تقارير | 25 05 2020
تصل العشرات من العائلات السّوريّة يوميّاً إلى تركيّا، قادمةً براً من الجنوب السّوري، عابرة حواجز النظام وتنظيم الدولة الإسلامية والجيش الحر، إضافة إلى فصائل أخرى.
خالد كغيره من عشرات الشبان، اللذين يضحّون بأنفسهم يوميّاً لعبور هذا الطريق، وصل إلى غازي عينتاب التركيّة، بعد مرور ثلاثين يوماً على خروجه من داريّا بريف دمشق، التي كان محاصراً فيها لأكثر من عامين.
أكّد لروزنة أنّ وضعه العائلي والمادّي، كان السّبب الرئيسي لتضحيته في الخروج من مدينته، والسبب الثانوي، كان قلّة الدعم اللوجستي للأهالي المحاصرين في المدينة.
انطلق الشاب برحلته جنوباً باتجاه درعا، إلى أن التقى بسبعين شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال، مشوا في رحلتهم، وكانوا قد نجوا من كمينين نصبتهما لهم قوات النظام، وهربوا بأعجوبة من الموت مرات عديدة، نتيجة استهدافهم بقذائف، وساروا بعد ذلك مشياً على الأقدام حوالي يوم ونصف.
اتّجه خالد شمالاً نحو مدينة الميادين، حيث أٌجبر هناك، على اللقاء بأمير المنطقة، وحقّقوا معه للتّأكّد من عدم انتمائه لأي فصيل مسلّح تابع للمعارضة أو النظام، وقاموا باستدراجه للانضمام إليهم والقتال معهم، بذريعة محاربتهم للنصيريّين والمرتدّين، على حد زعمهم.
قارن ابن داريا، بين حواجز التنظيم ونظيرتها التابعة للجيش الحر، قائلاً :" مرّينا بحوالي 17 حاجزاً لتنظيم الدولة، وبشكل عام كانوا منظمين أكثر من حواجز الجيش الحر، طبعاً الحر تنظيمهم سيء وأخدوا الهويات وفتشوا بشكل رهيب، وهناك حواجز جيدة في تعاملها معنا"، مضيفاً:" توجد حواجز لم تدعنا نمر حتّى دفعنا لها الرشوة، وكل حاجز تابع لفصيل معيّن، بينما تنظيم الدولة أعطاني ورقة، مكنتني من المرور عبر 17 حاجزاً بشكل عادي وبدون تدقيق".
يعاني اليوم خالد من حالة نفسية سيئة، بسبب تغيّر الواقع عليه كلّيّاً، ولكنه رغم ذلك، وصف معاملة الأتراك له وللسّوريّين بشكل عام، بالمعاملة الجيدة جداً، وأنّ وضعه بدأ بالتّحسّن نسبيّاً.
يصل العشرات من المدنيين يومياً إلى الحدود التركية، سالكين الطريق نفسه، معرّضين أنفسهم للكمائن والحواجز التي تفرض عليهم انتماءاتها وتبعيّتها، منهم من يصل، وبعضهم يلقى حتفه بسبب انتمائه لجهة معيّنة.