موجة جوع تضرب السوريين… ما علاقة انتخابات مجلس الشعب؟

موجة جوع تضرب السوريين… ما علاقة انتخابات مجلس الشعب؟
سياسي | 11 أغسطس 2020 | مالك الحافظ

حذر خبير اقتصادي، من ارتفاع كبير للأسعار في مناطق سيطرة النظام السوري، يترافق مع غياب المواد الغذائية الأساسية للمواطنين وتدهور القيمة الشرائية لديهم. 


وأضاف الباحث والخبير الاقتصادي، د.فراس شعبو خلال حديثه لـ "روزنة" بأن عدم اقتران سعر صرف الليرة السورية بالأسعار المرتفعة في الأسواق السورية، عائد لكون أن تحسن سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي؛ خلال الفترة الماضية كان "تحسناً وهمياً" بسبب انتخابات مجلس الشعب التي جرت نهاية الشهر الفائت. 

وتابع "تم ضخ نتيجة كمية هائلة من الأموال خلال فترة انتخابات مجلس الشعب، فالذين دخلوا الانتخابات كانوا أمراء حرب ومتنفذين ومستثمرين تابعين للنظام؛ ضخوا مليارات الليرات السورية من أجل شراء الأصوات، و هذا الموضوع ساهم بتحسن قيمة الليرة بالاضافة لقيام المصرف المركزي والجهات الأمنية بالتشديد على من يتعامل بالليرة السورية… الأسعار عندما ارتفعت بانخفاض الليرة لم تعد الأسعار منخفضة وهذا ما زاد الأعباء على السكان". 

و زاد بالقول "الوضع في سوريا كارثي ومأساوي بخاصة مع جائحة فيروس كورونا، فهناك حالة انفلات صحي ولامبالاة من الجهات المعنية تشعر أن المسؤولين يريدون التخلص من المواطنين… القادم أسوأ والتطورات الدولية ليست في مصلحة النظام، و المواطن السوري سيعاني الأمرين و هو أدرك أن النظام غير مهتم به".

و سجلت الليرة السورية، اليوم الثلاثاء، تراجعا جديداً في سوق سعر صرف العملات، حيث وصل الدولار الأميركي الواحد إلى 2300 ليرة سورية. 

قد يهمك: الأمم المتحدة تُحذر مجدداً: المجاعة السورية تقترب!

ويرى مراقبون أن استمرار إغلاق حدود دول الجوار مع سوريا، وإيقاف الخط الائتماني الإيراني الذي كان يزود دمشق بالمواد الأساسية بسبب جائحة "كورونا"، وكذلك زاد انفجار مرفأ بيروت من صعوبة تأمين المواد الأساسية لدمشق، إلى جانب العوامل الأخرى التي تزيد من مصاعب العملية الاقتصادية لدى دمشق في صعوبة تأمين المستوردات مع غياب القطع الأجنبي، فإن حالة من انعدام الأمن الغذائي قد ينتظرها السوريين خلال الأسابيع القليلة المقبلة؛ في ظل استمرار الأوضاع على ما هي عليه.

الباحث الاقتصادي، خالد تركاوي، قال في وقت سابق لـ "روزنة" أن استمرار الأمور على نفس المنوال فإن مناطق سيطرة النظام ستشهد مجاعة متوقعة قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنه و في ظل الوضع الاقتصادي المتردي، من تعطل إنتاج و بطالة وارتفاع حاد في الأسعار فإن نسبة فقراء سوريا خلال الأيام  المقبلة ستزيد عن تسعين بالمائة، وذلك في ظل تزايد أزمة جائحة "كورونا" في مناطق النظام السوري.

وكانت كورين فلايشر، المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أكدت في وقت سابق أن تدهور أوضاع السوريين المعيشية والاقتصادية بشكل كبير، وأن 75 بالمئة من المقيمين في سوريا يعيشون في فقر مدقع، وأضافت أن قرابة 11 مليون شخص منهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

وذكرت صحيفة "تشرين" المحلية، نقلاً عن المحلل الاقتصادي، عمار يوسف، بأن القادم أسوأ بالنسبة للمواطن السوري في مناطق سيطرة حكومة دمشق، وقال "من لديه مدخرات ستكون قد نفدت، وستأتي علينا مرحلة جوع مخيفة، ولن يهمه إن ارتفعت الأسعار أو انخفضت حينذاك".

آثار انفجار مرفأ بيروت؟

و يعتبر انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، أحد أبرز وأهم الأسباب التي ترفع من مستوى التوقعات بازدياد أسعار المواد الغذائية بسبب قلة ورودها المتوقع إلى السوق السوري، وذلك لما تمثله لبنان للنظام السوري من رافد اقتصادي وحيد.  

وحول ذلك أشار شعبو خلال حديثه لـ "روزنة" إلى أن مت حصل في بيروت سيكون له تأثير كبير، بسبب أن "لبنان تمثل ممر عبور لسوريا فيما يتعلق بتأمين البضائع بسبب العقوبات المفروضة على دمشق، وذلك عن طريق حزب الله سواء من خلال المعابر النظامية أو غير النظامية، وهذا سينعكس على المواطن السوري حيث ستغيب كثير من المواد السلع سواء تلك التي كانت تدخل في العملية الإنتاجية، أو التي تدخل ضمن نطاق الاحتياجات اليومية". 

قد يهمك: هل تكون الإمارات رئة النظام السوري لمواجهة "قيصر"؟ 

وأضاف بأن "توقف ورود هذه المواد وانقطاعها سيؤدي إلى انحسار كمياتها في السوق السورية و بالتالي تزداد أسعارها وهذه كارثة حقيقية، فالمواطن يعاني من ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل ومع غياب السلع يزداد سوء الوضع".

من ناحيته، توقع أيضاً؛ المستشار الاقتصادي، يونس الكريم، خلال حديث سابق لـ "روزنة"، بروز عدة تأثيرات على الاقتصاد السوري بعد انفجار بيروت، مشيراً إلى أن أهمها يندرج في نطاق أسعار صرف الليرة السورية، مشيراً إلى أن فقدان الرئة الاقتصادية (مرفأ بيروت) التي كان يتنفس من خلالها النظام السوري سيؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار الأميركي أمام الليرة السورية. 

وتابع "إن إغلاق المنفذ الاقتصادي الأهم للنظام ورئته في الاستيراد سيجعله يبحث عن بدلاء التي هم بالأساس ضعيفة، فميناء طرطوس يقع تحت السيطرة الروسية وغير مجدي اقتصادياً، وكذلك الحال بالنسبة لميناء طرابلس اللبنانية والذي يعني بحال من الأحوال العودة إلى الحضن الروسي، حيث كانت موسكو قد استأجرت فيه هنكارات في وقت سابق لمدة 20 عاماً". 

كما لفت الكريم إلى أن الأمر لن يقف فقط عند ارتفاع قيمة الدولار، وإنما سيتعداه ليصل إلى ارتفاع الأسعار في السوق السورية، الأمر الذي ينهك المواطنين ويزيد من إضعاف القوة الشرائية. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق