تقارير | 25 05 2020
تعج السويداء كسائر المدن السورية التي ما زالت تحت سيطرة النظام، بصور الحملة الانتخابية الخاصة بالرئيس بشار الأسد، والتي حملت اسم "سوا". ويدعم تجار كبار ومتنفذون في المدينة هذه الحملة عبر دفع تكاليف الإعلانات الطرقية التي تنتشر في الشوارع الرئيسية. لا تزاحم حملة "سوا" في المدينة حملات المرشحين الآخرين لرئاسة الجمهورية حسان النوري و ماهر الحجار، وإضافةً للصور والإعلانات الكبيرة، نُصبت العديد من الخيام الانتخابية، في الساحات الرئيسية تحت مسمى "خيمة وطن"، التي تُطلق فيها أغانٍ موالية للنظام وتقام الدبكات والاحتفالات. لم تلاقِ الخيام الانتخابية إقبالاً كثيفاً من السكان، واقتصر الحضور على عدد من أعضاء حزب البعث، وبعض عناصر الأجهزة الأمنية.
رجال الدين يقاطعون
أجواء الانتخابات لم تثر اهتمام السكان، بقدر ما هم مشغولون بالواقع المعيشي وغلاء الأسعار، وتقول إيمان "32 عاماً": "أنا لست مقتنعة بالمعارضة، وأحملها مسؤولية ما حصل بالبلد، كمعظم أبناء مدينتي، لكنني لا أشارك بهذه الاحتفالات، الناس هنا تعبت من السياسة، سئمنا الحالة التي نعيشها وأصبح همنا العيش فقط، نعلم من سيفوز في الانتخابات، ونعلم أنه لن يتغير شيء لأن الأزمة أصبحت أكبر من الجميع".
تبدو الخيام الانتخابية خاليةً من رجال الدين الدروز، على خلاف ما كان يحدث في الاستفتاءات السابقة، فموقف رجال الطائفة الدرزية حاسم بخصوص الوقوف على الحياد من الصراع الذي تشهده البلاد. أجبر رجال الأمن في إحدى المحافل امرأة تعاني من مرض عقلي على حمل صورة بشار الأسد، ما أدى إلى صدام كبير بين رجال الدين والأمن، الأمر الذي غير المزاج الشعبي في المنطقة. ويقول أبو منيف أحد سكان السويداء، إن الخلاف الذي حصل أضعف المشاركة الشعبية بالاحتفالات، بسبب التأثير الكبير للمشايخ على أهالي المحافظة.
المشاركة بالإجبار
المشاركة الشعبية المتواضعة في الخيم الانتخابية، لم تعجب المسؤولين في المحافظة، خصوصاً أن السويداء تعد من المناطق الموالية للنظام، فقاموا بإجبار المؤسسات الحكومية والنقابية على إرسال موظفيها بشكلٍ متناوب إلى الخيام الانتخابية لتبدوا ممتلئة بالناس.
يقول سمير وهو موظف في الاتحاد العام للفلاحين، أن الإدارة أخبرتهم بضرورة المشاركة في الخيام الانتخابية، وذلك بعد قدوم عدد من عناصر الأمن إلى المؤسسة واجتماعهم مع مدير الاتحاد. ويضيف سمير أن جميع الموظفين مجبرين على المشاركة، خصوصاً بعدما تم تسريح 30 موظف خلال الشهر الماضي، لأسباب تتعلق بالولاءات السياسية، وهذا ما دفع الجميع للنزول خوفاً من فقدان وظائفهم. يشير سمير إلى أن الاتحادات والنقابات تتنافس على طباعة الصور واللوحات الخاصة بالحملة الانتخابية، كوسيلة للتغطية على السرقات المرتكبة من قبل المسؤولين عنها.