تقارير | 25 05 2020
يقول عبد الرحمن وهو واحد من أهالي منطقة ريف ادلب/ في حديثه مع راديو روزنة "لا يقتصر التهريب على البنزين والمازوت، بل يشمل المواد الأولية كالطحين والسكر ، وتشارك كتائب مقاتلة بعمليات التهريب، في سبيل حصولها على الذخيرة وتأمين سعرها، وبهدف الاغتناء من التهريب".
المازوت ممنوع على المدنيين
تشكل عمليات تهريب المازوت عبر الحدود استنزافاً خطيراً للموارد الاقتصادية، وخسارة لهذه المادة الحيوية، ومرور شتاء قاس على البلاد العام الماضي ، زاد من الطين بلة ، فقد تعرض العديد من الأطفال للمرض سواء في المخيمات، أو القرى الفقيرة بسبب نقص التدفئة، ومات عدد منهم بسبب البرد.
يقول أبو جمال أنه يشاهد بشكل دائم قوافل من الصهاريج والشاحنات، محملة بالمواد التموينية أو النفطية، متوجهّة إلى تركيا عبر الحدود. ويضيف "يجب علينا أن نرجع لطريق الثورة، وعليهم أن لا ينسوا أن الشهداء ضحوا بأرواحهم من أجل سوريا وليس من أجل المازوت وتهريبه!" .
يندر تواجد المادة في منطقة ادلب، ويصعب على المدنيين تأمينها، وعند الحصول عليها فيتوجب على الناس دفع مبالغ كبيرة لقاء كمية محدودة لا تكفي برد الشتاء، أو احتياجات تشغيل الآلات الزراعية أو الصناعية. فبعض الكتائب أو المهربين يعمدون إلى تهريب كميات كبيرة إلى تركيا بغية بيعها بأسعار أعلى.
أين الهيئة الشرعية؟
أصدرت المحكمة الشرعية في منطقة حارم بريف ادلب، قراراً يمنع تهريب عدد من المواد من سوريا إلى تركيا، معتبرة أن هذا القرار يرفع الضرر عن المواطنين، وشمل القرار منع تهريب سبع مواد غذائية أساسية بدأت بزيت الزيتون ، وانتهت باللحوم.
وتعتبر الهيئة الشرعية في حارم جهة قضائية مفوّضة من الكتائب المقاتلة في المنطقة بأكملها، ولقراراتها سلطة تنفيذية من قبل هذه الكتائب، وكان القرار الصادر بخصوص منع التهريب قد نص على ضبط المهربين، وتنظيم ضبوط بحقهم وإحضارهم موجودين للمحكمة الشرعية، إضافة إلى حجز المواد المهربة ومصادرتها.
وقّع على القرار القاضي الشرعي في حارم، ووضعت جبهة ثوار سوريا، وقائد المجلس العسكري بحارم، ومجلس القضاء في المنطقة الشمالية أختامهم عليها. ويتساءل الناشطون عن "سر" استثناء مادة المازوت من المواد المحظور تهريبها، رغم أن عمليات التهريب الخطيرة تسير على قدم وساق منذ سنوات!
يقول عمر وهو ناشط إعلامي من ريف ادلب أنه يرى ما يحصل بعينه " بعض الفصائل المقاتلة تسهل مرور عربات التهريب، وتتقاضى مبالغ من سائقي الشاحنات مقابل السماح لهم بالمرور" الأمر الذي أدى بحسب عمر إلى ارتفاع سعر برميل المازوت لأكثر من 23 الف ليرة سورية بحسب قوله.
"بيدونات بلاستيكية عائمة"
تعوم "البيدونات البلاستيكية" فوق نهر العاصي ، لتقطعه من الجهة السورية وصولا إلى الجهة التركية، وينقل المازوت الموجود بداخلها لاحقاً بواسطة شاحنات كبيرة. حاولنا بكاميرا روزنة التقاط بعض الصور، ولكننا تعرضنا للهجوم من قبل أحد المهربين، الذي رفع السلاح وهددنا ، ما اضطرنا للتوقف عن متابعة العمل.
بدورهم يبرر المهربون في حديثهم معنا اللجوء للتهريب كبديل عن العمل، ويجيب أحدهم باقتضاب وتحفظ "انا بعرف انو بيقولو التهريب حرام.. لكن أحسن ما أسرق من حدا.. بحاول اشتغل ب500 ليرة .. افضل ما قول لحدا يعطيني " .