صحة | 6 01 2024

دائماً ما يتم الحديث عن انقطاع الطمث لدى النساء والأعراض التي تصاحبه، لكن ماذا عن الرجال؟ هل يمرون بمرحلة وأعراض تشابه التي تصيب النساء في تلك المرحلة العمرية؟
يبدأ انخفاض معدلات الخصوبة لدى النساء في مرحلة عمرية تتراوح ما بين 45 و55 عاماً، نتيجة توقف الدورة الشهرية، يصاحبها العديد من الأعراض والتغيّرات الهرمونية التي تؤثر على الرفاه البدني والوجداني والنفسي والاجتماعي للمرأة، وفق "منظمة الصحة العالمية".
"هيئة الصحة" البريطانية (nhs) تقول إن "بعض الرجال يصابون بالاكتئاب وفقدان الدافع الجنسي وعدم القدرة على الانتصاب وأعراض جسدية وعاطفية أخرى عندما يصلون إلى أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من العمر".
وبحسب ورقة بحثية نشرت عام 2000، يمر الرجال بحالة مشابهة للنساء خلال انقطاع الطمث، بشكل رئيسي في منتصف العمر، عندما ينخفض إنتاج هرمون التستوستيرون الضروري للأداء الجنسي.
وقد يحدث انخفاض غير طبيعي في تركيز هرمون التستوستيرون في الدم بسبب خلل في الخصية (قصور الغدد التناسلية الأولي) أو خلل في الغدة النخامية (قصور الغدد التناسلية الثانوي) وقد يكون خلقياً أو مكتسباً.
البروفيسور ريتشارد شارب، الخبير في اضطرابات الإنجاب لدى الذكور من جامعة إدنبرة في اسكتلندا ببريطانيا، يقول: "ليس هناك شك في أنه بالنسبة للرجال العاديين، تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون في الدم مع تقدم العمر من أواخر الثلاثينيات إلى أوائل الأربعينيات فصاعداً".
ويضيف: "ومع ذلك لا يوجد انخفاض حاد في مستويات هرمون التستوستيرون في الدم على غرار ما يحدث لمستويات هرمون الاستروجين لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث".
وبيّن شارب أن بعض الرجال قد يعانون من انخفاض طفيف في هرمون التستوستيرون في الدم عند التقدم في السن "يمكن أن يكون متغيراً تماماً بين الأفراد، على عكس حدوث انقطاع الطمث بنسبة 100 بالمئة لدى النساء"، وفق صحيفة "الغارديان".
أنت من المدخنين؟!.. احذر: "التبغ يضر كل أجهزة الجسم تقريباً"
الأعراض التي تصيب الرجال
الأعراض الشائعة عند الرجال في هذا العمر، وفق "هيئة الصحة" البريطانية، هي: "تقلب المزاج والتهيج، فقدان الكتلة العضلية وانخفاض القدرة على ممارسة الرياضة، إعادة توزيع الدهون، مثل تكوين بطن كبير أو ثدي الرجل (التثدي)، نقص عام في الحماس أو الطاقة، صعوبة في النوم (الأرق) أو زيادة التعب، ضعف التركيز والذاكرة قصيرة المدى".
يمكن أن تتداخل هذه الأعراض مع الحياة اليومية والسعادة، لذلك من المهم العثور على السبب الأساسي وتحديد ما يمكن فعله لحله.
قد يكون نقص هرمون التستوستيرون الذي يتطور لاحقاً في الحياة، والمعروف أيضاً باسم قصور الغدد التناسلية المتأخر، مسؤولاً في بعض الأحيان عن هذه الأعراض، ولكن في كثير من الحالات لا علاقة للأعراض بالهرمونات.
أهمية التستوستيرون
يتم إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجال والنساء على حد سواء، وهو هرمون يتم إنتاجه بشكل رئيسي في الخصيتين والمبيضين.
يوجد هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي بمستويات أعلى بكثير لدى الأولاد والرجال، ويعمل كهرمون جنسي رئيسي ويلعب العديد من الأدوار البيولوجية المهمة، بما في ذلك:
"تطوير القضيب والخصيتين، تعميق الصوت أثناء فترة البلوغ، نمو شعر الوجه والعانة خلال فترة البلوغ، تنظيم حجم العضلات وقوتها، تنظيم نمو العظام وقوتها، تطوير وتنظيم الدافع الجنسي (الرغبة الجنسية)، تنشيط إنتاج الحيوانات المنوية".
يحدث نقص هرمون التستوستيرون عندما لا ينتج جسم الرجل ما يكفي من هذا الهرمون المهم، يمكن أن يحدث النقص في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعاً عند الرجال الأكبر سناً.
قد يهمك: صيدلية المنزل .. أهميتها ومحتوياتها وشروط حفظ الأدوية
القضايا الشخصية أو نمط الحياة
يمكن أن تكون عوامل نمط الحياة أو المشكلات النفسية أيضاً مسؤولة عن العديد من هذه الأعراض لدى الرجال، وفق "هيئة الصحة" البريطانية.
على سبيل المثال، قد يكون ضعف الانتصاب وانخفاض الدافع الجنسي وتقلب المزاج نتيجة لما يلي: "ضغط، اكتئاب، قلق".
هناك أيضاً أسباب جسدية تؤدي إلى ضعف الانتصاب، مثل التدخين أو مشاكل في القلب، والتي قد تحدث جنباً إلى جنب مع أي سبب نفسي.
عادة ما تنشأ المشاكل النفسية بسبب مشاكل العمل أو العلاقات، أو مشاكل مالية أو القلق بشأن شيخوخة الوالدين.
يمكن أن تكون "أزمة منتصف العمر" مسؤولة أيضاً، يمكن أن يحدث هذا عندما يعتقد الرجال أنهم وصلوا إلى منتصف الطريق في الحياة.
القلق بشأن ما أنجزوه حتى الآن، سواء في حياتهم المهنية أو الشخصية، يمكن أن يؤدي إلى فترة من الاكتئاب.
تشمل الأسباب المحتملة الأخرى، لما يمر به الرجال في تلك المرحلة العمرية: "قلة النوم، نظام غذائي سيء، عدم ممارسة الرياضة، شرب الكثير من الكحول، التدخين، احترام الذات متدني، قصور الغدد التناسلية المتأخر".
في بعض الحالات، حيث لا يبدو أن نمط الحياة أو المشاكل النفسية هي المسؤولة، فقد تكون الأعراض الحاصلة نتيجة لقصور الغدد التناسلية، حيث تنتج الخصية القليل من الهرمونات أو لا تنتجها على الإطلاق.
يظهر قصور الغدد التناسلية أحياناً منذ الولادة، مما قد يسبب أعراضاً مثل تأخر البلوغ وصغر الخصيتين.
يمكن أيضاً أن يتطور قصور الغدد التناسلية في بعض الأحيان في وقت لاحق من الحياة، وبخاصة عند الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة أو المصابين بداء السكري من النوع الثاني، يُعرف هذا بقصور الغدد التناسلية المتأخر ويمكن أن يسبب أعراضاً مشابهة لما يحدث للنساء عند انقطاع الطمث، ولكن هذه حالة طبية غير شائعة ومحددة وليست جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، وفق "الصحة" البريطانية.
ما يجب القيام به
إذا كنت تعاني القليل من هذه الأعراض، راجع طبيبك العام، سوف يسألك عن عملك وحياتك الشخصية لمعرفة ما إذا كانت أعراضك ناجمة عن مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، مثل التوتر أو القلق.
إذا كان التوتر أو القلق يؤثر عليك، فقد تستفيد من الأدوية أو العلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية والاسترخاء أيضاً.