حرائق سوريا ليست الوحيدة… ما علاقتها بتغيّر المناخ؟

شهد العام الجاري حرائق غابات في أنحاء مختلفة من العالم، بشكل غير مسبوق، ابتدأت من حرائق استراليا نهاية العام الفائت، و تبعتها حرائق في كل من الولايات المتحدة وتركيا والجزائر إضافة إلى سوريا و غيرها الكثير،  حيث التهمت النيران مساحات واسعة وأودت بأضرار بشرية ومادية، وطالت حتى الحيوانات.

وتعرّف حرائق الغابات على أنها نوع من الحرائق غير الخاضعة للرقابة، التي تنتشر عبر الأراضي البرية، بما في ذلك المراعي والغابات والأراضي العشبية.

حرائق سوريا

في سوريا اندلعت الحرائق في العديد من المناطق مثل اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، خلال أكثر من أسبوع، متسببة بخسائر كبيرة في الغابات والأحراج، مع ارتفاع درجات الحرارة المترافقة مع سرعة الرياح، ونزوح للأهالي من مناطق اندلاع الحرائق.

وذكر تلفزيون "الخبر" في الثامن من أيلول، وفق مصادر محلية أن الحرائق طالت مئات الدونمات من غابات السنديان والصنوبر والسرو المعمرة، والأشجار المثمرة. ووفق وكالة "سانا" فإن بعض الحرائق كانت مفتعلة.

محافظ حماة، محمد حزوري، قال منذ يومين خلال اتصال مع قناة "السورية" إن خسائر الغابات والأحراج خلال أكثر من أسبوع في حماة تقدر بـ 8 آلاف دونم، بينها ألف دونم أملاك خاصة، وما تبقى أملاك عامة.
 
في تركيا أيضاً

اندلعت خلال الأيام الماضية عدة حرائق في مختلف الولايات، منها في منطقة، بيجا في كاناكالي غربي تركيا، وفي منطقة الغابات (Kütahya Tavşanlı) ، وفي ولاية هاتاي وأطراف أنطاكيا.
 
حرائق الولايات المتحدة

اندلعت عشرات حرائق الغابات التي أجّجتها الرياح في أنحاء الساحل الغربي للولايات المتحدة، أمس الخميس، ما أدى إلى دمار آلاف المنازل، ومقتل 7 أشخاص على الأقل، وفق وكالة "فرانس 24".

وقال مسؤولون  في ولاية كاليفورنيا، أكثر الولايات الأميركية سكاناً وثالثها مساحة، إنه يجري إجلاء 64 ألف شخص، في الوقت الذي تكافح فيه فرق الإطفاء 28 حريقاً كبيراً بمناطق في أكبر الولايات الأميركية سكاناً.

هذه الحرائق التي توصف بـ"الجحيم"، والتي يؤججها الجفاف ورياح عاتية، تمتد من ولاية واشنطن في الشمال المحاذي لكندا إلى سان دييغو في جنوب كاليفورنيا.

وشهدت ولاية أوريغون الممتدة بين المنطقتين تدمير 120 ألف هكتار و 5 بلدات على الأقل في حرائق غير مسبوقة في تاريخ الولاية، وفق حاكمتها كيت براون.
 

حرائق استراليا

حرائق غابات  استراليا التي وصفت بـ"الهولوكست التي دمرت الحياة البرية" امتدت من شهر أيلول العام الفائت وحتى مطلع عام 2020 ، وجاءت بعد ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، في ظل جفاف شديد، وتشير التقديرات إلى نفوق أكثر من مليار حيوان، حيث تعتبر الحيوانات والنباتات الأسترالية من الأنواع النادرة في العالم.
 
وفق موقع "carbonbrief"  فإن تغير المناخ جعل الظروف غير المسبوقة لحرائق استراليا 2019 - 2020 أكثر احتمالاً بنسبة 30 في المئة على الأقل.
 
التغير المناخي 

رغم حدوث الحرائق في جميع أنحاء العالم إلا أن الحرائق الأكبر والأسرع انتشاراً تحدث في الغالب في الأراضي العشبية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في أستراليا، وإفريقيا الوسطى، وفق بيانات الحرائق التابعة لوكالة "ناسا".

الباحثة بحرائق الغابات من جامعة "سوانسي" ببريطانيا، قالت إن هناك طرق عدة يمكن أن يزيد بها  تغير المناخ من مخاطر حرائق الغابات، وإحدى أهم الطرق هي  جفاف الغطاء النباتي.

فعندما تكون درجات الحرارة أكثر دفئاً من المتوسط، تزداد معدلات التبخر، ما يؤدي إلى سحب الرطوبة من النباتات الموجودة على الأرض، وهنا وفي حالة اندلاع حريق يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة على مساحات واسعة، حيث تتحول النباتات الجافة إلى وقود للحريق.

من جهته يقول الدكتور، فريدريك أوتو، من معهد التغيير البيئي بجامعة "أكسفورد" في بريطانيا ، إن درجات الحرارة المرتفعة المستمرة كانت أيضًا الدافع الرئيسي لحرائق الغابات غير المسبوقة في أستراليا عام 2019 - 2020.

اقرأ أيضاً: من يقف وراء حرائق حماة و اللاذقية؟ 

وأشار إلى أن تغير المناخ زاد من احتمالية نشوب حرائق الغابات بنسبة 30 في المئة على الأقل.

كما تجعل درجات الحرارة المرتفعة مواسم الحرائق أطول في بعض المناطق، وفق باحثة المناخ بكندا، ميغان كيرشماير يونغ.

وأصدر فريق علماء في منصة Science Brief في المملكة المتحدة مراجعة لـ 73 دراسة علمية، وجدت أن تغير المناخ يزيد من مخاطر حرائق الغابات على المستوى العالمي.

وتوضح الخريطة  في موقع Global Forest Watch ، الأماكن التي اندلعت فيها حرائق في العالم خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وفي دراسة نشرت في مجلة "Ecology Letters" أواخر عام 2017، وجدت أن الظروف المناخية الحارة الناتجة عن الاحتباس الحراري قد تمنع تجدد الغابات بعد الحرائق الكبيرة، وقد تكون الأضرار طويلة الأمد في تلك المناطق.