توفي صباح اليوم السبت، محمد مخلوف (88 عامًا) خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووالد رجل الأعمال رامي مخلوف، بعد صراع مع فيروس "كورونا المستجد" امتد لأكثر من أسبوعين في مشفى "الأسد الجامعي".
ونشر حفيد المتوفى (علي ابن رامي) عبر صفحته على موقع "انستغرام"، ناعياً جده بالقول "الله يرحمك يا جدو ويجعل مثواك الجنة يا رب".
ولعل وفاة مؤسس إمبراطورية آل مخلوف المالية في وقت تشتد فيه الخلافات بين نجله رامي و ابن شقيقته بشار، يدفع للتساؤل حول مصير مجموعة شركات العائلة؛ فيما إذا ستذهب إلى نجله الثاني إيهاب الذي تخلى عن شقيقه عند اشتداد الخلافات الأخيرة دعماً للأسد.
بخاصة بعدما كشفت مصادر محلية عن شروط وضعها بشار الأسد لإنهاء الحراسة القضائية، على شركة "سيريتل" العائدة ملكيتها لرامي مخلوف، حيث قد يقضي القرار المتوقع صدوره قريباً بإنهاء الحراسة القضائية عن "سيريتل" مقابل أن يدفع رامي المبالغ المترتبة على الشركة قبل أن ينقل ملكيتها إلى شقيقه إيهاب.
قد يهمك: الخارجية الأميركية توضح سبب غياب رامي مخلوف عن عقوبات قيصر
حيث تأتي هذه التطورات بعد وساطة من قبل شخصيات مقربة من بشار و رامي، لإنهاء الخلاف بينهما، بعد زيارة بشار الأسد لمدينة القرداحة في ريف اللاذقية، وصفت بأنها أشبه بمبادرة صلح، وكان قد سبقها منح إيهاب، عقد تشغيل الأسواق الحرة.
و كان قد استقال الأخير من إدارة شركة "سيريتل" بعد خلافات شقيقه مع بشار الأسد، احتجاجاً منه على تصريحات رامي في وسائل التواصل الاجتماعي، و كشفه خفايا الفساد في سوريا.
من هو محمد مخلوف؟
وبالعودة إلى والد رامي وإيهاب المتوفى صباح اليوم في مشفى الأسد الجامعي، فإنه وكما معروف بين السوريين هو شقيق أنيسة زوجة رأس النظام السابق حافظ الأسد، ينحدر من بلدة بستان الباشا في ريف مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، ولمع نجمه عقب تولي الأسد الحكم في سوريا عام 1970.
وبعد تثبيت صهره لأركان الحكم للعائلة، قرب إليه مخلوف ودفعه إلى الواجهة الاقتصادية من خلال تعيينه مديراً للمؤسسة العامة للتبغ، واستغل منصبه بحصر استيراد السجائر عبر شركاته.
وعقب ذلك أسس شركة للصناعات النفطية، إضافة إلى سيطرته على قطاعات أخرى كالكهرباء والنسيج والمصارف، والتي بدأ في تسعينيات القرن الماضي بتسليمها لنجله الأكبر رامي.
قد يهمك: رامي مخلوف يفضح الأسد: هذه حقيقة تأسيسي شركات خارجية
وفي السنوات الماضية كانت عدة مصادر إعلامية قد أشارت إلى أن محمد مخلوف يقيم في العاصمة الروسية موسكو، منذ منتصف عام 2012، حيث يدير مصالح العائلة في روسيا، ويقيم معه ابنه الثاني حافظ الذي كان رئيساً لفرع دمشق في إدارة المخابرات العامة (أمن الدولة).
ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات، منذ آب عام 2011، على محمد مخلوف لصلته الوثيقة بالأسد، ويمنعه من دخول دول الاتحاد.
وحاول مخلوف الطعن بالعقوبات على اعتبار أنها تخرق حقه في الخصوصية، بزعم أنها تمنعه من الحفاظ على المستوى الاجتماعي الذي اعتادت عليه عائلته، غير أن المحكمة العامة الأوروبية رفضت عام 2015، استئنافاً قدمه محمد مخلوف ضد تلك العقوبات.
الكلمات المفتاحية