تقارير | 25 05 2020
لم تكن السويداء بعيدة عن الحرب الدائرةِ في سوريا، إلا أن هذه الحرب، فشلتْ بمنعِ شبابِ المحافظةِ من مواجهتِها، وتحدي هذا الواقع المريرْ، فكان لدور منظمات المجتمع المدني أهمية كبيرة، حيثُ قامت بعدة فعالياتٍ ومبادراتٍ، كانَ لها دورٌ فعالٌ في تعزيزِ روحِ المبادرةِ والتنميةِ الذاتيةْ، لدى المشاركين.
منظمة جذور، فريق عمل مدني تطوعي نظّم عدة نشاطاتٍ محلية في السويداء، كان منها مبادرةْ "مع بعض بتصير أحلى"، التي تضمنت يومَ عمل تطوعي، لإعادة تأهيل وإحياءِ، حديقة اليرموك العامة، في المدينة.
يرى أيهم عزام، وهو أحدُ المنظمينَ، أن هذه المبادرة تركت بصمة إيجابية لدى الأهالي، موضحاً في حديثه لروزنة: "تقدمت المبادرة من أحد الأشخاص فتم دراسة المبادرة".
ويضيف: "كانت هذه الحديقة مركزاً للتنفس، لكنها غير مؤهلة نهائياً، وكان هدف المشروع نشر الفكر التطوعي وخلق نوع من التنظيم الايجابي، بلغ عدد المتطوعين 50 شخصاً، وكان يوم عمل واحد ويوم للافتتاح وأثنى الحاضرون على العمل".
انطلقت فعاليةٌ أخرى بعنوان، "بسمتكم عيدنا"، في بلدة المزرعة بريف السويداء، بجهود ستين متطوعاً، ومشاركة ثلاثِمئةِ طفل،وأهالي البلدة.
تضمنت الفعالية، ألعاباً وأنشطةً ترفيهيةً للأطفال، بالإضافة الى برنامجِ مسابقاتٍ وُزِعَتْ فيهِ هدايا للأطفال.
يؤكد شادي صعب، أحد المشاركين، أن هذه الفعالية ليست خيرية إنما تنموية، وهي للأطفال، حيث أتت قبل عيد الأضحى، لإداخل الفرحة إلى صغار السن المحتاجين، للسعادة، في ظل هذه الحرب.
ويتابع أن المبادرة "انطلقت من أبناء بلدة المزرعة المغتربين، كانت عبارة عن نشاطات ترفيهيه وألعاب موجهة للأطفال، وتم توزيع هدايا بنهاية الفعالية، أصداؤها كانت ايجابية جداً، هي ليست عملاً خيرياً بل، عمل تنموي".
لاقت هذه المبادراتُ المدنية، صدىً وترحيباً كبيرين من قبل الأهالي، الذين اعتبروا أنها تسهم في نشر مفاهيم المواطنةِ والانتماء، وتعزيزِ ثقافةِ التعاونِ، وتُفعّلُ الأعمالَ الايجابيةَ في التنمية المحلية، وأكدوا استعدادهم للمشاركة بأي فعالياتٍ، أو مبادراتٍ قادمةْ.
أبو سامر، والد أحد الاطفال المشاركين في فعالية "بسمتكم عيدنا"، رحب بمثل هذه النشاطات، قائلاً: "كان يوم رائع، أدخلوا الفرحة إلى قلوب الأطفال في ظل هذه الحرب، حالة التوالف بين الأطفال المشاركين كانت رائعة، الجميع يدعم مثل هذه الفعاليات، ونشكر الشباب الذين نظموا وأنجزوا هذه الفعالية".
من رحم هذه الحرب ينبض شِريانُ الأمل، ليستمرَ في تغذيةِ روحِ أولئكَ الشبابْ، كي يحاربوا على جبهتِهِم الخاصةْ الخالية من صوت المدافع والرشاشات، غيرَ آبهينَ بآلة القتل، مزودين بالحب والعطاء.