تقارير | 20 11 2023

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن انقسامات داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، نتيجة تصاعد الهجمات ضد القواعد الأمريكية في سوريا، من قبل مجموعات مسلحة تابعة لإيران، حيث عبر مسؤولون عن فشل الاستراتيجية الحالية في ردع الهجمات.
ونقلت الصحيفة في تقرير، أمس الأحد، عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن الإحباط يتزايد داخل وزارة الدفاع، بسبب تصاعد الهجمات التي تشنها مليشيات تابعة لإيران في سوريا على المواقع العسكرية الأمريكية.
اقرأ أيضاً: في إطار الرد.. الولايات المتحدة تقصف مواقع إيرانية شرقي سوريا
وأشارت إلى "غضب البعض داخل وزارة الدفاع" من تلك الهجمات، حيث اعترف المسؤولون المحبطون مما يعتبرونه "استراتيجية غير متماسكة لمواجهة وكلاء إيران الذين يُعتقد أنهم مسؤولون عن ذلك، بأن الضربات الجوية الانتقامية المحدودة التي وافق عليها الرئيس بايدن فشلت في وقف العنف".
وقال أحد المسؤولين للصحيفة، والذي رفض الكشف عن اسمه: "لا يوجد تعريف واضح لما نحاول ردعه"، متسائلاً: "هل نحاول ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية بهذه الطريقة؟ حسناً، من الواضح أن هذا لا يفيد".
61 هجوماً
ووثقت الصحيفة 61 هجوماً على القوات الأمريكية، في كل من سوريا والعراق، منذ بدء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في 7 تشرين الأول الماضي.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، قال مسؤول كبير في البنتاغون: "إن البنتاغون قدم خيارات إضافية للرئيس تتجاوز الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن". مؤكداً أن هناك شكاً متزايداً داخل وزارة الدفاع حول النهج الحالي.

خريطة للمواقع المستهدفة - واشنطن بوست
بدورها، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، في بيان، إن بايدن أظهر أنه "لن يتردد أبداً في اتخاذ إجراءات لحماية القوات الأمريكية" وأن الرئيس "مستعد تماماً لاتخاذ المزيد من الإجراءات حسب الحاجة في أي لحظة لحماية قواتنا".
وقالت مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كريستين أبي زيد، للمشرعين في مجلس النواب يوم الأربعاء، إن إيران والمليشيات التابة لها "يحاولون السير على خط رفيع للغاية في المنطقة".
وأضافت بأنه يبدو أن هناك جهوداً متضافرة لتجنب "الإجراءات العلنية التي تخاطر بفتح صراع مباشر أكثر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، بينما ما تزال تفرض تكاليف من خلال تمكين الهجمات المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل".
التقليل من أهمية الهجمات
أوضحت الصحيفة أن بعض مسؤولي البنتاغون، يسعون من خلال تصريحاتهم العامة إلى التقليل من أهمية الهجمات في العراق وسوريا، واصفين إياها بأنها في كثير من الأحيان غير دقيقة ولا تسبب أضراراً تذكر للبنية التحتية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ، أن العمليات الانتقامية الثلاث التي نفذتها القوات الأمريكية ضد المليشيات التابعة لإيران، "تهدف إلى الإشارة وإرسال رسالة قوية إلى إيران والجماعات التابعة لها لكي تتوقف".
قد يهمّك: التحالف الدولي يستقدم تعزيزات عسكرية إلى شرقي سوريا
وعبّر السيناتور كيفين كريمر، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في مقابلة بأنه لا يشعر بأي ردع. مضيفاً: "إنهم يواصلون إطلاق النار، في انتظار الرد. نحن لا نفعل ذلك، لذا استمروا في إطلاق النار. وفي نهاية المطاف، ستقتل إحدى تلك الطائرات بدون طيار، أو أحد تلك الصواريخ، أمريكياً. وبعد ذلك سننطلق إلى السباقات".
وأردف السيناتور الأمريكي بأنه لا يطالب بشن حرب شاملة مع طهران. "لكنني أعتقد أن موقفنا يجب أن يكون أكثر عدوانية قليلاً من مجرد الدفاع الصارم"، حتى لا يقتل أي جندي أمريكي نتيجة تلك الطائرات المسيرة في يوم ما.
وشنت الطائرات الأمريكية ثلاث عمليات رد على مواقع عسكرية لمجموعات مسلحة تابعة لإيران في شرقي سوريا، آخرها قصف مواقع في دير الزور، في 12 تشرين الثاني الجاري.
وكان الناطق باسم كتائب "حزب الله" العراقي، جعفر الحسيني، قد أعلن في وقت سابق "دخول المقاومة في العراق" بمعركة "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة "حماس" في فلسطين ضد إسرائيل، وتوجيه ضرباتها إلى القواعد الأميركية، وذلك في مقابلة مع "الميادين".