في الفترة الأخيرة شهدت سوريا سلسلة حوادث دموية تعبّر عن حالة الفلتان الأمني الذي تعيشه البلاد، والذي زاد مؤخراً مع الانخفاض الحاد بقيمة الليرة والغلاء الفاحش بالأسعار، حيث أصبح غالب السوريين غير قادرين على تأمين قوتهم اليومي.
بدايةً من جريمة إعدام طفل سوري في الرقّة، مروراً باغتصاب فتاة في اللاذقية ثم قتلها، وليس نهايةً بجريمة بيت سحم في ريف دمشق، والتي راح ضحيّتها أم وأولادها الاثنين، في حين نجا رب الأسرة بأعجوبة، وكان دافع هذه الحادثة هو "السرقة".
ولكن مقابل هذه الجرائم الـ 3 التي ظهرت إلى العلن، ثمّة جرائم لا تقلٌّ خطورةً عنها، وكذلك الحال لم تظهر للرأي العام وبقيت حبيسة سجلّات المحاكم.
اقرأ أيضاً: طعناً بالسكين ... مقتل سيدة وأطفالها الثلاثة بعد اغتصابها في ريف دمشق
تصاعد وتيرة الجرائم
على وقع اتّساع هوّة الفقر، وزيادة الشرخ الاقتصادي بين فئات السوريين، والذي أدّى بدوره إلى تفتيت الطبقة الوسطى، تصاعدت وتيرة الجرائم في الداخل السوري، وتحديدًا في مناطق النظام.
تنوّعت هذه الجرائم بين السلب والتشليح في الشارع، والذي قد يستهدف الحقائب المحمولة باليد أو الهواتف المحمولة.
أما الجانب الآخر من السرقات، فهو السطو على المنازل سواء بغياب ساكنيه أو خلال وجودهم من أجل سرقة كل ما خفَّ وزنه وزاد ثمنه، كالهواتف والحواسيب والأموال والذهب والقطع الكهربائية، وذلك بحسب ما رصدت "روزنة" بعد متابعتها لأخبار عن عشرات الشكاوي في حلب ودمشق ونُشرت على مواقع إخبارية محلّية وصفحات تواصل اجتماعي.
نصائح للحماية من السطو خارج المنزل
في ظل الانفلات الأمني فإن أي منزل قد يكون معرّضًا للسرقة سواء بحضور قاطنيه أو غيابهم، وفي هذا السياق فإن الخطوة الأولى، تبدأ بحماية المنزل خلال فترة الغياب عنه، عبر توصية عدّة جيران موجودين في ذات المبنى أو الحي بالانتباه إلى أي حركة مريبة في المنزل، وهو من أبرز الحلول الناجعة لمنع السرقة.
إضافةً إلى ذلك لا بد من مضاعفة عدد أقفال المنزل وإحكام إغلاقها مع التأكيد على ضرورة تركيب قفل يدوي من الداخل لتصعيب مهمّة اقتحام المنزل، وجعل كسره أمراً مثيراً للريبة بالنسبة للجيران وقاطني الحي، علماً، أن هذه الأقفال قد تكون مكلفة ولكنّها أكثر أماناً.
قد يهمك: الخطف في سوريا... سلاح جديد يهدّد السوريين بعد انهيار الاقتصاد
ومن الضروري إحكام إغلاق جميع الأقفال قبل النوم، وكذلك الحال بالنسبة للنوافذ على الرغم من أن ذلك قد يبدو معقّداً خلال فصل الصيف بسبب انقطاع الكهرباء وعدم وجود مصادر لتبريد الجو كالمراوح والمكيّفات الهوائية.
في حال حدث واقتحم لصٌّ ما المنزل فإن محاولة حصاره والإمساك به قد تكون باهظة الثمن، لأنّه في الغالب قد يكون حاملاً لأحد الأسلحة البيضاء أو النارية، وبالتالي فإن إصدار ضجيج وترك ثغرة له للهروب يبقى أقل مخاطرة من الاشتباك المباشر معه.
لمنع سرقتك خارج المنزل
غالبًا ما تكون عمليات السرقة و"التشليح" خارج المنزل أكثر منها في داخله، ولا يتوفّر داخل سوريا أي كاميرات مراقبة أو طرق للقبض على السارقين لذلك فإنه في حال وقعت السرقة فإن السارق في الغالب لن يتم التعرف عليه.
ويميل بعض اللصوص لانتقاء ضحاياهم من الأماكن العامة كالمقاهي والشوارع لإعفاء أنفسهم من عناء التخطيط، إذ أن الازدحام البشري يؤدّي إلى التشتيت البصري.
ومن أبرز النصائح للحماية خارج المنزل، عدم حمل الأموال أكثر من الحاجة عند الخروج، اقتناء حاجة الشخص من المال خلال خروجه، إضافةً إلى الاعتماد على الجيوب الأمامية في وضع الأموال والأشياء الضرورية، كون الجيوب الخلفية تجعل مهمّة السرقة سهلة ولا سيما في وسائل النقل العام والأماكن المزدحمة.
اقرأ أيضاً: اتبع هذه الخطوات… إذا فقدت هاتفك أو سرق منك
من النصائح المهمّة أيضاً، أن يحتفظ الشخص بنسخة من الثبوتيات والإبقاء على النسخة الأصلية في المنزل أو في مكانٍ آمن، ولا بد أن يبقى الشخص طبيعيًا في الأماكن العامة وعدم إبراز الأشياء الثمينة أمام الناس، إضافةً إلى توزيع الأموال على عدّة جيوب.
ومن المهم أيضاُ عدم ترك الهواتف ومحفظة النقود على طاولات المقاهي والمطاعم، لأنه قد يحدث طارئ في المكان يجعلك تهفو عنها، والسارقون ينتظرون لحظةً كهذه، مع التأكيد على عدم الاعتماد على كاميرات المراقبة حتّى لو كانت موجودة لأن السارق أحيانًا لا يبالي بتصويره.
ويكون الشخص أكثر أمانًا إذا ترك مسافة بينه وبين الآخرين في الشارع، والانتباه عند سيره في شوارع أو أزقّة فارغة، سواء كان ذلك ليلاً أم نهاراً، وفي حال حوصر الشخص من سارق في شارع فارغ ووجد أنّه غير قادر على مقاومته فالأفضل تسليمه شيئًا كالنقود مثلاً والاحتفاظ بالهاتف المحمول والوثائق كونها الأكثر أهمية.
وبحسب "نيمبو - NUMBEO" وهي قاعدة بيانات عالمية عن معدلات الجريمة وجودة الرعاية الصحية وإحصاءات أخرى، إن سوريا تحت المرتبة العاشرة عالمياً من حيث ارتكاب الجرائم وذلك بحسب إحصائية صادرة عن الموقع منتصف العام الجاري.
الكلمات المفتاحية