تقارير | 16 12 2023

رفع مئات الأمريكيين من أصول إيزيدية دعوى قضائية على شركة لافارج الفرنسية للإسمنت، بناء على اتهام موجه لها بتقديم دعم مالي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عبر فرعها في سوريا، عام 2014، وذلك قبل استحواذ شركة هولسيم السويسرية على الشركة عام 2015.
وقالت وكالة "رويترز" إن الأمريكيين الذين تتقدمهم الناشطة الإيزيدية نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تقدموا بدعوى أمام القضاء الأمريكي ضد شركة لافارج، أمس الأول، متهمين إياها بتقديم داعم مالي لتنظيم "داعش".
وبحسب الوكالة، فإن المحامية في حقوق الإنسان أمل كلوني والدبلوماسي الأمريكي السابق لي ولوسكي، سيمثلون الأمريكيين الأيزيديين أمام القضاء.
اقرأ أيضاً: رئيس "لافارج"للإسمنت: الشركة ارتكبت أخطاءً غير مقبولة في سوريا
وأشارت إلى أنه وفق الدعوى المرفوعة أمام محكمة اتحادية في نيويورك، فإن لافارج "ساعدت وحرضت على أعمال الإرهاب الدولي التي ارتكبها داعش وتآمرت مع داعش ووسطائه، ويجب عليهم دفع تعويضات للناجين".
وتعرضت الناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد للاختطاف على يد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، من إحدى قرى جبل سنجار على الحدود العراقية السورية، والتي تمكنت من الهرب لاحقاً، والوصول إلى ألمانيا، قبل حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2018.
لافارج تعترف
ذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير سابق العام الماضي، أن " شركة لافارج" اعترفت أمام محكمة أمريكية، بتهمة تقديم أموال لجماعات صنفتها الولايات المتحدة على أنها إرهابية. بما في ذلك "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، "حتى تتمكن الشركة من الاستمرار في العمل في سوريا".
ونقلت الوكالة عن ممثلي ادعاء أمريكيين أن شركة لافارج الفرنسية، وفرعها السوري لافارج للإسمنت سوريا، دفعت لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً)، من خلال وسطاء، ما يعادل حوالي 5.92 مليون دولار بين عامي 2013 و2014 للسماح للموظفين والعملاء والموردين بالمرور عبر نقاط التفتيش بعد اندلاع الحرب في سوريا.
وبحسب ممثلي الادعاء، فإن ذلك سمح للشركة بكسب 70 مليون دولار من إيرادات المبيعات من المصنع الذي تديره في شمالي سوريا.
ووافقت لافارج، على دفع 778 مليون دولار غرامات كالتماس. وفق ما ذكرت "رويترز".
"الحكومة الفرنسية شجعتنا على البقاء"
في تصريح سابق نهاية آذار الماضي، رجح المدير التنفيذي السابق لشركة لافارج الفرنسية، برونو لافون أن الموقع الاستراتيجي للشركة دفع الحكومة الفرنسية لتشجيعهم على البقاء في سوريا، في الوقت الذي بدأت فيه الشركات الفرنسية بالمغادرة مع بداية الأحداث.
قد يهمّك: فرنسا تلغي عن شركة لافارج تُهمة المشاركة بـ"جرائم ضد الإنسانية" بسوريا
وقال لافون في لقاء خاص مع صحيفة "liberation" الفرنسية، إن عدداً قليلاً من الشركات الفرنسية التي كانت موجودة في سوريا غادرت بسبب علاقاتها مع النظام السوري، إضافة أنه كان لشركات أخرى حضور أخف، وغالباً ما يكون تجارياً بحتاً ومتمركزاً حول دمشق.
وأشار إلى أن تشجيع الحكومة الفرنسية لم يكن بالتواصل معه، وإنما كان مع زملائه الذين كانوا على اتصال بهم.
وأبدى استغرابه من تعامل الحكومة الفرنسية مع الشركة، مؤكداً أنه إذا تم اختراق الشركة، فقد كان ذلك بدون علمه، نافياً معرفته بـ"أي شيء عن مدفوعات لجماعات إرهابية، وأنشطة الدولة في المصنع". في إشارة إلى اختراق الاستخبارات الفرنسية للشركة في تلك الفترة.
وفي عام 2021 كشفت صحيفة "liberation"، أن باريس كانت على علم بالاتفاق بين شركة "لافارج" للإسمنت وتنظيم "داعش"، من أجل مواصلة الشركة أعمالها في سوريا.
وأعلنت شركة هولسيم السويسرية في نيسان 2014 صفقة لشراء لافارج الفرنسية من خلال الأسهم، وذلك لتأسيس أكبر منتج للأسمنت في العالم بقيمة سوقية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي، تحت مسمى شركة لافارج هولسيم (LafargeHolcim)، ليتم الاندماج عام 2015.
يذكر أن شركة لافارج الفرنسية للإسمنت، بدأت عملها في سوريا بمنطقة الجلابية شمال مدينة الرقة عام 2010، بكلفة بلغت 680 مليون دولار.