما تستعد فرنسا لفرض حظر تجول ليلي على نطاق واسع، أعلنت السلطات مساء الخميس تسجيل أكثر من 30 ألف إصابة بكورونا خلال 24 ساعة، وهو أعلى معدل يومي منذ ظهور الوباء، ويأتي بعد توسيع نطاق إجراء الفحوصات.
وفي بريطانيا، رفعت الحكومة الخميس مستوى التأهب من الدرجة المتوسطة إلى العالية في لندن و7 مناطق أخرى في إنكلترا.
من جهة أخرى، أكد مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغ أن عدد الإصابات اليومية بالفيروس في أوروبا آخذ في الازدياد، وكذلك عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات.
قد يهمك: الصحة التركية تحذّر: تركيا مقبلة على فترة حرجة بسبب كورونا
وقال إن مرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس هو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة في أوروبا، وقد اجتاز عدد الوفيات اليومية عتبة الألف.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الوفيات قد تصبح "أعلى بـ 4 إلى 5 مرات مما كانت عليه في نيسان بحلول كانون الثاني المقبل" إذا تم تخفيف القيود المفروضة لمواجهة الوباء.
وخلال الأشهر الأولى من 2020، بدأ الفيروس الخطير يتفشى في جميع أنحاء العالم، لكن بعد فترة ليست بقصيرة من الإغلاقات المشددة، أصبح تخفيف الإجراءات عنوان المرحلة التي شهدها منتصف فصل صيف العام الجاري.
وبحسب مراقبين وتقارير، فإن انتشار الفيروس أثر بشكل ملحوظ على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في عدد من الدول العربية، ما دفع الحكومات إلى تخفيف إجراءاتها، في وقت سابق.
الكلمات المفتاحية